بعد تداول فيديو خادم في الكنيسة.. كيف تنجو الفتاة من فخ المتحرشين؟

بعد تداول فيديو خادم في الكنيسة.. كيف تنجو الفتاة من فخ المتحرشين؟
"تحرش تحت ستار الدين".. جريمة جديدة وقعت بين جدران مقدسة، إذ تداول بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بعض وقائع التحرش لشخص يدعى "م. ف"، استغل حضوره الاجتماعات الكنيسة ليتعامل مع الفتيات المراهقات كخادم في الكنيسة، وطبيب نفسي يساعدهن على حل مشكلاتهن.
الوقائع المنتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تتفق في طرق اجتذاب الفتيات، إذ يبدأ معهن بأنّهن مريضات نفسيا ويبدأ في إبعادهن عن أسرهن والتحرش بهن خلال جلسات العلاج النفسي المزعومة.
زاخر: على الكنيسة توعية الشباب وتعريفهم كيفية بناء العلاقات بالآخرين
ورغم الاعتماد على الجانب الديني في الترويج لنفسه، يقول المفكر القبطي كمال زاخر، إنّ التحرش لا يتم التعامل معه إلا انطلاقا من كونه جريمة يعاقب عليها القانون، وانحراف مجتمعي يجب التعامل معه بحذر بالتوعية والتثقيف وبناء الوعي، لمواجهته في أطره السليمة، أيا كان الإطار المكاني أو الزماني أو الجاني فيه، موضحًا ضرورة توعية المراهقين وتثقيفهم حتى لا يقعوا في هذا الفخ.
وأضاف زاخر، لـ"الوطن"، أنّ استغلال الكنيسة وادعاء الخدمة بها أو العمل من خلالها للتقرب من ضحايا التحرش، كما في القضية المثارة، يحتم على المؤسسات الدينية الإعلان عن رجال الدين حتى لا يقع بقية الشباب في فخاخ آخرين مدّعين، كما يسلط الضوء على إقرار زي رسمي لرجال الدين لا يرتديه غيرهم، ومن يخالف يعاقب بالقانون.
وأوضح المفكر القبطي، أنّ المسؤولية التوعوية في مثل هذه القضايا تقع على الأسرة والمدرسة والمؤسسة الدينية في آن واحد، مشيرا إلى أهمية دور الكنيسة الروحي والاجتماعي والتثقيفي، لإعداد الشاب أو الفتاة لمعرفة كيفية بناء علاقاته بالآخرين سواء نفس النوع أو نوع مختلف، وكيف بناء الثقة مع الجميع، وما هي حدود العلاقات بينه وبين كل الأشخاص في حياته.
وأشار زاخر إلى أنّ الإرشاد النفسي "علم متخصص"، يمارسه أطباء محترفون لا يدخل تحت الإطار الكنسي، مؤكدا ضرورة التفريق بينه وبين سر الاعتراف، الذي يعد إقرارًا بالتوبة عن خطيئة والندم عنها دون الدخول في تفاصيل.
أسعد: على المؤسسات الدينية مراقبة التابعين لها
وقال جمال أسعد المفكر القبطي والبرلماني السابق، إنّ استغلال المؤسسات الدينية من جانب أشخاص انتزعت منهم القيم والمبادئ الإنسانية والدينية، وسيطرت عليهم الشهوة لكسب ثقة المراهقين والتحرش بالفتيات، اعتمادا على ثقتهم في مؤسستهم الدينية وإعطاء الخدام المنتمين لها هالة من الإخلاص والثقة والراحة، يتطلب تصحيح الوعي وإرشاد المراهقين وتوعيتهم.
وأكد أسعد، لـ"الوطن"، ضرورة مراقبة المؤسسات الدينية للتابعين لها سواء رجال دين أو خدام، بشكل دوري، وعلى أبناء الكنيسة التأكد من الخدام وعدم الانخداع بكثرة حضور أحدهم للاجتماعات أو الشعارات الدينية، مشددا على دور الأسرة في احتواء المراهقين وعدم تركهم للمدعين.