بريد الوطن.. الصامولة (قصة قصيرة)

بريد الوطن.. الصامولة (قصة قصيرة)
كان رجلاً شديد البخل، فى صبيحة أحد أيام الأسواق الكبيرة لملم الرجل أمواله بحرص وعقد النية على شراء خراف صغيرة لكنّ بخله وحرصه الشديدين منعاه من العيش فى بحبوحة من أمره.. وأثناء سيره إذا به يلمح على الأرض «صامولة» أكلها الصدأ فانحنى عليها والتقطها، ثم دسّها فى جيبه وواصل سيره، كان دائماً يقول فى نفسه إن الأشياء التى لا نحتاج إليها اليوم ربما كنا فى أمس الحاجة إليها فى الغد القريب.
مضى الرجل فى طريقه إلى أن وصل إلى السوق، ولسوء حظه وجد الخراف التى عزم على شرائها تضاعف ثمنها، فعاد من السوق يجر أذيال الخيبة.. وحينما عاد وجد أحد الخُفراء فى انتظاره ليخبره بأن «العمدة» ينتظره على مضض.. وسار الاثنان معاً حتى وصلا إلى دوار العمدة ليخبره الأخير بأنه فقد فى الصباح الباكر مبلغاً كبيراً من المال، وبعد التقصى والبحث أبلغتنا إحدى نساء القرية بأنها شاهدتك وأنت تنحنى على الأرض لتلتقط شيئاً ما ثم تتلفت كما اللصوص قبل أن تدسه فى جيبك، وهنا جُنّ جنون الرجل وأقسم بأغلظ الأيمان أنها لم تكن سوى تلك «الصامولة» الصدئة.. ليضج الحضور بالضحك، وهم يرون بيده «صامولة» حقيرة لا تُساوى خردلة، ثم غيّر «العمدة» من لهجته المهذبة. وأمر خفراءه بتفتيشه ليجدوا معه مبلغاً كبيراً من المال.. يتناوله العمدة وهو يتنفس الصعداء ليقع الرجل البخيل على الأرض، مغشياً عليه.
أشرف غازى
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com