حوار.. رئيس الجمعية المصرية لـ"ألزهايمر": 600 ألف مريض بالخرف في مصر

كتب: شيماء عادل

حوار.. رئيس الجمعية المصرية لـ"ألزهايمر": 600 ألف مريض بالخرف في مصر

حوار.. رئيس الجمعية المصرية لـ"ألزهايمر": 600 ألف مريض بالخرف في مصر

قال الدكتور طارق عكاشة، أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، رئيس الجمعية المصرية لـ"ألزهايمر"، أن المرض هو أحد أعراض الخرف، وأن 60% من مرضى الخرف يعانون من ألزهايمر و40% أسباب أخرى، موضحاً أن عدد المصابين بالخرف في مصر يتراوح أعدادهم ما بين 400 و600 ألف مريض بينهم 60% منهم يعانون من ألزهايمر، لافتاً إلى أنه من المتوفع أن يصل هذا الرقم إلى مليون بحلول عام 2030.

وأضاف "عكاشة" في حواره لـ "الوطن"، أن هذا المرض يشكل خطراً كبيراً وخاصة في ظل ازدياده ليس في مصر فقط وإنما على مستوى العالم، لذلك يجب التخطيط لمواجهته من الآن، عن طريق عدة محاور أهمها التوعية، مشيراً إلى أن الاكتشاف المبكر للمرض يساعد على تأجيل مضاعفاته، مؤكداً أنه لا يوجد لع علاج حتى الآن، ولكن في الوقت نفسه يوجد تجارب حالياً في مرحلتها الثانية والثالثة لأدوية تعالج ترسيب مادة الأميلويد والتي تعد سببا أساسيا في الإصابة بمرض ألزهايمر، وإلى نص الحوار:

عكاشة: 60% منهم يعانون من ألزهايمر.. ومليون مريض بحلول 2020

 

** لماذا سمي مرض ألزهايمر بهذا الاسم؟

سمي مرض ألزهايمر بالنسبة إلى مكتشف المرض أليوس ألزهايمر، وهو طبيب ألماني عام 1906، وكان يعتقد أن ألزهايمر عبارة عن وجود تغييرات تحدث في سن كبير في المخ، ولم يكن يعرف وقتها إذا ما كانت هذه التغيرات طبيعية أو تغيرات ناتجة عن الشيخوخة، كما يعد ألزهايمر أحد أنواع الخرف وهو الديمنشا، ويمثل ألزهايمر 60% من مرضى الخرف يعانون من ألزهايمر.

** ما الفرق بين الخرف وألزهايمر؟

الخرف مجموعة من الأمراض التي تصيب الإنسان وتؤدي إلى التدهور في الوظائف المعرفية مثل الانتباه والتركيز والذاكرة أما ألزهايمر فهو أحد أنواع الخرف و60% من الخرف سببه ألزهايمر و40% أسباب أخرى.

عكاشة: يجب التوعية باكتشاف المرض مبكراً و60% من مرافقي المريض يصابون باكتئاب

 

** ما مدى انتشار هذا المرض محلياً وعالمياً؟

في الوقت الحالي يوجد حوالي من 45 إلى 50 مليون مريض بالخرف في العالم كله، ومن المتوقع أن تصل أعدادهم في العالم كله بحلول عام 2030 إلى 75 مليون مريض وفي عام 2050 متوقع أن يصل عددهم إلى 152 مليون مريض 60% منهم سيكونون ألزهايمر، وفي مصر وفقا لإحصائية تابعة للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء 2020 أن عدد المسنين فوق 60 سنة يمثلون 7% ومن المتوقع أن يصلوا إلى 11% عام 2030 ، معنى ذلك أن عدد المسنين سيزيد وكلما زاد عددهم عدد المرضى المصابين بأمراض الشيخوخة من الخرف وألزهايمر سيزيدون، وعلى هذا الأساس لا بد من أن نبدأ بالتخطيط لمحاولة رعاية هؤلاء المرضى، على المستوى الصحي من خلال وزارة الصحة والسكان وعلى المستوى الاجتماعي من خلال وزارة التضامن، كما أنه يجب التخطيط

** وماذا عن أعداد المصابين بهذا المرض في مصر؟

يتراوح عدد المصابين بالخرف في مصر ما بين 400 إلى 600 ألف مريض 60% منهم يعانون من ألزهايمر، ومتوقع أن يصل هذا عدد المصابين بهذا المرض إلى مليون منهم 60% يعانون من ألزهايمر بحلول عام 2030، لذلك يجب دق ناقوس الخطر والاهتمام بالتخطيط لمواجهة هذا المرض من الآن عن طريق زيادة التوعية بالمرض لأنه كلما بدأ اكتشاف المرض مبكراً يساهم في تأجيل مضاعفات والمراحل المتأخرة له.

** ما هي المراحل التي يمر هذا المرض؟

يمر هذا المرض بثلاث مراحل أساسية، الأولى هي فقدان الذاكرة للأحداث القريبة وليس كما هو شائع فقدان الذاكرة القديمة، يصاحبها صعوبة في إيجاد الكلمات وبطء في أداء الحركة، وللأسف الشديد المرحلة الأولى تمر دون أن يأخذ الأهالي بالهم من أنها بداية لمرض ألزهايمر، لذلك التوعية في هذا الأمر مهمة جداً، أما المرحلة الثانية بيزيد عليها الأعراض الاكتئابية والذهانية مثل الشكوك والضلالات والهلاوس البصرية ويمكن أن يصاحبها أعراض مرتبطة بالجهاز العصبي مثل الشلل الرعاش، بينما المرحلة الثالثة، ويطلق عليها المرحلة الطفولية بمعنى أن المريض يحتاج إلى رعاية مثل الطفل كأن يقوم أحد الأبناء بمساعدته في تناول الأكل والاستحمام ودخول الحمام وتنتهي هذه المرحلة بالوفاة.

** ما هي أسباب مرض ألزهايمر؟

ينتج هذا المرض نتيجة نقص عاملين مهمين أولاً ترسب لمادة بروتينية اسمها الاميلويد موجودة في المخ، وهذه المادة تؤدي إلى حدوث التهابات في الخلايا الموجود أسفلها وبالتالي تؤدي إلى موتها، بالإضافة إلى أحد الموصلات العصبية والتي عندما تتوقف الخلايا عن إنتاجها مادة أخرى اسمها الاسيتايد كولين.

** هل يوجد دواء حالياً لمرض ألزهايمر؟

لا يوجد حالياً علاج لمرض ألزهايمر ولكن توجد أدوية تعمل على تأخير تدهور حالة المريض بألزهايمر، لأنها تزود مادة الاسيتايد كولين، التي تتوقف الموصلات العصبية على إنتاجها، ومن الأمور الهامة التي يجب توضيحها أن علاج مرض ألزهايمر ليس علاج المريض فقط، ولا بد من الاهتمام بما يطلق عليه جليس أو راعي مريض ألزهايمر لأن هذا الشخص والذي يكون غالباً الابن أو الابنة، صعب جداً أنه يرى حالة شخص بالنسبة له قيمة وقامة تتدهور للأسوأ، وتم ملاحظة أن 60% من جليس مرض ألزهايمر يصاب اكتئاب، لذلك الاهتمام بالمريض وجليس المريض جزء مهم من العلاج.

** كيف يحمي الأشخاص أنفسهم من مرض ألزهايمر؟

لا يوجد شيء محددة ، لأنه مرض يأتي مع كبر السن، إنما الغالبية العظمى لن يصابوا بألزهايمر، لأننا لو نظرنا إلى أشخاص وصلوا لسن الـ 90 سنة نجد أن 40% منهم عندهم ألزهايمر، أهم الأشياء التي يمكن أن نفعلها هو استخدام مخنا على قدر الإمكان، مثل استخدام الكلمات المتقاطعة أو السودكو، كما لوحظ أن الأشخاص الذين يتطلب عملهم مجهود الذهني مثل الأطباء والمهندسين والصحفيين ممكن يأجل عندهم مرض ألزهايمر، بينما الأشخاص الذين يبذلون مجهود عضلي في أعمالهم يكونوا أكثر عرضة للإصابة بمرض ألزهايمر.

**ما هي نصائحك للأفراد بخصوص الوقاية من هذا المرض؟

يجب على قدر الإمكان الاهتمام بالصحة العامة وخاصة للأشخاص المصابين بأمراض مثل الضغط أو السكري، لا بد أن يحافظ على نفسه لأن تناول أدويتهم ممكن يسرع من الإصابة بمرض ألزهايمر، فضلا عن أهمية ممارسة الرياضة وليكن رياضة المشي، بعض الآراء تحدثت عن طبيعة الأكل يمكنها أن نؤجل أو تحمي من الإصابة بمرض ألزهايمر، والأهم هو التوعية بالمراحل الأولى لهذا المرض حتى نتدارك تدهور الحالة سريعاً في حال اكتشافها متأخراً.


مواضيع متعلقة