"الأوقاف" تهدد بفصل أى إمام يشارك في الدعاية والكنيسة: نقف على مسافة متساوية من جميع المرشحين

"الأوقاف" تهدد بفصل أى إمام يشارك في الدعاية والكنيسة: نقف على مسافة متساوية من جميع المرشحين
تسابق المرشحون، خلال الأيام الماضية، على حصد أصوات الناخبين بدوائر انتخابات مجلس النواب، بتكثيف الدعاية الانتخابية الخاصة بهم وابتكار أشكال جديدة لها، كان أبرزها اشتعال سباق انتخابى «تحت الماء» بين مرشحى الغردقة، وتصاعد سباق المؤتمرات بدائرة المشاهير فى الدقى والجيزة، فيما رفعت كل من وزارة الأوقاف والكنيسة شعار «لا لخلط الدين بالسياسة»، محذرتين الأئمة والقساوسة من المشاركة فى الدعاية أو السماح للمرشحين باستغلال المساجد والكنائس فى الانتخابات.
وشهدت دائرة «الجيزة والدقى والعجوزة»، التى يطلق عليها دائرة «المشاهير» منافسة شرسة بين المرشحين البارزين من رجال السياسة والمال والأعمال فى الساعات الأخيرة بسبب المؤتمرات الحاشدة، والجولات المكوكية التى أطلقت صدى واسعاً فى جميع أنحاء الدائرة.
وركز المرشحون «محمد أبوالعينين، منتصر رياض، عبدالرحيم على، زكى عباس، أحمد مرتضى منصور»، على عقد المؤتمرات واللقاءات الجماهيرية بالمناطق التى تشهد كثافة تصويتية بـ«الجيزة، بين السرايات، أولاد علام، أرض اللواء» فى محاولة لكسب أصوات العائلات التى تتسم بكتلة تصويتية ولها تأثير واسع فى أماكن وجودها. فيما بدأ عدد من المرشحين المنافسين بعقد لقاءات مع الأهالى خاصة الشباب فى المقاهى والكافيهات وصالات الألعاب الرياضية التى تشهد كثافة جماهيرية بـ«سليمان جوهر، ربيع الجيزاوى، مصدق، قطاع جنوب الجيزة» لشرح برامجهم والحلول للمشكلات التى يعانى منها أهالى الدائرة. ويلعب «أبوالعينين» و«رياض» بشكل مكثف على كسب أكبر قدر من الأصوات بمناطق الجيزة، فيما يركز «أحمد مرتضى منصور، وعبدالرحيم على»، على الأماكن التى تشهد كتلاً تصويتية بالدقى والعجوزة.
مواجهة نسائية شرسة بين النائبة إلهام و"ماما سحر" بدائرة الرمل في الإسكندرية بالجولات الانتخابية وتعليق الصور واللافتات
وفى الإسكندرية اشتدت المنافسة النسائية داخل الدائرة الثانية الرمل، بين سحر الغريانى، مرشحة حزب العدل، والمُلقبة بين أهالى الدائرة بـ«ماما سحر»، والنائبة إلهام المنشاوى المرشحة عن نفس الدائرة. ولجأت «سحر» للجولات الانتخابية وعلق أنصارها صورتها ولافتاتها على وجه العقارات الخاصة بهم وأمام شرفات المنازل دعماً لها، بينما لجأت «إلهام» لعرض كشف حساب بما قدمته فى مجلس النواب السابق وخدمة أهالى الدائرة.
وشهدت محافظة بنى سويف، أمس الأول، عدداً كبيراً من الجولات والمسيرات واللقاءات الانتخابية والمؤتمرات، التى عقدها مرشحو المقاعد الفردية، من أجل كسب وتأييد الناخبين، سواء فى المنازل أو الشوارع، أو المقاهى. وفى البحر الأحمر انتقل الصراع بين المرشحين فى معركة الدعاية الانتخابية إلى تحت الماء للفوز بمقعد دائرة رأس غارب والغردقة، حيث ابتكر المرشحون ومؤيدوهم أحدث وسائل الدعاية لحملتهم الانتخابية وهى الترويج للحملات تحت الماء بقاع البحر الأحمر، وذلك لجذب أنظار أكبر عدد من الناخبين إليهم. وروج أنصار ومؤيدو حمادة غلاب النائب الحالى لحملته بحمل صوره تحت الماء للإعلان عن دعمه وجذب أكبر عدد من العاملين فى مجال السياحة البحرية لتأييده. بينما رد المرشح عبدالحميد محمد على، وشهرته عبدالحميد سرحان، بقوة عندما ارتدى ملابس الغطس بنفسه حاملاً صورته الانتخابية تحت الماء يروج لحملته، مؤكداً أن الاهتمام بشواطئ الغردقة والشعب المرجانية ضمن حملته الانتخابية.
وأعلنت وزارة الأوقاف عن إحالة ثانى إمام مسجد إلى وظيفة باحث دعوة، وذلك لمشاركته فى الدعاية الانتخابية بالمخالفة لتعليمات الوزارة، وقالت الوزارة فى بيان لها: «تم إحالة إمام مسجد عبدالعزيز العلى (الكويتى) ببولاق الدكرور بالجيزة، لوظيفة باحث دعوة ومنعه من الخطابة، لخروجه على مقتضى واجبه الوظيفى، ومنعه من صعود المنبر أو أداء الدروس الدينية بالمساجد أو إمامة الناس بها أو أى عمل يتصل بشئون المساجد لحين انتهاء التحقيقات». وأكدت الوزارة، فى بيان أمس، أن المتاجرة بالزى الأزهرى أو المنبر أو رسالة الإمام أو الزج بالمسجد ورسالته أو السماح باستخدامه فى العملية الانتخابية تستدعى العقوبة الرادعة، حفاظاً على حرمة المسجد وصورة الإمام، مؤكدة أنها ستكون مضطرة إلى إنهاء خدمة أى إمام أو مفتش أو قيادى تثبت مخالفته للتعليمات، كما أنها ستكلف فريقها القانونى برفع شكوى رسمية للجنة العليا للانتخابات ضد كل من يحاول استخدام المساجد أو أى من الأئمة فى دعايته الانتخابية باعتبار ذلك لوناً من اللعب بعواطف العامة باسم الدين ومتاجرة به فى العملية الانتخابية. وشدد الوزير الدكتور محمد مختار جمعة على جميع الأئمة أن ينأوا بأنفسهم عن المشاركة فى أى حملة انتخابية أو الدعاية لأى مرشح تحت أى ظرف من الظروف وبأى صورة من الصور، حفاظاً على هيبة الإمام ومكانته، ودفعاً للزج بالمساجد أو العاملين بها فى أى لون من ألوان الدعاية الانتخابية، وحرصاً على عدم استغلال الدين أو علمائه فى غير مهمتهم السامية، مطالباً الأئمة بألا يسمحوا لأى من المرشحين باستغلال المساجد أو ملحقاتها فى الدعاية الانتخابية بأى صورة من الصور، ومن يخالف ذلك يعرض نفسه للمساءلة القانونية والإدارية.
وأصدر أساقفة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بيانات موحدة تم تعميمها على الكنائس، أكدوا خلالها وقوفهم على مسافة واحدة من كل المرشحين. ففى بيانات منفردة حملت ذات الصيغة الموحدة، أصدرت مطرانية شبرا الخيمة ومطرانية المنيا وأبوقرقاص تعليمات كنسية بخصوص الدعاية الانتخابية. وقال الأنبا مرقس، مطران شبرا الخيمة وكل توابعها، والأنبا مكاريوس أسقف عام المنيا وأبوقرقاص، إن الكنيسة ترحب بجميع المرشحين، وتدعو لهم بالتوفيق، مؤكدين أن الكنيسة تقف على مسافة متساوية من الكل، فلا تؤيد شخصاً على حساب آخرين، كما أنها لا تشارك بأيّة حال فى المؤتمرات والاجتماعات المُقامة لهذا الغرض من قِبَل المرشحين. وأضاف المطران والأسقف فى بياناتهما المنفردة: «تدعو الكنيسة جميع أفراد الشعب للخروج إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم، لأن ذلك يؤكد إيجابيتنا وانتماءنا لبلادنا، كما أنه واجب وطنى مثلما هو حق دستورى وأيضاً وصية إلهية، راجين لبلادنا العزيزة مصر كل رقى وتقدم وازدهار». واعتذر القمص صرابامون الشايب أمين دير القديسين الطود، فى بيان رسمى، عن مقابلة جميع المرشحين بصورة مطلقة ونهائية، قائلاً إنه لن يتدخل فى كون الأقباط يذهبون إلى الانتخابات أو لا يذهبون، لأن ذلك من اختصاص مؤسسات المجتمع المدنى.