مأساة شاب مريض نفسيا في البحيرة.. "مكبل منذ 15 عاما بغرفة"

مأساة شاب مريض نفسيا في البحيرة.. "مكبل منذ 15 عاما بغرفة"
- البحيرة
- مركز ابو المطامير
- حوادث
- الحوادث
- اخبار الحوادث
- البحيرة
- مركز ابو المطامير
- حوادث
- الحوادث
- اخبار الحوادث
مأساة حقيقية تعيشها أسرة "الحاجة فاطمة" المقيمة بمركز أبو المطامير بمحافظة البحيرة، منذ أكثر من 15 سنة، بعدما أصيب ابنها الأكبر بمرض نفسي عقب وفاة والده، وترك لها من الأخوة 6 أولاد وبنات.
وبدلًا من أن يحل محل والده ويرفع العبء عن كاهل الأم، التي كثيرًا ما عانت بعد زواج زوجها من أخرى، أصبح هو عبء إضافي على الأسرة كلها، فلم تترك الأم بابً للشفاء إلا وطرقته، حتى إنها ذهبت به إلى مستشفى الأمراض النفسية بالمعمورة، وأودعته هناك للعلاج، إلا إنه هرب منها بعد أيام قليلة، وأصبح خطرًا يهدد المخالطين والمجاورين له.
مرض الشاب دفع الأم إلى إطلاق الاستغاثات لعلاج ابنها بأحد المستشفيات الحكومية، بعدما أنفقت كل ما تملك على علاجه دون فائدة، مشيرة إلى أن أخاه الأصغر هو من يعمل وينفق على إخوته وأبناء زوجة أبيه، وما عاد يحتمل عبء مصاريف الغذاء والدواء والدراسة والكساء.
داخل منزل صغير بقرية كوم إمبو، التابعة لمركز أبو المطامير بالبحيرة، يقبع "ناصر" الشاب الثلاثيني داخل غرفة رملية مُسلسل بجنزير من قدمه منذ 15 عاما، لا يستطيع الخروج أو التحرك بفعل القيود التي تكبل قدمه اليمنى، وتحضر له أسرته الطعام والشراب داخل غرفته التي لا يستطيع الخروج منها حتى لدورة المياه، وهو السبب الذي جعل حجرته رملية ليقضي حاجته بها.
وبسؤال والدته عن السبب، أفادت بدموع منهمرة وقلب يعتصره الألم والحسرة على شباب ابنها الأكبر "وصل ابني لمرحلة خطيرة من المرض النفسي، واضطررنا إلى تقييده بالسلاسل خوفًا على المحيطين به، حيث إنه قد يرتكب جريمة في حق أي شخص ولا يمكن إيقافه، الأمر الذي دفعني بعد نصيحة الجيران بأن أقيده، والأصعب من وجوده داخل الحجرة بهذا الوضع، هو حزني على ما أراه بابني، فكيف لأم فرحت بمولودها واستبشرت به خيرًا بأن يكون سندها في هذه الدنيا بعدما تكبر في السن، ووجدته على هذا الحال الذي يحزن له الغريب قبل القريب، "ابتلاء من الله وأنا صابرة على هذا، وكل ما أرجوه هو مساعدتي في علاج ابني".
واستكملت الأم: "ابني الصغير الذي لم يتجاوز العشرين عامًا من عمره، هو من يعمل ويُنفق على 15 فردا داخل المنزل، أنا وبناتي وزوجة أبيه رَحمهُ الله وأبنائها، وهو عبء لا يتحمله رجل كبير، فكيف لشاب في مقتبل عمره أن يتحمل كل هذا الأمر، والأكثر من ذلك حالة أخيه التي تزداد سوءًا يومًا بعد يوم".
وشرحت تفاصيل مرض ابنها، قائلة "الحالة باختصار شديد هي هياج يصل إلى حد تحطيم أي شىء إلى جواره، واعتداء على الأطفال والكبار من وقت لآخر، وصراخ وهياج طوال الليل، بحيث لا يستطيع أحد النوم سواء سكان المنزل أو الجيران، بسبب الصوت المرتفع والصراخ الذي يصدره".
وتابعت، "كل أملي أن يتبنى الحالة مستشفى لعلاج الأمراض النفسية، بعدما فقدت الأمل في الشفاء، وزاد العبء علّي وعلى ولدي الصغير، فأنا لم أعد أحتمل العذاب الذي أراه كل يوم، فكيف بـ15 عاما من هذا الوضع الذي يجعل أي أحد يصاب بالمرض هو الآخر، وحرصًا على جيراني الذين يتأذون من هياج وصراخ ابني داخل غرفته، ويخافون من حل قيوده يومًا والاعتداء على أي أحد من المارة سواء أطفال أو كبار".
وأكملت "أناشد وزارة الصحة النظر إلى حالة ابني، ورفع عني ما لا أطيق حمله من عناء ومشقة".