احذر من المرض النفسي: كلنا نعاني ولكن بدرجات متفاوتة

كتب: محمد عبدالعزيز

احذر من المرض النفسي: كلنا نعاني ولكن بدرجات متفاوتة

احذر من المرض النفسي: كلنا نعاني ولكن بدرجات متفاوتة

يجلس على مكتبه في عمله قلقاً متوتراً، يخشى أن يفقد عمله بعد التغييرات الأخيرة التي طرأت على مكان عمله، وعلى الجانب الآخر شخصاً مصاباً بنوبة اكتئاب بعد أن عادت ذاكرته إلى الوراء وتذكر معاملة أهله السيئة له، بينما يشعر شخصاً آخر بعدم رضاه عن حياته، بعد أن صادف على موقع التواصل "فيس بوك" صورة لشخص "غني" يعيش في شقة فارهة، وشخص أخير مصاباً بالقلق والوسواس بسبب خوفه من الإصابة بفيروس كورونا المستجد.

وتيرة الحياة اليومية السريعة والسعي وراء لقمة العيش، وازدياد الضغوطات الحياتية والاجتماعية والاقتصادية، وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة التي أثرت بالسلب على الصحة النفسية للأفراد، وأخيراً انتشار فيروس كورونا "كوفيد 19"، كل هذه عوامل ساعدت على إصابة البشرية بالعديد من الاضطرابات النفسية، فأصبح جميعنا "مضطربين نفسيين" بلا تفرقة.

فرويز: الاضطرابات النفسية أصبحت داخلنا جميعاً

"قلق، توتر، اكتئاب، شك"، هذه الاضطرابات النفسية وغيرها الكثير، أصبحت داخل كل فرد منا، فبحسب الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، فجميع البشر تعرضوا لتجربة اكتئاب على الأقل مرة واحدة في العمر: "الاضطرابات النفسية جميعنا مصابين بها، جميعنا لدينا بعض السمات منها، أحياناً نشعر أننا غير راضيين عن أنفسنا وكارهين حياتنا، وقلقين ومكتئبين، وأحياناً متوترين، ومن الممكن أن نشك في أشياء معينة في حياتنا، فالجميع بلا استثناء ينتابه حالات من القلق من وقت لآخر، و1 من كل 7 في العالم تعرضوا لنوبة اكتئاب فعلية".

الاضطراب النفسي يتحول إلى مرض نفسي

يتحول الشخص من مضطرب نفسي إلى مريض نفسي عندما تزداد لديه الرغبة في الانعزال واضطرابات النوم والأكل، وفقاً لما قاله "فرويز" لـ"الوطن": "المرض النفسي له بداية وخط سير، في البداية ينعدم لديك الرغبة والمزاج والجلوس فترات طويلة في الغرفة والبعد عن الناس وتجنب الحديث، ثم يتحول بعد ذلك إلى مرض نفسي يتوجب العلاج".

التربية والمشاكل النفسية

التربية عنصر رئيسي في مختلف المشاكل النفسية، بالإضافة إلى الخبرات والمواقف الحياتية التي يمر بها الفرد بشكل يومي، حسبما يؤكد "فرويز" : "أن التربية السليمة تحمي الناس من مختلف المشاكل النفسية ويجب أن نتحدث مع أولادنا باستمرار، فالغلظة والشدة في المعاملة يساهمان في إصابتهم باضطرابات نفسية".

العوضي: جميعنا نحتاج للدعم النفسي

رحاب العوضي، أستاذ علم النفس السلوكي، ترى أن جميعنا معرضين للضغط النفسي ونحتاج للدعم النفسي، مؤكدة أن انتشار فيروس كورونا ساهم بشكل أساسي في ازدياد معدلات الاضطرابات النفسية بشكل أكبر من الطبيعي: "نتيجة انتشار كورونا زادت نسبة الهلع والوسواس القهري والخوف من المجهول، لأن كورونا حالة جديدة ومرض مجهول المصدر، ولا نعلم كيف نتجنبه".

العوضي: السوشيال ميديا ساهمت في زيادة الاضطرابات النفسية

ليس فيروس كورونا فقط ما ساهم في زيادة الاضطرابات النفسية، فانتشار مواقع التواصل الاجتماعي وتوفرها في متناول الجميع، أدت إلى زيادة الاضطرابات ومنها الخلل في التفكير والأطماع الإنسانية، فتقول "العوضي": "أثرت السوشيال ميديا على الإنسان وشخصيته بشكل كبير، عن طريق ما تقدمه، من شائعات وحوادث مما يشعره بعد الرضا عن حياته"

 


مواضيع متعلقة