أطباء نفسيون: الاعتماد على التعليم "الأون لاين" ينمي العزلة

كتب: منة عبده

أطباء نفسيون: الاعتماد على التعليم "الأون لاين" ينمي العزلة

أطباء نفسيون: الاعتماد على التعليم "الأون لاين" ينمي العزلة

اتفق عدد من أساتذة الطب النفسى على ضرورة ذهاب الطلاب إلى المدرسة ولو لأيام معدودة، خاصة من هم فى مراحل التعليم الأساسي، لأنه سيساعدهم فى بناء شخصيتهم وسيقلل من تعرضهم لاضطرابات نفسية، قد تنتج من اعتمادهم بشكل أساسى على التعامل "أون لاين"، منها العزلة وعدم القدرة على التعامل مع الآخرين، مشيرين إلى أهمية الإحتكاك المباشر بين الطالب ومدرسه بالفصل، والطالب وزملائه، لأنه ينمى لديه لغة الحوار، ومشاركة الآخرين المختلفين عنه، بعيداً عن الجو الأسرى المعتاد.

تقول هالة الشيخ، دكتوراة فى الصحة النفسية، وخبيرة علاقات إنسانية، إن التعلم "أون لاين"، نظام موجود فى العالم بأكلمه، لكنه يفضل الإعتماد عليه فى المراحل المتأخرة من التعليم كالماجيستر والتعليم الجامعي، وليس فى المراحل الأولى من التعليم، لذلك وزارة التربية والتعليم جعلت عدد المرات التى يذهب فيها طلاب المرحلة الثانوية والإعدادية يومين إسبوعيا لكل مرحلة، بينما قررت ذهاب طلاب مرحلة التعليم الأساسى "الكى جى" والصفوف الإبتدائية 4 أيام إسبوعيا.

الشيخ: الإحتكاك المباشر بين الطالب والمدرس وزملائه ينمى لغة الحوار

الإحتكاك المباشر بين الطالب والمعلم، والطالب وأصدقائه بالمدرسة ضروري للطلاب فى المراحل الأولى من التعليم، لأنها تتيح للطفل فى عمره الصغير مهارات لا يمكن تعلمها خلال التعامل عبر الـ "أون لاين" منها التكلم وتعلم لغة الحوار، بحسب خبيرة العلاقات الإنسانية.

ذهاب الطفل إلى المدرسة وإلتزامه بمواعيد النوم والإستيقاط مبكرا، تنمى لديه عدد من المهارات النفسية أهمها الإلتزام وتحمل المسئولية، وفقا لـ "الشيخ".

مضيفة أن التعليم عن بعد مفيد للطلاب فى جميع الأعمار، لكن لا يجب الإعتماد عليه بشكل كامل، وإغفال أهمية الذهاب إلى المدرسة، والذى يحمى الطالب من التعرض للعزلة وعدم القدرة على التعامل مع الآخرين.

الذهاب للمدرسة له طابع خاص، مقارنة بالخروج للنادى أو أى مكان مع الأسرة، لأنه يبعد الطالب عن أسرته، والتى تمثل له مصادر الأمان الأساسية فى حياته، مما يدفعه للإحتكاك بشكل مباشر مع الآخرين، بحسب "الشيخ".

وترى "الشيخ" أن وزارة التربية والتعليم أعلنت الحضور للمدرسة فى العام الدراسى الجديد فى المرحلة الإبتدائية ليس للتدريس، إنما لممارسة المهارات والأنشطة وتطبيق ما تم تعلمه خلال القنوات التعليمية والمنصات الإلكترونية.

من جهته قال جمال فرويز، أستاذ الطب النفسى، إن شخصية الإنسان تتكون من 3 أشياء: جينات وراثية، تربية فى الصغر، والخبرات الحياتية، والتى تأتى نتيجة التعامل مع الآخرين عند سن الـ 15عام، وأن الإعتماد الكامل على التعامل "أون لاين" دون المقابلة والحوار وجها لوجه، قد يجعل نسبة الإفتراضية لدى الفرد أكبر من نسبة التواجدية، وتجعله شخص لا يدرى كيفية التعامل مع الآخرين بعيدا عن شاشات الهواتف واجهزة الكمبيوتر.

التعليم عن بعد خلال هذه الفترة هو أمر إضطرارى، بسبب انتشار فيروس "كورونا"، بحسب "فرويز"، لكنه يرى أن ذهاب الطلاب يومين فقط للمدرسة، سيساعد الطالب على تعلم مهارات عدة لتكوين شخصيته أبرزها الإستقلالية والاعتماد على النفس، عكس وجوده داخل المنزل وإعتماده على من حوله.

أى مرض نفسى وارد أن يصيب الطلاب، لكنه يختلف من شخص لآخر بإختلاف الجينات وإستعداد الجسم لتقبل المرض، وفقا لأستاذ الطب النفسى، نتيجة للضغط النفسى والعزلة بالجلوس داخل المنزل دون الخروج منه.

"نقص المهارات التى يكتسبها الفرد تصيبه باضطرابات نفسية وخلل فى الشخصية، تختلف على حسب كل فرد وسماته والبيئة التى يعيش فيها".. هكذا أنهى "فرويز" حديثه. 


مواضيع متعلقة