فريد الأطرش وأم كلثوم.. علاقة متوترة وأسئلة غامضة: هل كانت تكرهه؟

كتب: محمد عبدالعزيز

فريد الأطرش وأم كلثوم.. علاقة متوترة وأسئلة غامضة: هل كانت تكرهه؟

فريد الأطرش وأم كلثوم.. علاقة متوترة وأسئلة غامضة: هل كانت تكرهه؟

قبل 110 أعوام، دوت صرخات جبل العرب في سوريا، وسط تجمع كبار بني الأطرش لاستقبال مولودا فريدا بين أفراد العائلة التي اشتهرت بالفن، لكنهم لم يتوقعوا أن الطفل الذي سجل يوم 19 أكتوبر 1910، ميلاده وأسموه فريد الأطرش سيكون "موسيقار الأزمان"، و"ملك العود" وأحد أبرز علامات الموسيقى العربية والنغم الشرقي الأصيل.

رحلة فريد الأطرش ثريه بالفن والمواقف، وما إن حلت ذكرى ميلاده، إلا ويتذكر عشاقه رحيله بحلم لم يستطع تحقيقه، وقلب به غصة من الفنانة أم كلثوم، التي هاجمها عام 1973، قبل وفاته بعام، عبر حوار أجراه مع الإذاعة السورية، بسبب عدم تعاونها معه نهائيا، قائلا: "هي بتكرهنا مابتحبناش"، يقصد هو وشقيقته الفنانة أسمهان.

الأطرش والتعامل مع أم كلثوم.. حلم لم يتوقف

لم يتوقف الأطرش عن إعلان تمنيه التعامل مع أم كلثوم، إذ خرج في العديد من المرات معلنا عن حلمه، ومنها في حديث للإذاعة السورية، حينما قال: "جرحت نفسي لما قولت إن أمنيتي التعامل مع أم كلثوم، أنا مش مضطر، لكن حبيت أواجه الناس، إني لأي درجة بنزل من كرامتي الفنية، ونفسيتي بتتعذب، باقولها أنا ليا أمنية، باتمنى تحققيها، الناس عارفه قيمتي الفنية، وأقدر أقدم أفضل بكثير مما قدم لها".

ابتعدت أم كلثوم عن التعامل مع الأطرش طوال مسيرتها الفنية، وأحجمت عن غناء أي أغنية من ألحانه، لكن فريد أكد أنه لا يفرض عليها ذلك، وعندما كان يعرض عليها ألحانه وتسمعها، تقول له: "مش حلوين"، على -حد قوله-، لدرجة أنه طلب منها غناء إحدى أغانيه وإعطاء الفرصة للجمهور للحكم، لكنها رفضت.

كانت أم كلثوم تريد أغنية عاطفية، لكن الأطرش لم يكن في وقت يسمح له بذلك، فقدم لها أغنية وطنية للشاعر بشارة الخوري الملقب بـ"الأخطل الصغير" عن الثورة الفلسطينية تسمى "وردة من دمنا"، واعتقد فريد أنه إذا غنتها كوكب الشرق، سيحبها الناس أكثر من أغاني الحب، رغم أنها أغنية وطنية.

أم كلثوم توافق.. ثم ترفض

استمعت كوكب الشرق إلى الأغنية، ووافقت على غنائها في البداية، ووصف فريد الأطرش حالتها، قائلا: "سمعتها واتجننت عليها، وفرحتها كانت لا توصف، وقالت لي يالا، وهنأتني على اللحن، وبعد أربع خمس أيام غيرت رأيها.. فيه حاجة كانت في نفسها من ناحيتي، لكن أنا مش عارف هي إيه".

ويحاول الأطرش، إيجاد تفسيرا أو مبررا لموقف أم كلثوم: ربما تكون كانت تكره أسمهان وأنا ورثت هذا الكره منها، لما تتكلم عني تقول ده فنان كويس وعظيم، أجي أقدم لها ألحان رائعة ألاقيها مش عاوزة تغنيها، ومش هي اللي تحكم على ألحاني، مش من حقها، الجمهور هو اللي يحكم"، مشيرا إلى أن بعض الأشخاص تدخلوا ليحرموه من لقاءه مع كوكب الشرق، لكي لا يحدث أي مقارنات.

شكوى الأطرش عام 1966

ليست هذه شكوى الأطرش الوحيدة، بل في عام 1966، ظهر فريد المعروف بحساسيته مع المذيعة ليلى رستم، كاشفا أنه تعرض لـ3 جلطات في قلبه بسبب حساسيته ولطفه: " أنا تعبان وحزين، وبعد وفاة أختي أسمهان انقلبت حياتي إلى حزن وألم"، وعند سؤاله عن تعاونه مع عبدالحليم حافظ وأم كلثوم، أكد أنه يتمنى العمل معهما، لكنهم يتهربون منه: "في حاجة مش عارف أوصلها، ليش بيكرهوني".

ويرى الملحن والمطرب فريد الأطرش، أن آخر أغنية قدمتها الست هي "الأطلال" بعدها جميع الألحان لم تكن في مستوى أم كلثوم.

فريد الأطرش وأم كلثوم.. المفارقة الثانية

لم تنته العلاقة المثيرة للجدل بين الأطرش وأم كلثوم، فالمفارقة الثانية في علاقتهما أنه لم يفصل بين وفاتهما سوى 38 يوما، إذ توفي فريد في 26 ديسمبر 1974، وأم كلثوم في 3 فبراير 1975.

سر سيظل حائرا، وسيبقى عشاق فريد الأطرش وحتى أم كلثوم يحاولون فك ألغازه، والإجابة على أسئلة غالبا لم يجدوا إجابة: لماذا كانت تكره أم كلثوم فريد الأطرش؟ هل بسبب عنصريتها؟ أم أنها لم تعجبها كلاسيكياته وألحانه؟ أم هو كبرياؤه وعدم السماح لأحد للمساس بألحانه؟


مواضيع متعلقة