"الوطن" تكشف: أحفاد الفراعنة يعيدون تعامد الشمس على وجه رمسيس بموقع جديد

"الوطن" تكشف: أحفاد الفراعنة يعيدون تعامد الشمس على وجه رمسيس بموقع جديد
- تعامد الشمس
- البهو العظيم
- المتحف الكبير
- رمسيس الثاني
- تعامد الشمس
- البهو العظيم
- المتحف الكبير
- رمسيس الثاني
حدث فلكي فريد يعيد به أحفاد الفراعنة أمجاد أجدادهم فبعد أكثر من ثلاثة آلاف عام من بناء رمسيس الثاني لتحفته المعمارية الفريدة بأبوسمبل والتي يتعامد فيه الشمس على وجهه مرتين كل عام في أكتوبر وفبراير، يعيد الأبناء إنتاج ظاهرة التعامد على وجه رمسيس ولكن تلك المرة على بعد 900 كيلو متراً، وتحديدا بهرم مصر الرابع المتحف المصري الكبير، والذي يشهد غداً تعامد الشمس على وجه تمثال رمسيس الثاني ببهوه العظيم للمرة الأولى منذ نحت التمثال قبل 3200 بميت رهينة.
"الوطن" كانت شاهدة على الظاهرة منذ أن كانت مجرد فكرة في 2018 حتى رأت النور في 2020، والتي تبناها المشرف على المتحف الكبير والمنطقة المحيطة "عاطف مفتاح"، ووجه بتنفيذها أكتوبر 2019 ليعكف مهندسي المتحف طوال عام كامل على دراسة وتنفيذ المقترح الذي تقدم به الدكتور أحمد عوض الباحث بكلية الهندسة للاستفادة من ظاهرة تعامد الشمس على وجة الملك رمسيس الثاني بمعبده بأبو سمبل وعمل تعامد أخر على وجه تمثال الملك "رمسيس الثاني" داخل بهو المدخل الرئيسي للمتحف المصري الكبير.
وقال مفتاح، لـ"الوطن"، "احتاج تنفيذ الفكرة دراسات فلكية وحسابية وهندسية دقيقة لتطبيقها، بحيث تتعامد الشمس في نفس الموعد من كل عام مرتان بالتزامن مع الظاهرة الأصلية قبل نقل معبد أبوسمبل والذي تسبب في تغيير الموعد ليوم أخر حيث ستتعامد الشمس على وجه الملك رمسيس في المتحف المصري الكبير في 21 أكتوبر و21 فبراير من كل عام".
وتابع "مفتاح": بعد دراسة الفكرة دراسة دقيقة بدأ التطبيق باختيار نقطة محددة بالأسقف الزجاجية بالبهو العظيم الذي يقف فيه رمسيس شامخا منذ نقلة في 2018 وتم اختيار نقطة نفاذ الضوء بحيث تتركز أشعة الشمس عند شروقها في اليومين المحددين على الوجة كل عام، وفي اليوم التالي تتحرك بعيداً عن وجهه حتى تختفي تماما وتم التنفيذ في فبراير في ثلاث نقاط نفاذ للضوء وتم اختيار أفضل نقطة منها تحقق الصورة المطلوبة.
وأضاف: "شهدنا اليوم نجاح التجربة النهائية والتي ستتوج غداً مجهود مهندسي المتحف والعاملين به وصاحب الفكرة، اللذين تحمسوا وعملوا وسط أعمال البناء والتشييد ومع الساعات الأولى من النهار ليعيدوا كتابة التاريخ وتسطع شمس رمسيس من جديد".
وقال الدكتور أحمد عوض الباحث بكلية الهندسة، لـ"الوطن"، أنه تم تطبيق ظاهرة تعامد أشعة شروق الشمس من خلال تحديد مساحة على الواجهة الرئيسية للمتحف تماثل مساحة وجه التمثال الملكي، ومنها تم تعين دخول أشعة شروق الشمس إلى وجه تمثال الملك رمسيس الثاني في يومي 21 أكتوبر و21 فبراير، بمراعاة أن تكون تلك المساحة على الواجهة الرئيسية للمتحف معالجة معماريا بخامات قادرة على نفاذ أشعة الشمس من خارج الجهة الشرقية للمتحف إلى داخل بهو مدخله الرئيسي، وتم ذلك دون حدوث أي تغيير في التصميم المعماري للمتحف، وتم تحديد مقدار تلك الزاوية الأفقية بواسطة برامج الحاسب الآلي Starry Night المتخصص في حساب حركة الأجرام السماوية.
وتابع أن الهدف من إعادة الاحتفالية هو استحداث احتفالية ثقافية وسياحية تقام في ساحة الواجهة الأمامية للمتحف المصري الكبير، وخلق هوية حضارية له إلى جانب تنشيط السياحة الثقافية والدعاية لظاهرة تعامد أشعة الشمس على المعابد المصرية القديمة خاصة معبد أبوسمبل، حيث ستكون تلك الظاهرة الأولى من نوعها بمتحف مصري، ونأمل أن تكون وجهة للسائحين من كل العالم ليشهدوا على عظمة التاريخ في الماضي وبراعة المصري في الحاضر.