بعد النصر بـ"47 عاما".. "الوطن" تكشف سر ضعف وجود الإسرائيليين على "خط بارليف"

بعد النصر بـ"47 عاما".. "الوطن" تكشف سر ضعف وجود الإسرائيليين على "خط بارليف"
- حرب أكتوبر
- ذكرى نصر أكتوبر
- نصر أكتوبر
- خط بارليف
- القوات المسلحة
- السيسي
- حرب أكتوبر
- ذكرى نصر أكتوبر
- نصر أكتوبر
- خط بارليف
- القوات المسلحة
- السيسي
يوماً بعد يوم تتكشف عبقرية المقاتل المصرى، ليس فقط حين هزم ما سُمى بـ«الجيش الذى لا يُقهر»، ليؤكد العقيدة التى تربى عليها الشعب المصرى جيلاً بعد جيل أن «الأرض عِرض»، لكن تلك المرة بمعلومة جديدة تكشف مدى ذكاء وعبقرية التخطيط والتنفيذ لـ«العبور»، واسترداد الأرض من محتليها، ألا وهى أن المناطق الحصينة بـ«خط بارليف»، زُوِّدت بأجهزة رؤية ليلية حديثة، وأجهزة إلكترونية للكشف عن التحركات عبر القناة، وحتى مسافة 10 كيلومترات، بالإضافة إلى أجهزة لتوجيه الطائرات، لكن عنصر المفاجأة، واستهداف مراكز القيادة والسيطرة الإسرائيلية بـ«الضربة الجوية»، وبطولات المقاتل المصرى شلت قدراتهم على التفكير والتصرف.
وروى تقرير رسمى تفاصيل إنشاء ومكونات «الخط» الذى قيل إنه يحتاج «قنبلة ذرية» ليسقط، فأسقطه المصريون بـ«خراطيم المياه»، حيث يُعتبر الخط من أحدث الخطوط الدفاعية التى أنشئت فى القرن العشرين، نظراً لأنه يعتمد على نظريات تكتيكية تهيئ قدرات نيرانية وهندسية تحقق مزايا فائقة، بل وتُكبد المهاجم أكبر خسائر ممكنة، وهو ما يجعل البعض يتصور أن اقتحامه قد يكون أمراً مستحيلاً.
"تل أبيب" زودته بأجهزة تكشف حركة جيشنا على بُعد 10 كيلومترات.. واعتمدت على موانع القناة.. واعتقدت أن "الساتر الترابى" سيؤخر وصول أبطالنا حتى وصول "الدعم"
واعتمد «المُحتل»، حينها، على نظرية «الدفاع المتحرك»، للدفاع فى مواجهة أى تحركات للقوات المصرية لاستعادة أراضيها، لأنها نظرية تتناسب مع طبيعة الأرض وإمكانيات العدو البشرية، حيث تحقق له الاحتفاظ بأقل عدد ممكن من القوات فى المواجهة، مع الاحتفاظ باحتياطات متعددة على أعماق مختلفة، وقد ساعد على نجاح تلك الخطة إنشاء خط دفاعى حصين على طول القناة، واستخدم فى إعداده وقتها أحدث ما وصل إليه الفن الهندسى والعسكرى، وهو «خط بارليف».
وزاد من قوة هذا الخط، بحسب «التقرير»، استناده على قناة السويس، وهى مانع مائى قوى، لتزداد قوته، مما جعل القادة العسكريين الإسرائيليين يتفاخرون به.
واختيرت مواقع «النقاط الحصينة»، وأُعدت بحيث تتعاون بالنيران المنسقة تماماً فيما بينها، وتوفر وقاية لجميع الأفراد بداخلها ضد أكبر القنابل حجماً، والتى يصل وزنها إلى ألف رطل أو أكثر، وذلك باستخدام سلك بداخله أحجار لتمتص الموجات الانفجارية لهذه القنابل، مع بناء الدشم باستخدام قضبان السكك الحديدية، والفلنكات الخشبية، وشكائر الرمل فى عدة طبقات متتالية، وأردف «التقرير»: «وتم توفير الاحتياجات الإدارية بتكديس تعيينات، ومياه كافية لإعاشة قوة النقطة الحصينة لمدة شهر».
واستطرد: «وأحيطت هذه المواقع الحصينة بأحزمة من موانع الأسلاك والألغام، كما جهزت مرابض نيران للهاونات، ومصاطب للدبابات فى الفواصل بين النقط الحصينة، وذلك لاحتلالها بالاحتياطات المحلية والقريبة، بالإضافة إلى إقامة سواتر ترابية فى الفواصل لحصر القوات المهاجمة فى مناطق قتل».
وزاد الطين بلة أن شاطئ قناة السويس شديد الانحدار، ومغطى بالحجارة والأسمنت، وستائر الصلب، مما يعرقل تثبيت المعابر والكبارى ويعطل اجتيازها بواسطة المركبات البرمائية أو رسو المعديات عليها، مما يتحتم معه عمل تجهيزات هندسية مسبقة بها، كما أوضح «التقرير».
وأكمل: «زاد من صعوبة عبور القناة أن العدو قام باستغلال ناتج الحفر المتراكم على الضفة الشرقية للقناة، وذلك بإزاحته إلى حافة القناة بارتفاع يصل فى بعض الأحيان إلى 20 متراً، مع تسويته من أعلى ليصل عرض السطح العلوى فى بعض الأحيان إلى 20 متراً أيضاً، مع تغطية هذا المسطح ضمن خطة النيران، وقد وصلت درجة الميل للساتر إلى أكثر من 40 درجة، مما يزيد من الصعوبات التى تواجه القوات المهاجمة، ويستنزف جهودها فى صعود الساتر، والتغلب عليه، علاوة على التأخير الذى يتيح الفرصة لقواته الاحتياطية للوصول إلى أماكنها لتدمير القوات القأئمة بالعبور وهى فى مراحلها الأولى».