بائع "الصدف" يجمع العيش من الشارع من أجل بناته: الدنيا ملطشة معايا

كتب: منة العشماوي

بائع "الصدف" يجمع العيش من الشارع من أجل بناته: الدنيا ملطشة معايا

بائع "الصدف" يجمع العيش من الشارع من أجل بناته: الدنيا ملطشة معايا

بدأ يعمل مع والده منذ كان يبلغ من العمر 12 عامًا، فورث منه المهنة تدريجيا، حتى أصبح من أشهر بائعي "الصدف والقواقع" في منطقة القلعة بمحافظة الإسكندرية، خلال أكثر من 20 عامًا من التعب والجهد تصدى فيها أمواج التغيرات والصعوبات الحياتية، لتكون أكثرهم شدة جائحة كورونا التي أطاحت بالعديد بجانب إلزامه قريبا مغادرة مكانه المعتاد عليه.

محمد عباس بائع الصدف والقواقع، يبلغ من العمر 50 عامًا اعتاد على الوقوف أمام قلعة الإسكندرية، منذ سنوات عمله في هذه المهنة، يبيع كل ما يخرج من البحر من "ديك البحر، نجم البحر، جمل البحر، بطيخة البحر" وغيرها الكثير من قواقع نادرة وصدف.

بضائع الرجل الخمسيني تأتي من البحر الأحمر الموطن الرئيسي لكل ما يخرج من البحر، حيث إنه يشتريها من أحد التجار: "كله طبيعي وفي حاجات نادرة وغالية وأسرارها كتير ومعظمه أصلا في الأصل بيتاكل وأكلها غالي"،  تبدأ أسعار "محمد" من 5 جنيهات حتى 700 جنيه حسب النوع.

ومن أشهر ما يبيعه محمد صدف "اللؤلؤ" ليس فقط لرونقه الخاص، ولكن لأن الناس يلجؤون إليه لأمر غريب بعض الشيء على المسامع، حيث إنه يُقال إنه يعالج الهالات السوداء تحت العيون وأيضا التجاعيد.

وعن الطريقة يقول بائع الودع: "بليل تجيبي نص ليمونة وتعصريها في قلب الصدفة وتحطيها في البلكونة الصبح هتلاقيها عاملة كريم أو زي لبن الحليب كده، ده بيمنع السواد تحت العين والتجاعيد"، ولكن لها مدة لتركها فترة ثم تجدها تتلف، كما أن هناك الودع الذي يمكن سماع صوته في غرفة المنزل أثناء الجلوس في هدوء يخرج منه أصوات أمواج البحر.

معاناة كبيرة وصعوبات كثيرة مر بها محمد "أب لخمس بنات وطفل"، خلال رحلته المهنية، سواء بسبب قلة المارة من السياح أو لتداعيات فيروس كورونا أو لإلزامهم مغادرة منطقة القلعة وإعطائهم مدة لأشهر قليلة: "المعيشة صعبة قدمنا شهور وهنكرشوا من مكانا، وبضايعي محتاجة الخواجة اللي بيشتري غير كده قليل أوي، ربنا عالم بعد المشروع القلعة لما يخلص هنروح فين" بحسب وصفه.

"أنا أيام الكورونا كنت بلم عيش وبلاستك من الشارع".. قالها الرجل الخمسيني بصوت مهتز وخوف على أسرته من ما ينتظره من المستقبل: "عملت كده عشان أجيب أكل لعيالي، شغلتنا حساسة غلطة صغيرة في السياحة شغلتنا وقفت، الدنيا ملطشة جامد من ساعتها".

بائع الصدف والقواقع يتمنى إيجاد مهنة أخرى سريعا قبل المدة المحددة لمغادرة المكان، "كل اللي بتمناه وبطلبه من ربنا سبحانه وتعالى توك توك زي أبو صندوق ده أبيع عليه أكل، عشان أقدر أعيش أهل بيتي، أنا بعدين مش هقدر أكلهم حتى مش بس إني أجوزهم بقيت مكسوف قدام الناس"، وعن سبب عدم إمكانيته الاستكمال في نفس المهنة التي ورثها عن والده رد محمد أنها تحتاج إلى منطقة سياحية مثل القلعة في الإسكندرية بخلاف ذلك لن يجد من يشتريها إلا إذا كان هاويا.


مواضيع متعلقة