"خد مني الصحة وإديني فلوس".. دعوة أنور وجدي التي تحققت

"خد مني الصحة وإديني فلوس".. دعوة أنور وجدي التي تحققت
في زمنه كان متميزًا، ناجحًا بكل معاني الكلمة، قيل عنه "التراب في يده يصبح ذهب"، عبقرية فنية سواء في التمثيل أو الإخراج أو التأليف أو الإنتاج.. فنانًا شاملًا، يعرف جيدًا كيفية ترويج أفلامه، وحصد الأموال، حتى أصبح أنور وجدي، أحد أشهر نجوم السينما وأحد أهم صناع الفن في أربعينات القرن الماضي.
106 أعوام تمر على ميلاد الفنان أنور وجدي، الذي ولد في مثل هذا اليوم 11 أكتوبر عام 1904، والذي عشق الفن منذ نعومة أظافره، بدأها من شارع عماد الدين، من خلال مشاركته في عدد من الفرق المسرحية، أبرزها فرقة رمسيس للفنان يوسف وهبي، وأثبت جدارته وانتقل من بين المجاميع الصامتة، إلى الحصول على مساحات أكبر تدريجيًا، واستطاع بذكائه وطموحه الفني، أن يتحول من كومبارس صغير، إلى فتى الشاشة الأول في أربعينيات القرن الماضي.
عاش أنور وجدي، حياة مدقعة بالفقر، لذلك كان دائمًا لديه رغبة بشأن جمع المال، وأن يصبح من الأثرياء حتى ولو كان ذلك على حساب صحته، وحسب ما نشر من معلومات عنه، أنه في بداية مشواره الفني، الصدفة قادته أمام أحد المطاعم، ووقف دقائق مغمضًا عينه، وهو يشتم رائحة الدجاج، وعندما فتح عينه وجد نفسه أمام أحد المخرجين، الذي أعطاه بعض الجنيهات تمكنه من شراء الطعام.
ودخل أنور وجدي، إلى الاستديو، وحكى لزملائه الواقعة، ومدى تلذذه بالطعام، وبـ"الفلوس" التي حصل عليها، الأمر الذي دعاه إلى أن يرفع يديه إلى السماء ويقول "يا رب إديني فلوس كتير، وخد مني الصحة"، وهى الدعوة التي تحققت بعد سنوات، في ذروة نجاحه، وثرائه الفاحش، أصيب بمرض لم يجد له علاجًا، ومن أجل ذلك سافر إلى الخارج، إلا أنه رحل بسبب معاناته مع المرض، وفقدانه البصر عام 1955، ليعود لأرض الوطن في صندوق خشبي، تاركًا ثروته التي حصل عليها نزاع بين ورثته لعدم إنجابه أي من الأبناء.
شكّل أنور وجدي، ثنائيًا ناجحًا مع الفنانة ليلى مراد التي أصبحت زوجته الثانية بعد زوجته الأولى إلهام حسين، ومن أبرز أفلامهما "ليلى بنت الفقراء، ليلى بنت الأكابر، قلبي دليلي، غزل البنات، عنبر، حبيب الروح".
وتزوج أنور وجدي، من الفنانة ليلى فوزي، قبل وفاته بعام واحد وقبل إصابته بالمرض، ورافقته خلال رحلة علاجه بالخارج، وقدمت معه عددا من الأفلام أبرزها "خطف مراتي".