منتظر الزيدي.. ذكرى إخلاء سبيل صحفي قذف بوش بالحذاء بسبب احتلال العراق

كتب: أحمد البهنساوى

منتظر الزيدي.. ذكرى إخلاء سبيل صحفي قذف بوش بالحذاء بسبب احتلال العراق

منتظر الزيدي.. ذكرى إخلاء سبيل صحفي قذف بوش بالحذاء بسبب احتلال العراق

ما بين 14 ديسمبر 2008، و15 سبتمبر 2009 قضى منتظر الزيدي، واحد من أشهر الصحفيين العراقيين والعرب، فترة حبس كعقوبة على قذفه للرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن بالحذاء، خلال مؤتمر صحفي بالعراق، احتجاجا على الاحتلال الأمريكي لبلاده، إذ قبض عليه عقب الواقعة مباشرة، وهي الواقعة التي أثارت ردود فعل عالمية باعتراف بوش نفسه بأنها من أغرب المواقف التي مر بها.

وبعد أن قضى منتظر الزيدي 3 أرباع المدة، أحق له القانون العراقي بالخروج من السجن على شريطة حسن السير والسلوك، وقد أطلق سراحه في مثل هذا اليوم قبل 11 عاما 15 سبتمبر 2009، وبعد إطلاق سراحه، قال مُنتظر الزيدي إنّه تعرّض للتعذيب ، وطالب رئيس الوزراء "المالكي" باعتذار، بعد أن اتهمه بحجب الحقيقة.

وذكر عن الزيدي بعد ذلك أنه انتقل للإقامة في سويسرا للعلاج من التعذيب، وقام بإنشاء مؤسسة الزيدي لرعاية ضحايا الاحتلال الأمريكي في العراق، ورفض لجوءاً سياسياً قدمه له البرلمان السويسري وعاد إلى بيروت وتزوج من صحفية في لبنان.

ومنتظر الزيدي من موليد 15 يناير 1979، وكان يعمل مراسل صحفي عراقي غَطَتْ تقاريره الكوارث الإنسانية التي خلفها الغزو الأمريكي للعراق، واشتهر بقذفه زوج حذائه صوب الرئيس الأمريكي جورج بوش أثناء انعقاد مؤتمر صحفي في بغداد في 14 ديسمبر 2008، فأصاب أحدهما علم الولايات المتحدة خلف الرئيس الأمريكي بعد أن تفادى الحذاء بسرعة فائقة، وبحسب قناتي "الرافدين والبغدادية" فقد كسرت ذراعه أثناء اعتقاله من قبل الحرس القائمين على الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي .

وبالتزامن مع إلقاء فردة حذاءه الأولى قال الزيدي لبوش: «هذه قبلة الوداع من الشعب العراقي أيها الكلب الغبي» وقال وهو يرمي الفردة الأخرى: «وهذه من الأرامل والأيتام والأشخاص الذين قتلتهم في العراق» بحسب موقع بي بي سي، بعدها اعتقله رجال الأمن العراقيين والأمريكيين وطرحوه أرضا ثم سحبوه إلى خارج القاعة مخلفا وراءه خيط من الدماء يسيل منه على الأرض.

وفيما كان يُسمع صوت صراخ الزيدي من غرفة مجاورة، علق بوش على الحادثة قائلا: «كل ما أستطيع قوله إنهما (الحذاءان) كانا مقاس عشرة» كما أضاف: «هذا يشبه الذهاب إلى تجمع سياسي فتجد الناس يصرخون فيك، إنها وسيلة يقوم بها الناس للفت الانتباه.. لا أعرف مشكلة الرجل، لكني لم أشعر ولو قليلا بتهديد».

كما ذكر أيضا عن الواقعة أنه قد ترددت أخبار حول رسالة تركها الزيدي لزملائه قبل ذهابه للمؤتمر الصحفي قال فيها أنه خطط لعمل مشرف يواجه به بوش ويدخله التاريخ، وقد أودع في أحد سجون العراق بعد الحادث مباشرة، ويذكر أن الرئيس بوش أكمل المؤتمر الصحفي مع المالكي، وفي تعليق لبوش على الموقف قبل 17 يوما على انتهاء ولايته الدستورية كرئيس للولايات المتحدة قال: «هذا أغرب شيء أتعرض له»

وقد رحبت جماعة مراسلين بلا حدود بإطلاق سراحه في بيان لها جاء فيه: «نرحّب بعودة هذا الصحافي سالماً معافى إلى أسرته بعد أن أثارت عملية اختطافه موجة من القلق في العراق التي شهدت تصفية عدة صحافيين في خلال اعتقالهم هذه السنوات الأخيرة».


مواضيع متعلقة