طبيب شرعي يكشف جريمة أب قتل ابنته من 3 عظام: ليس سحرا ولكنه العلم

كتب: منة العشماوي

طبيب شرعي يكشف جريمة أب قتل ابنته من 3 عظام: ليس سحرا ولكنه العلم

طبيب شرعي يكشف جريمة أب قتل ابنته من 3 عظام: ليس سحرا ولكنه العلم

لا تنتهي الجرائم حول العالم، وبين العديد منهم توجد القصص الغريبة التي لا يستطيع البشر تصديقها رغم حقيقتها كونها أقرب من الخيال، وترصد "الوطن" فيما يلي أحد الحوادث الغريبة.

في عام 1917، داخل بئر مهجورة، عثرت الشرطة المصرية على ثلاث قطع من عظام مجهولة ولمعرفة فقط ما إذا كانت هذه العظام آدمية أم حيوانية جرى إرسالها إلى الطب الشرعي، وبعد كتابة سيدني سميث كبير الأطباء الشرعيين حينها، التقرير الجنائي، تفاجأ وكيل النيابة من المحتوى، حيث وجد كبير الأطباء الشرعيين حينها، أن هذه العظام الثلاثة لفتاة يتراوح عمرها بين الـ22 والـ25 عامًا، وأنها أنجبت مرة واحدة وكانت مصابة بمرض السكر الوراثي وفقر الدم، واستطاع "سميث" أيضا تحديد فصيلة دمها وهي "A+"، وأنها أصيبت برصاصة عن طريق الخطأ لم تتسبب في وفاتها ولكنها ماتت بعد أسبوعين بسبب تسمم الجرح، وفقًا لإحدى مقالات الكاتب نبيل فاروق.

هذه الدلائل الغريبة من مجرد ثلاث عظام، جعلت وكيل النيابة يراود ذهنه أن ما جاء في التقرير استنتاجا أو عملا من أعمال السحر، لذلك طلب من كبير الأطباء الشرعيين أن يأتي إليه من أجل استجوابه، وبالفعل ذهب إليه "سميث" رغم شعوره بالضيق ليس لأنهم يستفسرون عما كتبه ولكن لأن ذلك يعتبر إهدارًا للوقت كونه يعشق عمله.

وبدأ وكيل النيابة حديثه مع "سميث" قائلا له: "سيدي.. لا أشك في تقريرك، ولكن لا أستطيع إدراكه، فهل ممكن أن تخبرني، كيف عرفت كل هذا من ثلاث عظام".. وكان ذلك بعد التوصل إلى الجاني والتأكد من صدق ما جاء في التقرير، عندما أجرى رجال الشرطة تحرياتهم بناء على تقرير "سميث" حيث اكتشفوا اختفاء أرملة في الرابعة والعشرين من عمرها، توفى زوجها منذ عام ولديهما طفلة وحيدة.

وكانت الفتاة تعيش مع والدها الذي كان يعيش في حالة من الحزن منذ 4 أشهر، واعترف وهو في حالة من الانهيار أنه أثناء تنظيفه بندقيته غير المرخصة، خرجت طلقة أصابت ابنته في فخذها، وقرر الأب علاج ابنته في المنزل لخوفه الشديد من القبض عليه لامتلاكه سلاحًا غير مرخص، إلا أنها توفيت بعد أسبوعين، ما جعله يحملها ويذهب إلى البئر المهجورة ويلقي بها، ولم يتبق منها سوى عظام بعد أن التهمت الذئاب جسدها.

استمع سميث لأحداث الجريمة من وكيل النيابة، ورد عليه بأنه ليس ساحرًا ولكن هذا هو العلم الجنائي الذي يجعل الجميع في دهشة باستنتاجاته ونتائجه، وشرح له تحليل الطب للعظام الثلاثة: "عظمة ساق، وعظمة فخذ، وعظمة حوض" حيث علم من الأخيرة أنها لامرأة، واستطاع معرفة العمر من التحاماتها. واستطاع سميث التوصل إلى أنها حملت وأنجبت مرة واحدة نتيجة التغيرات التي تصنعها الولادة الطبيعية في رحم المرأة وحوضها، وعلم من نخاع العظم فصيلة دمها، وأنها أصيبت بالسكر الوراثي وفقر الدم، ووجد في عظمة الفخذ موضع الإصابة الناتجة من الرصاصة، واستطاع معرفة أنها بالخطأ لأن موضع خروجها أعلى من الدخول، كما ظهرت تغيرات باثولوجية في موضعي دخول وخروج الرصاصة تدل إنها لم تمت إلا بعد أسبوعين بسبب تسمم الجرح، وهي عمر التغيرات التي أصابت العظام.

ثم أنهى كبير الأطباء الشرعيين حديثه لوكيل النيابة بـ : "هل وجدت الآن إنها ليست سوى مجموعة من النتائج البسيطة في علم الطب الجنائي"، ليرد عليه "أنها غير بسيطة ولكنني أمام عبقري".

ويذكر أنه في عام 1928 عملت نظارة الحقانية على إنشاء إدارة للطب الشرعي، وشكّلت الهيكل العام للمصلحة، وكان ذلك بمعرفة الطبيب الإنجليزي سيدني سميث، كبير الأطباء الشرعيين في مصر حينها.


مواضيع متعلقة