حكاية حب من نوع خاص.. "نورين" لم تتحمل فراق والدها فلحقت به قبل الأربعين

حكاية حب من نوع خاص.. "نورين" لم تتحمل فراق والدها فلحقت به قبل الأربعين
في الساعة العاشرة من مساء أمس فارقت نورين فرج، 17 عاما، الحياة بعد مرور 40 يوما على وفاة والدها متأثراً بإصابته بفيروس كورونا، كانت "نورين" شديدة التعلق بأبيها لدرجة أنها كانت تصطحبه مع صديقتها في جميع خروجاتهما.
تحكي "مريم أحمد"، أنه منذ فترة طويلة كانت تعاني صديقتها، "نورين"، من ذئبة في الدم، مشيرة إلى أن حالتها كانت مستقرة نوعاً ما، إلى أن حدثت صدمة كانت كفيلة بتدهور حالتها، وجعلتها تعيش أصعب 40 يوماً في حياتها التي لم تدم سوى 17 عاما وبضعة أيام: "أستاذ فرج كان مدرس الجغرافيا والتاريخ بتاعنا، وكان زي والدنا كلنا وكان دايماً بيخرجنا، وهي كانت بتحبه أكتر من نفسها وكانت بتحكي عن قد إيه بتحبه، وقد إيه روحها فيه".
في يوم الـ19 من شهر أغسطس الماضي، استيقظت نورين على مكالمة هاتفية من مستشفى العزل بمدينة المحلة الكبرى في محافظة الغربية، تفيد بوفاة والدها بعد دخوله مستشفى العزل بـ3 أيام فقط، مما أصابها بصدمة دخلت على إثرها إلى العناية المركزة، ودامت فيها شهر إلى أن استقرت حالتها، وبحسب "مريم": "كانت بتفتح نت عادي جداً وهي في العناية وطول الوقت بتنزل بوستات تعبر فيها عن حزنها على والدها ومنهم بوست اتكلمت في 10 نقط عن الموت وطلبت من صحابها يدعولها كتير".
بعد شهر قضته "نورين" في العناية المركزة، خرجت لكنها لم تستطع أن تكمل حياتها دون والدها، إلى أن فوجئ والدتها بوفاتها أمس، لتثير قصتها جدلاً على صفحات التواصل الاجتماعي، بسبب تعلقها الشديد بوالدها وحديثها الكثير عن الموت، وبحسب "مريم": "لو أي حد دخل صفحتها هيعرف إنها متعلقة بوالدها حتى لو ميعرفهاش لأنها دايما كانت بتعبر عن حبها له، لدرجة ان أول حاجة نزلت على صفحتها في فيس بوك لما عملت حسب، هي كلمات في حب والدها".
في يوم 25 من الشهر الماضي، فوجئ أصدقاء "نورين"، بنشرها لمعلومات عن العزاء، قائلة: "الحقيقة اللي كلنا عارفينها ومتأكدين منها إننا هنموت وكلنا ربنا كاتبلنا اننا نموت في ميعاد غير محدد وغير معروف، وعشان كدة كتبت الكلام ده لأني محتاجة حاجات معينة تتعملي وأنا مش عاوزة حد يعملها لمجرد إنها معروفة، ووقتها طبعا مش هعرف أقولها لحد"، قالتها "نورين" في منشور على صفحتها، مضيفة النقاط العشر التي تمنت أن يفعلها من يحبها، ومنها الدعاء لها كثيراً وأن يقرأوا عليها القرآن كامل، وتمنت أيضاً أن الصدقات التي تخرج عليها يجب أن تكون غير تقليدية، مكررة طلبها للدعاء.