"وجه جمال عبدالناصر ميتا".. قصة أغرب منحوتة للزعيم الخالد بمتحفه

"وجه جمال عبدالناصر ميتا".. قصة أغرب منحوتة للزعيم الخالد بمتحفه
- قناع الموت
- جمال عبد الناصر
- 50 عام على رحيل الزعيم الخالد
- قناع الموت
- جمال عبد الناصر
- 50 عام على رحيل الزعيم الخالد
"يعيش جمال عبدالناصر.. يعيش جمال حتى في موته"، كلمات للخال عبدالرحمن الأبنودي عن الزعيم الراحل الذي تحل ذكرى رحيله الـ50 اليوم، والذي بالرغم من مرور نصف قرن على رحيله لا يزال حيا بيننا بمقتنيات جمعها متحفه بمنشية البكري الذي ما إن تدلف إليه حتى تستقبلك روح الزعيم وصوته في خطاباته المسجلة وصور التقطها بكاميرات يضمها المتحف، معطف صاحبه في رحلة علاج أخيرة، خاتم زواجه مدون عليه تاريخ ارتباطه بزوجته تحية كاظم، ورقعة شطرنج كانت بالنسبة له أرضا لخطط المعركة، وقطعتان ما إن تصل إليهما حتى تشعر بالتعجب؛ قبضة يد يمنى وقناع لوجه غير مكتمل ستكتشف ما إن تدقق النظر إليه أن ملامحه هي ملامح الزعيم الخالد، بل وابتسامته المحببة.
ستنتابك الدهشة والرهبة عند قراءة السطور التعريفية المصاحبة للقناع "قناع الحياة" للفنان جمال السجيني صاحب أغلب منحوتات الرئيس، والذي تتصدر منحوتاته للرئيس وجموع الشعب العامل وهي المنحوتة التي كان من المفترض وضعها بميدان التحرير.
إلا أن "قناع الحياة" ليس كباقي المنحوتات التي نفذت وهو على قيد الحياة، لكنها منحوتة كما ورد في سجلات المتحف بأن جمال السجيني نفذها عقب وفاة "عبدالناصر" مباشرة ودون علم أسرته، حيث قام بصب الجص على وجه الزعيم للاحتفاظ بملامحه وعمل منحوتة أكبر تلك القطعة تحديداً يقف أمامها الزوار وقتاً طويلاً يتأملون وجه الزعيم يحاولون استنشاق عبيره تسبقهم مشاعرهم ودموعهم، قبل أن يبادروا في طرح السؤال كيف نحت السجيني هذا القناع، ومن سمح له بالوصول لجسد عبدالناصر بعد رحيله، بل وصب الجص على وجهه ويده لصنع تلك المنحوتة؟
سؤال أجاب عنه الكاتب والباحث في التاريخ الحديث عمرو صابح؛ مشيرا إلى أن ما حدث لم يكن وليد الصدفة ولا في غفلة ممن حوله، ولم يكن السجيني هو من صب الجص كما هو متداول بل القصة كما ذكرت في كتاب "من قتل جمال عبدالناصر" للكاتب جمال سليم قبل عشرين عاما من الكشف عن القناع بمتحفه تمت بصورة رسمية بتكليف من حسن التهامي مدير شؤون رئاسة الجمهورية، الذي استدعى وزير البحث العلمي وقتها صلاح هدايت، وطلب منه القيام بأخذ الصفة التشريحية للرئيس جمال عبدالناصر تمهيداً لعمل متحف لتخليد ذكراه.
والذي بدوره سأل الدكتور أحمد الحسيني عن أفضل من يقوم بأخذ الصفة التشريحية للرئيس عبدالناصر، وكان اختيار الدكتور أحمد الحسيني هو النحات الكبير الدكتور مصطفى متولي أستاذ ورئيس قسم النحت بكلية الفنون الجميلة وقتها.
وتابع: "بدأ العمل في نحت قناع الموت للرئيس وكف يده اليمني في مساء يوم 29 سبتمبر 1970 وانتهى فى مساء يوم 30 سبتمبر 1970، وجرى العمل في قصر القبة، حيث كان جثمان الرئيس عبدالناصر محفوظاً في إحدى الثلاجات الضخمة بالقصر للحفاظ عليه حتى يحين موعد تشييع جنازة الرئيس ودفنه.
ولم يكتفِ الدكتور مصطفى متولي بصنع قناع لوجه الرئيس ومنحوتة لكف يده اليمنى، بل صنع قناعاً آخر قام بتسليم الكف وقناع منهما للوزير صلاح هدايت، واحتفظ بقناع لنفسه.
وقام الدكتور مصطفى متولى بتسليم قناع الرئيس عبدالناصر الخاص به للنحات الكبير جمال السجيني الذي كان يستعد لنحت تمثال للرئيس عبدالناصر لعمل متحف لم يسعفه القدر الانتهاء من منحوتاته.