كانوا مرضى نفسيين فأصبحوا أطباء.. سبحان مغير الأحوال!

كانوا مرضى نفسيين فأصبحوا أطباء.. سبحان مغير الأحوال!
- الأطباء النفسيين
- اكتئاب
- مرضى نفسيين
- علم النفس
- مرض نفسي
- الأطباء النفسيين
- اكتئاب
- مرضى نفسيين
- علم النفس
- مرض نفسي
مروا بتجربة صعبة، تجرعوا فيها مرارة المرض النفسى، نوبات اكتئاب كادت تدمر حياتهم وتسطر نهاية حزينة لمستقبلهم، لكنهم استطاعوا أن يتجاوزوا المحنة.. ليس هذا فقط، بل انتقلوا من صفوف المرضى إلى الأطباء النفسيين، ليعينوا غيرهم على تحمّل المرض الذى لا يشعر بآلامه إلا من جربه.
أثناء دراسته بالمرحلة الثانوية، مر أحمد حسين، بفترة عصيبة، أصيب بالاكتئاب، خوفاً من ضياع مستقبله، لحظات صعبة مرت عليه، ابتعد فيها عن الكتب، وكانت تنتابه موجات بكاء حاد، زاد من وطأتها نشأته فى قرية البورة فى مركز أسيوط، أى فى مجتمع يعتبر المرض النفسى وصمة عار، لكنه استطاع أن يتجاوز المحنة وتفوق فى الثانوية العامة بمجموع أهّله لدخول كلية الطب: «أول حاجة كانت عينى عليها التخصّص فى الطب النفسى، كان عندى شغف لدراسة النفس البشرية، علشان أكون سبب فى شفاء المرضى الذين يلاحقهم العار، لكونهم مرضى نفسيين».
لا تتردّد داليا أشرف، طبيبة نفسية، فى الاعتراف بأنها قبل أن تُنهى دراستها الجامعية فى كلية الطب جامعة المنصورة، كانت مريضة نفسية، وبمعاونة طبيبها نجحت فى تجاوز المحنة التى مرت بها، وأثرت على نفسيتها: «الأول ماكنتش مهتمة بعلم النفس، لكن بعد ما جالى اكتئاب، وخُضت معركة مع نفسى لاسترداد نفسى، فقررت أتخصّص فى الطب النفسى، وأتحول من مريضة لمعالجة، علشان حسيت بالألم اللى بيشعر بيه المريض النفسى».
"حسين" حارب المرض بالمذاكرة.. و"إسراء" تبنت حملة توعية للأهالى
عدم اعتراف الأهل بالمرض النفسى، هى أكبر مشكلة يواجهها المريض، حسب «داليا»، التى أخذت على عاتقها توعية الناس بالمرض النفسى: «الأمراض النفسية أخطر من الأمراض العضوية، بل تفوقها ألم وعذاب؛ المريض مابيبقاش عارف إيه اللى بيوجعه، وهنا رسالة الطب الحقيقية إنقاذ الروح من الموت».
التجربة نفسها مرّت بها إسراء موسى، التى قررت دراسة علم النفس فى كلية التربية، من واقع تجربتها بالمرض النفسى: «وأنا عندى 18 سنة ماتت والدتى، فمريت بفترة صعبة، جالى اكتئاب وكنت باتعالج بالصدمات الكهربائية، صراع طويل مع المرض انتهى بانتصارى عليه، قبل ما يقضى علىّ، لأنى كنت وصلت لمرحلة صعبة، وبعد ما خرجت من دايرة المرض ودخلت كلية التربية قررت أتخصص فى دراسة علم النفس، وده أول قرار مصيرى آخده، وفعلاً كان سبب فى تغيير حياتى». عكفت «إسراء» على القراءة فى علم النفس والأمراض النفسية، وتلقت تدريبات على يد طبيبها الذى عالجها، ونظمت الكثير من الندوات التثقيفية لتأهيل المجتمع على تقبّل المرضى النفسيين والأخذ بأيديهم للعلاج، وليس لدفنهم أحياء فى المنازل، خوفاً من الفضيحة والعار، وهو ما يؤدى بالمرضى النفسيين إلى التفكير فى الانتحار.