إسرائيل ليست الأولى.. العثمانيون حاولوا الاستيلاء على "طابا" مرتين

إسرائيل ليست الأولى.. العثمانيون حاولوا الاستيلاء على "طابا" مرتين
- طابا
- سيناء
- شبه جزيرة سيناء
- ذكرى تحرير طابا
- محكمة العدل الدولية
- طابا
- سيناء
- شبه جزيرة سيناء
- ذكرى تحرير طابا
- محكمة العدل الدولية
تمر اليوم، الذكرى الـ32 على الحكم الذي أصدرته محكمة العدل الدولية، بأحقية مصر في مدينة "طابا"، التي تقع جنوب سيناء على رأس خليج العقبة، وتحديدًا في 29 سبتمبر من عام 1988، وذلك عقب لجوء مصر إلى التحكيم الدولي، من أجل استعادتها مرة أخرى، من المحتل الإسرائيلي.
"شقرة": المؤامرة على حدود مصر الشرقية بدأت مع العثمانين في 1892
المؤامرة على حدود مصر الشرقية، لم تبدأ فقط مع أزمة طابا الأخيرة مع إسرائيل، لكنها بدأت في أواخر القرن التاسع عشر وتحديدًا في عام 1892، عندما حاولت الدولة العثمانية، تغيير حدود مصر ونزع شبه جزيرة سيناء منها، وفقًا للدكتور جمال شقرة، أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة عين شمس، ومقرر لجنة التاريخ بالمجلس الأعلى للثقافة.
وأوضح أن الاحتلال البريطاني ساعد مصر في مواجهة تلك المؤامرة، لأنه في ذلك الوقت، كانت حُفرت قناة السويس ومصالح الإمبراطورية البريطانية مرتبطة بالقناة، وبالتالي لن تسمح بأن يعبث أحد بحدود مصر الشرقية.
وأكد "شقرة"، أن المحاولة الأولى من الاستيلاء على "طابا" فشلت في نفس العام، بفضل جهود الحركة الوطنية المصرية ومساعدة سلطة الاحتلال، قائلا: "من المثير للدهشة أنه نُشرت خريطة لهذه الواقعة، ومنزوع منها شبه جزيرة سيناء كاملة، وليست طابا فقط، وهي خريطة حزينة، لأنهم اقتطعوا جزء عزيز لقلب المصريين جميعًا، وشبه جزيرة سيناء جزء لا يتجزأ من مصر جيولوجيًا وتاريخيًا وثقافيًا".
المحاولة الثانية للاستيلاء على "طابا"، كانت عبارة عن تعديل للحدود في عام 1906، وأغرت وقتها ألمانيا الدولة العثمانية ببناء خط حديد برلين بغداد، حسبما أوضح "أستاذ التاريخ المعاصر"، مضيفًا أن هذا الخط، كان يُهدد قناة السويس ومصالح بريطانيا داخل القناة، وكان سيصل ذلك الخط إلى دولة اليمن، وأرادت الدولة العثمانية حينها تعديل الحدود وظهرت أزمة طابا الثانية.
وتابع "شقرة"، أن الحركة الوطنية المصرية، تصدت لتلك المؤامرة بعنف، وصممت على عدم زحزحة العلامة الحدودية ووقفت الإمبراطورية البريطانية، جنبًا إلي جنب مع مصر، وأفشلت المحاولة الثانية، لتعديل الحدود البرية الشرقية لمصر، وظلت حدود مصر كما هي معروفة عند نقطة طابا.
الأزمة الثالثة والشهيرة كانت مع الجانب الإسرائيلي، بعد أن استولى على "طابا" عقب حرب 1967، وحاولت إسرائيل تحريك العلامة الحدودية بعد حرب أكتوبر 1973، وظلت معهم "طابا"، حتى عقب معاهدة كامل ديفيد.
وشكلت مصر، لجنة كبيرة من كبار المتخصصين في القانون والتاريخ والجغرافيا والعلاقات الدولية، وهي التي أعادت "طابا" إلى حضن مصر مرة أخرى، عقب اللجوء للتحكيم الدولي، والتأكيد على العلامات الحدودية كما نراها الآن، ورُفع العلم المصري على طابا عام 1989.