خبراء عن البرنامج الوطني لإنتاج التقاوي: نقلة في وضع الاقتصاد الزراعي

خبراء عن البرنامج الوطني لإنتاج التقاوي: نقلة في وضع الاقتصاد الزراعي
تتطلع الدولة في تطوير المنظومة الزراعية وتوفير المحاصيل الأساسية للمستهلك بجودة عالية وأسعار رخيصة، ومن بين الجهود المبذولة في هذا الشأن البرنامج الوطني لإنتاج التقاوي والبذور ذات الجودة العالية، ويأتي المشروع وفقًا لتكليفات الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، بعدما كانت تستورد مصر 98% من التقاوي وهو مايكلفها مبالغ ضخمة بالدولار.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، خلال متابعته للخطوات التنفيذية للمشروع مع السيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، أن الدولة تسعى لمواكبة التقدم التكنولوجي ووضع الإنتاج الزراعي المصري في حال أفضل بالنسبة للسوق العالمي، والوصول إلى التنمية الزراعية المستدامة وتقليل الاستيراد من البذور الهامة والنهوض بالاقتصاد المصري.
خبير اقتصاد زراعي: إنتاج التقاوي محليا يحسن من الميزان التجاري الزراعي
ولتوضيح الفوائد الاقتصادية للبرنامج الوطني لإنتاج البذور، قال الدكتور يحيى متولي، أستاذ الاقتصاد الزراعي، إن هذا البرنامج سيغير وضع الإنتاج الزراعي في مصر، مشيرًا إلى أن مصر كانت تستورد أغلب تقاوي الخضر مما يكبد الميزان التجاري الزراعي المصري ما لا يتيق من العملات الأجنبية، ويحدث خلل لأن الواردات تكثر.
وأضاف "متولي" لـ"الوطن"، أن إنتاج التقاوي في مصر يوفر علي مصر من الناحية الاقتصادية، ويضمن معرفة انتاجيتها وجودتها، وتتحمل التقاوي الظروف المناخية بدلا من تقاوي الخارج التي تأتي أحيانًا في توقيتات غير مواسم الزراعة، نظرًا لإحتكار بعض الدول إليها، موضحًا ان الحكومة تعمل الآن على إصلاح وضع الإقتصاد الزراعي من خلال زيادة الإنتاج.
وأشار أستاذ الاقتصاد الزراعي، إلى أن إنتاج التقاوي في مصر يضمن سلامتها، على عكس التقاوي التي كانت تأتي من الخارج وبها أمراض فتنشرها في باقي الزراعات وتكلف خسائر كبيرة للمزارعين، مضيفًا أنه يمكن التصديرمن التقاوي المصرية لباقي الدول وإدخال عملات أجنبية، والمشروع يضمن إنشاء بنك تقاوي مصري للخضر يضمن زيادة وكفاءة الإنتاج.
وأوضح، أن المشروع لو تم تنفيذه منذ 20 عامًا كان سيتبدل حال الوضع الزراعي في مصر بشكل كبير، وعلى الرغم من أن تنفيذ المشروع سيأخذ وقت ومجهود، إلا أن نتائجه عظيمة من النواحي الاقتصادية وجودة الإنتاج.
نقيب الفلاحين: المشروع يوفر على الفلاح نصف التكلفة بعد خسائر كبيرة
شدد حسين عبدالرحمن أبو صدام، نقيب عام الفلاحين، على أهمية المشروع لضمان تحقيق الاكتفاء الذاتي من تقاوي الخضر بدلًا من استيراد أغلبها كالطماطم والخيار والبطاطس والبنجر بمبالغ طائلة، كل هذا كان يشكل عبء على الفلاح، مشيرًا إلى أن هذا البرنامج يضع مصر على الطريق الصحيح للتنمية الزراعية بعد تأخر في إنتاج التقاوي المتطورة، ومن الضروري دعم الباحثين والأساتذة القائمين عليه.
وألمح "أبو صدام" لـ"الوطن"، إلى أن هذا البرنامج سيسجل باسم مصر عالميا لضمان حقوقها، وعدم استغلال أي دولة له دون الرجوع لمصر، لأنه في السابق تم سرقة فكرة تقاوي القطن المصري من قبل أمريكا، مضيفًا أن إنتاج تقاوي مصرية يضمن توفير كبير من حيث إحتكار البلاد الأخرى والتجار وتكاليف الجمارك، ويضمن تحقيق الاستصلاح الرأسي وتحقيق الأمن الغذائي.
وذكر نقيب عام الفلاحين، أن الفلاح كان يخسر كثيرًا مهما كلف محصوله، وذلك نتيجة استيراد التقاوي من الخارج، وأن إنتاجها في مصر سيوفر عليه حوالي نصف التكاليف، إضافة إلى أنها ستكون مقاومة للامراض ومناسبة للبيئة والمناخ المصري وبجودة من الممكن ان تكون أفضل.