"يخصموا من حسناته".. حكم عدم سداد الدَّين بسبب صعوبة الظروف: حرام شرعا

كتب: محمد عبدالعزيز

"يخصموا من حسناته".. حكم عدم سداد الدَّين بسبب صعوبة الظروف: حرام شرعا

"يخصموا من حسناته".. حكم عدم سداد الدَّين بسبب صعوبة الظروف: حرام شرعا

الدَّيْن أحيانا يكون أسرع طريق لارتكاب الجرائم، وقد يصل الخلاف على رده إلى القتل، وهذا ما حدث بالفعل في جريمة قتل هزت مدينة قليوب، حيث قتل عاطل بائع خردة ضربا بالسيوف، بسبب استدانة الأخير مبلغا من المال منه، ثم ماطل في سداده وبدأ يتهرب منه، ما يفتح الباب أمام تساؤلا مهما عن الحكم الشرعي للمقتول المدين والقاتل الدائن.

أحدهم مخلد في النار

يؤكد الدكتور عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى الأسبق بدار الإفتاء، إن النبي صلى الله عليه وسلم حذر من الدَّيْن، فقال: "إياكم الدَّيْن، فإنه هم بالليل ومذلة بالنهار"، كما قال النبي: "روح المؤمن مرهونة أو معلقة بسداد دَّيْنه حتى يقضي ما عليه"، فالنبي حذر من أن يستدين الإنسان إلا إذا كانت هناك ضرورة تستوجب ذلك.

ويشدد الأطرش، على ضرورة عدم اللجوء إلى الاستدانة، إلا إذا كنا في أمس الحاجة لها، مؤكدا أن عدم سداد المدين للدَّيْن، حتى إذا كانت ظروفه لا تسمح "حرام"، لأنه إذا كانت في نيته رده، سيعينه الله على ذلك، موضحا أن النبي أكد في حديث شريف: "من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذ يريد إتلافها أتلفه الله".

ويضيف رئيس لجنة الفتوى الأسبق، أن الدائن الذي قتل المدين لأنه ماطل في سداد دينه أو رفض الالتزام بسداده "مخلد في النار"، متابعا: "ولو يعلم الدائن أن الله سيعوضه عن ذلك خيرا كثيرا، لتجاوز عن المدين".

المماطلة.. ظلم كبير

المماطلة في دفع الدَّيْن، ظلم كبير، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال "مُطل الغني ظلمة"، بحسب ما قاله "الأطرش" لـ"الوطن"، موضحا أن دين العباد لا بد أن يقضى، وإذا لم يقدر المدين على سداد دينه فإن الدائن يأخذ يوم القيامة من حسنات المدين بمقدار دينه.

ويوضح الأطرش: "المدين سيأخذ من حسنات الدائن يوم القيامة بنفس مقدار الدَّيْن، إلا إذا تبرع إنسان بسداد الدَّيْن، وأرشد النبي الدائن أن يعطي فرصة للمدين ولو أن الدائن أراد أن يتنازل عن دينه لمدينه لكان ذلك أفضل، وقد بيّن النبي أن القرض بثمانية عشرة حسنة، بينما الصدقة بعشر حسنات".

وكان عاطل يدعى "س. أ"، أقرض بائعاً للخردة مبلغاً من المال يقدر حوالي 1500 جنيه، لشراء خردة وبيعها، على أن يرد المبلغ لدى بيع تلك الخردة، لكنه لم يلتزم بالموعد المتفق عليه وماطله، ما اضطر العاطل وهو الدائن لقتل المدين وهو بائع الخردة ضربا بالسيوف.


مواضيع متعلقة