"بندخله الفرن".. عالم مصري يوضح طرق اختبار الأقمار الصناعية

"بندخله الفرن".. عالم مصري يوضح طرق اختبار الأقمار الصناعية
قال المهندس محمود الصرفي مدير تصنيع أقمار صناعية في شركة OHB الألمانية، إن بداية التحاقه بالشركة كانت على سبيل التدريب، في إطار رسالة الماجستير التي كان يحضرها، موضحًا أنه سأل إدارة الشركة عما إذا كانت مستعدة لتشغيله هناك.
وأضاف خلال حواره مع الإعلامي أحمد فايق، مقدم برنامج "مصر تستطيع"، عبر شاشة "DMC": "لما سألتهم وافقوا، قالوا لي متعملش حاجة ولا تقدم أي طلب، وبعدها بيوم أحضروا عقدي وكان مدته عامين".
وتابع، أنه اتصل بوالدته لكي يحصل على مشورتها، لكنها رفضت وبكت حيث كانت تتمنى لقاءه وبخاصة أنه كان موجودًا في فرنسا: "قالت لي ارجع، ووقتها روحت للشركة حاولت أنسحب بشياكة وقلت لهم عقدي مش عاجبني، وبعدها جابوا لي عقد 4 سنوات، فاتصلت بوالدتي تاني، فرجعت لهم تاني وقلتهم إني رافض، فسألوني عن طلباتي، وقلت لهم عاوز أتعين، واتصلت بيها تاني وقلت لها على اللي حصل".
وأوضح، ان خاله كان سبق له أن حصل على الدكتوراة من ألمانيا، ونجح في إقناع والدته: "بعدها قلت للشركة إني موافق وبقالي هناك 8 سنوات ونصف".
ولفت، إلى أن الشركة تمسكت به لأنها وجدت أنه يتمتع بالعزيمة والإصرار ويحب ما يعمل، مشددًا على أهمية أن يحب المرء ما يعمل حتى ينجح، وعرف النجاح بأنه عدد المرات التي يستطيع الإنسان فيها أن يتغلب فيها على الفشل.
وأوضح مدير تصنيع أقمار صناعية في شركة "OHB" المصنفة في المرتبة الثالثة على مستوى أوروبا، إن المكان الذي تُجمع فيه الأقمار الصناعية لا بُد أن تتوافر فيه مواصفات معينة، ولا يجب لمس أي شيء، ويجب ارتداء زي خاص، مشيرًا إلى أن الأمر يشبه قطاع العناية المركزة في المستشفيات، والسبب في ذلك أن الأقمار الصناعية تتكون من آلاف القطع الدقيقة جدا، وسعرها مكلف جدا، ولا يجب التعامل معها مثل أي تلفزيون، وعملها يعتمد على مدى جودتها، وكل شيء يجب أن يحدث بدقة، والتعامل معه مثل الشخص المريض.
وتابع، أنه يتم اختبار كل سلك في القمر الصناعي، ويُختبر على حسب المدار الذي سيوضع فيه، موضحا أن بعض الأقمار تكون على بعد 700 كيلومتر من الأرض، وبعضها على بعد 34 ألف كيلومتر من الأرض، وتظل في الفضاء لمدة 15 عاما، وبالتالي يجب التأكد من دقة كل شيء يوضع فيه.
وأردف، أنه يخضع لاختبارات عديدة، ومنها وضعه في "فرن" لاختبار مدى تحمله لدرجات الحرارة المرتفعة، كما يوضع في جهاز آخر لاختبار مدى تحمله للاهتزاز الذي يحدث عند انطلاق الصاروخ الذي يحمله إلى الفضاء.
ولفت مدير تصنيع أقمار صناعية في شركة "OHB"، إلى أن كل شيء في القمر الصناعي يُختبر، ولذلك فإن هذه الصناعة مكلفة ودقيقة جدا، ونظرا لأن الشركة تضمن عمله، إذا تعرض للعطل، فإنها تتأكد من كل شيء قبل إطلاقه، مواصلًا القمر الصناعي يوضع داخل صاروخ لإطلاقه، وبالتالي يجب وضع آلاف القطع في مكان ضيق جدا.
ولفت، إلى أنه يعمل في مشروع قمر صناعي يطلق عليه "إلكترا"، وهو قمر اتصالات ووزنه يصل إلى 3.5 طن، بحجم قمر "النايل سات"، لافتا إلى أن القمر الصناعي لا بُد وأن يضم محركات دفع بوقود مختلف.
وأضاف، أن المصريين يستطيعون تصنيع الأقمار الصناعية مثل "النايل سات"، عندما يتعلمون كثيرا، في كل المجالات، لأن القمر الصناعي يشارك فيه كل العلماء من مجالات العلوم الهندسية، لافتا إلى أن العقل المصري قادر ولكن يجب تعليم الناس جيدا، وخاصة تطبيق ما يتعلمونه.
وتابع مدير تصنيع الأقمار الصناعية في شركة "OHB"، أن مصر تستطيع توطين صناعة الأقمار الصناعية، ولكنها صناعة مكلفة جدا، وعلى سبيل المثال فإن أوروبا هناك وكالة الفضاء الأوروبية، والتي تشارك فيها عدة دول، داعيا الدول العربية مثل مصر والإمارات تجميع قدراتها معا، لكي يكون المنتج أفضل.
وكشف، أن مصر في عام 2001 كانت تريد توطين صناعة الأقمار الصناعية، وللذك أرسلت مجموعة من الطلاب إلى أوكرانيا، وهم حوالي 60 شخصا، وعملوا في مشروع "إيجيبت سات 1"، لافتا إلى أن هذه المجموعة كانت تشاهد وتتعلم من العلماء الأوكرانيين أثناء تصنيع القمر، وكان أعضاء الفريق من مجالات علمية مختلفة، مشيرا إلى أن بعض هؤلاء ما زالوا في مصر يعملون في الهيئة القومية للاستشعار عن بعد.