"المختلون عقليا".. من التشرد بالشوارع إلى جرائم القتل طعنًا

كتب: نظيمه البحرواي

"المختلون عقليا".. من التشرد بالشوارع إلى جرائم القتل طعنًا

"المختلون عقليا".. من التشرد بالشوارع إلى جرائم القتل طعنًا

شهدت محافظة الشرقية منذ 5 أشهر جريمة قتل ارتكبها مختل عقلي، أسفرت عن مصرع 3 أشخاص بينهم نجله، وإصابة 5  آخرين، بعدما سدد لهم طعنات في شارع فاروق بالزقازيق، وتكررت الواقعة فجر أمس الأربعاء، حيث طعن مختل عقلي مواطن "مسن" أثناء أداء الأهالي صلاة الفجر.

رغم افترة الزمنية التي تفصل بين الحادثين، غلا ان تكرارها كان بمثابة ناقوس خطر يتطلب ضرورة البحث عن آلية للتعامل مع المختلين عقليا وخاصة المشردين في الشوارع بإيداعهم في مصحات أو مستشفيات لعلاج الأمراض النفسية أو دور رعاية ما يضمن لهم توفير حياة كريمة ويحمي المواطنين من أي أذى.

واقعة مقتل مُسن داخل مسجد بقرية "الأسدية" التابعة لمركز أبو حماد، أمس الأربعاء، أثارت حالة من الصدمة بين الأهالي، وقال "محمد أبو سيدنا" إن مختلًا عقليًا اقتحم المسجد أثناء أداء الأهالي صلاة الفجر، وتعدى على والده "السيد أبو سيدنا" طعنًا.

وأضاف نجل الضحية لـ "الوطن" أن والده كان يؤدي الصلاة جالسًا على كرسي نظرًا لكبر سنه وأثناء الركوع طعنه المتهم، وتدخل الأهالي للسيطرة على الموقف وتمكنوا من القبض على المتهم والتحفظ عليه داخل المسجد حتى حضور الشرطة.

وأوضح "عمر أبو هيسة" أحد أهالي القرية أن المتوفي كان يمتاز بدماثة الخلق والسمعة الحسنة وكذلك جميع أفراد أسرته، مشيرًا إلى أن الفقيد كان يعمل موظفًا بالبريد وكان حافظًا للقرآن ويحرص دائمًا على أداء الصلوات الخمس في المسجد ولم يتخلف يومًا واحدًا عن أداء الصلاة خاصة صلاة الفجر على الرغم من كبر سنه.

وأشار إلى أنه علم أن المتهم اقتحم المسجد وتعدى على الفقيد بـ "سكين" وحاول الأهالي إسعافه ونقله إلى مستشفى الزقازيق الجامعي إلا أنه توفي متأثرا بإصابته، لافتًا إلى أن المتهم معروف بأنه مختل عقليا، وخلال الفترة الأخيرة كان يردد عبارات: "أنا المهدي المنتظر .. أنتم مشركين.. أنتم كفرة.. أنا نبي".

كان اللواء إبراهيم عبدالغفار، مدير أمن الشرقية، تلقى إخطارًا من مأمور مركز شرطة أبو حماد بورود بلاغ للمركز بوفاة "س. س"، 65 عامًا، إثر إصابته بجرح طعني على يد مختل عقليًا أثناء صلاة فجر، داخل مسجد بقرية الأسدية التابعة لدائرة المركز.

انتقلت قوة من ضباط مباحث مركز شرطة أبو حماد لإجراء التحقيقات والفحوصات اللازمة برئاسة الرائد محمد درويش رئيس مباحث المركز وتبين أن وراء ارتكاب الواقعة شخص مختل عقليا "مشرد في الشوراع" في الأربعينات من العمر، اقتحم المسجد أثناء أداء عدد من المواطنين الصلاة وردد عبارات: "أنا المهدي المنتظر.. أنتم مشركين.. أنا نبي الله" وأخرج سلاح أبيض من بين طيات ملابسه وسدد طعنة للمجني عليه أدت إلى وفاته، وتمكن باقي المصلين من السيطرة عليه.

وجرى ضبط المتهم وتحرير محضر بالواقعة وأخطرت النيابة التي تولت التحقيقات وأمرت بالتصريح بدفن الجثة وحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيق وعرضه على مستشفى الأمراض النفسية والعقلية وإيداعه بها لمدة 15 يوم لتحديد مدى سلامة قواه العقلية.

وكان شهود عيان كشفوا، في وقت سابق، لـ"الوطن" تفاصيل واقعة مقتل 3 وإصابة 5 أشخاص على يد شخص قيل أنه مختل "عقليًا، بشارع فاروق بمدينة الزقازيق مرورًا بـ 3 قرى على طريق أبو حماد.

وقال "ت.ا" أحد أهالي شارع فاروق بمدينة الزقازيق، إن الواقعة حدثت بناحية سوق الجملة بشارع فاروق، مشيرًا إلى أن الأهالي فوجئوا بالمتهم يستقل تروسيكلًا وتوقف ناحية أحد الأشخاص يدعى "دبه" 30 عامًا عامل بالسوق وذلك أثناء قيامه بشراء "سندوتشات"، ودار بينهما حديث، حيث سأله المتهم عن شقيقه ورد المجني عليه أنه لا يعلم، فرد المتهم: "أنا عاوز أخوك واخد مني فلوس وعاوزها" فأخبره المجني عليه بأنه لا دخل له بالأمر وعليه أن يتوجه لشقيقه ويطلب منه النقود، وسرعان ما قام المتهم بالاعتداء على المجني عليه بالضرب بـ "سكينة"، مسددًا له أكثر من 15 طعنة، لافتًا إلى أن المجني عليه لقي مصرعه على الفور.

وتابع: "أثارت الواقعة حالة من الفزع بين الأهالي، ولم يتدخل أحد للسيطرة على المتهم خشية الاعتداء عليه، ثم قاد المتهم التروسيكل وغادر مسرعًا، وناحيه شارع "محروس" طعن سيدة ثم طعن شخصًا آخر.

وأوضح الشاهد، أن المتهم قبل اعتداءه على العامل اعتدى على ابنه بالضرب بذات السلاح، محدثًا إصابته التي أودت إلى موته، كما اعتدى على والدته بالضرب، وذكر أن الأهالي تجمعوا حول المجني عليه، واستدعوا سيارة الإسعاف لنقله والمصابين إلى المستشفى، كما أبلغوا الشرطة التي لاحقت المتهم.

وقال "س . ع " أحد أهالي قرية أبو شعبة التابعة لمركز أبو حماد، إنه كان يباشر عمله، وأثناء مرور المتهم من أمام المحل الذي يعمل به سدد له طعنة نافذة بالظهر لـ" ع . ع"، 22 عامًا، طالب بكلية أصول الدين، ما أدى لوفاته.

وبحسب الشاهد، استكمل المتهم عبور الطريق مسرعًا، وتصادف مرور طفلين قام بطعن أحدهما، كما طعن مزارعًا مسنًا شخصين آخرين في قرية بني جري وولاد وافي.

وأشار إلى أن الأهالي تجمعوا وحاولوا ملاحقة المتهم، وقاموا بالاتصال بعدد من الشباب لقطع الطريق ناحية شريط السكة الحديد، لمنعه من الهروب، وما إن وصل المتهم حتى حاول الهروب بالسير على القضبان، وقطع مسافة طويلة ثم انقلب التروسكيل، فقام المتهم بالهرب قفزًا في الترعة المارة ناحية قرية صفط الحنة، وسبح في مياهها حتى وصل إلى الشط المقابل لقرية الخيس.

ولفت الشاهد إلى أنهم علموا بوصوله إلى قرية الخيس بعدما أخبرهم أحد الأهالي الذي كان يسلك نفس الطريق بسيارته، وعندما رأى تجمعهم أخبرهم أنه رأى شخص يخرج من الترعة ناحية الخيس، مضيفًا أن الشرطة لاحقت المتهم وتم ضبطه.

وكشف مصدر أمني تفاصيل الواقعة لـ "الوطن"، قائلًا إن إجمالي ضحايا عملية الطعن 3 متوفين أحدهم ابن المتهم، والثاني أحد الأهالي بشارع فارق بمدينة الزقازيق، والثالث طالب جامعي بقرية أو شعبة التابعة لمركز أبو حماد.

وأشار المصدر إلى إصابة 5 أشخاص آخرين بينهم سيدة ورجل بشارع فاروق والباقي بطريق الزقازيق - أبو حماد، لافتًا إلى أن المتهم كان يقود تروسكيلًا وواصل عملية الطعن أثناء هروبه على طريق "الزقازيق - أبو حماد" وأضاف أنه جرى نقل المصابين إلى مستشفى الزقازيق لتلقي العلاج اللازمة.

كان  مدير أمن الشرقية، تلقى إخطارًا يفيد بورود بلاغ لقسم شرطة أول الزقازيق، بإقدام مواطن على قتل شخص طعنًا وإصابة ابنه وشخص آخر وسيدة ناحية شارع فاروق بمدينة الزقازيق تصادف مرورهم بمكان الواقعة، كما طعن آخرين على طريق أبو حماد الزقازيق.

وانتقلت قوة من الشرطة، وتمكنت من ملاحقة المتهم وضبطه، وحُرر محضر بالواقعة، وأُخطرت النيابة للتحقيق وقررت حبسه على ذمة التحقيق .

من جانبه قال سعيد فتحي ربيع المحامي بالنقض بمشتول السوق بمحافظة الشرقية أنه في حالة ارتكاب مختل عقليا جريمة قتل يتم حبسه على ذمة القضية وعرضه على مستشفى أو مصحة للطب النفسي وإيداعه في المستشفى أو المصحة لمدة 7 أو 15 يوم حتى إعداد تقرير بحالته الصحية وبيان مدى سلامة قواه العقلية من عدمه، مضيفا أنه يتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة على ضوء نتائج التقرير.


مواضيع متعلقة