علاء النهري: لو استمرت الحرارة في الارتفاع ستغرق الدلتا بحلول عام 2100
علاء النهري
علق علاء النهري، نائب رئيس المركز الإقليمي لعلوم وتكنولوجيا الفضاء بالأمم المتحدة، على تقرير نشرته قناة "بي بي سي" البريطانية حول غرق مدينة الإسكندرية بحلول عام 2050، أي بعد نحو 30 عامًا بفعل التغيرات المناخية، معتبرًا أن التقرير متشائم.
وقال "النهري"، في اتصال هاتفي لـ"الوطن": "قمت بإجراء بحث في ألمانيا مع علماء ألمان متخصصين في الرياضيات والنماذج الهندسية المتقدمة. صحيح لو استمرت الحرارة في الارتفاع ستغرق الدلتا بحلول عام 2100".
وأضاف: "ووضعنا 3 سيناريوهات تتعلق بارتفاع منسوب البحر 1 متر و1.5 متر و2 متر ووضحنا في كل سيناريو المناطق التي يمكن أن تغرق في الدلتا، أما الإسكندرية فلن تغرق إلا إذا زاد منسوب سطح البحر عن مترين".
وقالت "بي بي سي": "يحيط البحر الأبيض المتوسط مدينة الإسكندرية من ثلاث جهات وتقع بحيرة في جنوبها، ما يجعلها إحدى أكثر المناطق الساحلية المنخفضة عرضةً لخطر الغرق في العالم".
وأضاف التقرير: "وربما لا يبدو الحديث عن سيناريو غرق المدينة جديداً، إذ يطفو على سطح الأنباء كلما صدر تقرير علمي يحذر من وشوكه"، ودلل على طرحه بدراسة أجرتها الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة، العام الماضي، أن مستوى سطح البحر سيرتفع لأكثر من مترين، ما يعني أن العالم سيفقد مساحة من اليابسة تبلغ 1.79 مليون كيلومتر مربع، أي ما يعادل مساحة ليبيا كاملة.
ويمثل هذا السيناريو كارثة للزراعة والأمن الغذائي في مصر، التي يُتوقع أن تشهد غرق مساحة شاسعة من دلتا النيل، تضم مدينة الإسكندرية التي يتجاوز تعداد سكانها خمسة ملايين شخص، ويشكل ناتجها الصناعي نحو 40% من إجمالي الناتج الصناعي المصري، وفقًا لها.
ويتوقع تقرير آخر أصدرته الهيئة الحكومية المعنية بتغير المناخ (IPCC) أن شواطئ الإسكندرية ستُغمر حتى مع ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار 0.5 متر، ما سيتسبب في تهجير نحو 8 ملايين شخص بسبب الفيضانات في الإسكندرية ودلتا النيل، بحلول عام 2050، إذا لم تُتخذ الإجراءات الوقائية اللازمة.