مأساة ميت سلسيل تتكرر بالعراق.. سيدة تلقي بطفليها في نهر دجلة

كتب: خالد فهمي

مأساة ميت سلسيل تتكرر بالعراق.. سيدة تلقي بطفليها في نهر دجلة

مأساة ميت سلسيل تتكرر بالعراق.. سيدة تلقي بطفليها في نهر دجلة

عامان مرا على على واقعة مدينة ميت سلسيل في الدقهلية، التي هزت الرأي العام في مصر بعد إلقاء أب طفليه في ترعة، لكن ذكرى الجريمة البشعة تجددت بعد واقعة مماثلة في العراق.

في عام 2018، عثرت الأجهزة الأمنية على جثتي الطفلين "ريان" و"محمد"، بإحدى ترع مدينة فارسكور بمحافظة دمياط، في اليوم التالي لاختفائهما في ملاهي بلدتهم، وادعاء الأب اختطافهما.

وعقب أيام من الواقعة، بدأت تنكشف معالم كارثة إنسانية لم يألفها المجتمع المصري، إذ أعلنت المباحث، أن الأب ألقى طفليه في الترعة، بعد العثور على لقطات مصورة له بصحبة ولديه أعلى الكوبري عقب خروجهما بصحبته من الملاهي.

وهنا بدأت المباحث تضيق الخناق على الأب، الذي سارع كذبا بالإبلاغ عن اختفاء طفليه للتغطية على جريمته، إذ واجهته بمقاطع فيديو رصدته منذ خروجة من الملاهي بصحبة طفليه، قبل دخوله محطة وقود لتزويد سيارته، لتثبت تماما ان "ريان" و"محمد" لم يخطفا ولم يفارقاها، وأنه كاذب، ليصبح أبرز المتهمين بقتلهما.

الرجل لم يجد مفرا للهرب أو الخداع، وانهار سريعا بعدما التفت خيوط الجريمة حول رأسه وشلت تفكيره، ليعترف أنه قتل طفليه، خوفا عليهما من عصابة لتجارة الآثار، هددوه بقتل طفلية، وقررت النيابة العامة إحالته الى الجنايات التي أصدرت حكمها على المتهم بالإعدام، وتم تقديم مذكرة لمحكمة النقض للطعن على الحكم، لم يفصل فيها حتي الآن.

ربما توارت قصة "ريان" و"محمد" مع الأيام، إلا أن أرواحهما أبت أن ننسى ما حدث لهما، ليعودا مجددا للمشهد، بجريمة لا تقل بشاعة عنها، وقعت أحداثها على بعد نحو 1400 كيلو متر من القاهرة، حيث استيقظ شعب العراق على مشاهد وثقتها إحدى كاميرات المراقبة، لسيدة عراقية ترمي طفليها بنهر دجلة.

صدى الجريمة لم يخلتف عن مقتل طفلي ميت سلسيل، إذ اهتز الرأي العام في العراق بشدة، وبدأ نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي تداول الفيديو وتتبع خيوط الواقعة، مؤكدين أن الحادث وقعت فوق جسر الأئمة، الذي يربط بين منطقتي الكاظمية والأعظمية المتاخمتين لنهر دجلة في بغداد.

وبدأت الرويات عن دوافع السيدة، أبرزها أنها ألقت ابنيها في النهر بسبب خلافات مع طليقها والد الطفلين، لكن مع انتشار الفيديو بقوة، ألقت قوات الأمن القبض على الأم، التي اعترفت بجريمتها خلال التحقيق معها، مؤكدة أن خلافات مع طليقها هي التي أوصلتها لهذه النتيجة.

وانتشر فيديو مؤثر لوالد الطفلين من موقع الحادثة، حيث كان يبكي بصوت عال على طفليه، بينما كانت فرق الإنقاذ تبحث عن جثتي الطفلين.

وهزت الحادثة الرأي العام العراقي وحازت على اهتمام وسائل الإعلام والمدونين في عدد من الدول العربية، وأدان المعلقون هذا الفعل الذي وصفوه بـ"الوحشي"، وطالبوا بإنزال أقصى العقوبات بحق السيدة، وتساءل آخرون عن الدوافع والعقوبات المحتملة لهذه الجريمة، كما نادى بعضهم بضرورة تعديل قوانين الحضانة وحماية الأطفال.

ووقف النشطاء وخبراء الاجتماع حائرين أمام المشهد، واستصعب عليهم فهم التركيبة النفسية للأم وصراعها على الحضانة وذهابها إلى حد خسارة طفليها نهائيا على أن تخسرهما لصالح زوجها. ودعا بعضهم إلى التريث حتى ظهور نتائج التحقيق، مطالبين، بالبحث في أسباب انتشار الجرائم بدلا من المطالبة بتغليظ العقوبات.

وناشد نشطاء الحكومة العراقية، بإنشاء دورات لتأهيل الآباء نفسيا وإحداث وحدات للفصل في قضايا الحضانة التي عادة ما تنتهي بصراعات بين الطرفين يذهب ضحيتها الأطفال، كما يرى هؤلاء أن "محاربة الفقر والجهل فضلا عن إنصاف المرأة المطلقة قانونا من شأنه الحد من هذه الجرائم".


مواضيع متعلقة