عماد الدين زنكي.. قائد مسلم حرر الرها من الصليبيين واتُهم خادمه بقتله

عماد الدين زنكي.. قائد مسلم حرر الرها من الصليبيين واتُهم خادمه بقتله
- نور الدين زنكي
- عماد الدين زنكي
- فتح القدس
- الدولة العباسية
- نور الدين زنكي
- عماد الدين زنكي
- فتح القدس
- الدولة العباسية
"أبو المظفر الأتابك"، "الملك المنصور"، وغيرها من الألقاب التي أطلقت على عماد الدين زنكي، القائد العسكري والحاكم المسلم الذي حكم أجزاء من بلاد الشام وحارب الصليبيين وحرر الرها منهم، إذ تحل ذكرى وفاته اليوم 14 سبتمبر 1146م عن عمر ناهز 64 عاما، تلك الحادثة التي يعتبرها البعض لغزا إذ اتهم فيها خادمه بقتله.
وفي هذا التقرير نسلط الضوء على أبرز المعلومات التي ذكرته عنه ومنها أنه كان أبوه مملوك السلطان ملكشاه السلجوقي، وأنه فتح الرها سنة 539 هـ، وكان يحتلها الصليبيون بزعامة جوسلان، كما كان ابنه نور الدين زنكي الذي مهد الطريق أمام صلاح الدين الأيوبي لمحاربة الصليبيين وفتح القدس بعد أن توحّدت مصر والشام في دولة واحدة.
اختلفت الروايات في مقتله.. وذكره بعض المؤرخين بالهيبة والشجاعة
وذكر في واقعة مقتله أنه في عام 541هـ توجه إلى قلعة جعبر على نهر الفرات في بلاد الشام وحاصرها وأصبح في إحدى الليالي مقتولا، قتله خادمه وهو راقد على فراشه ليلا، ودفن بصفين، وخلفه ابنه سيف الدين غازي في الموصل وخلفه ابنه نور الدين محمود في حلب ثم في دمشق.
بينما تقول رواية أخرى إنه بعد الانتصار في "الرها" ضاقت السبل على أعداء الإسلام وأصبح كيانهم الصليببى بالشام والذي بنوه في خمسين سنة في خطر حقيقى في ظل وجود عماد الدين زنكى الذي انتصر عليهم في كل موطن من الجزيرة الفراتية والشام، فقرروا اللجوء إلى سلاح الغدر إذ قرروا إسناد مهمة الاغتيال الي جماعة معروفة بذلك، وفي أثناء حصار زنكي لقلعة جعبر المطلة على نهر الفرات، قامت مجموعة من الباطنية بالاتفاق مع الصليبيين بعد أن قبضوا الثمن بالتسلل إلى معسكر عماد الدين زنكى واندسوا بين حراسه وفي الليل دخلوا عليه خيمته وهو نائم وقتلوه.
ومما قال عنه المؤرخون ما ذكر عن ابن الأثير الجزري في وصفه "كان شديد الهيبة في عسكره ورعيته عظيم السياسة لا يقدر القوى على ظلم الضعيف وكانت البلاد قبل أن يملكها خراباً من الظلم وتنقل الولاة ومجاورة الفرنجةً، فعمرها وامتلأت أهلاً وسكاناً، وكان أشجع خلق الله"، وقال عنه ابن كثير الدمشقي "وقد كان زنكى من خيار الملوك وأحسنهم سيرة وشكلاً وكان شجاعاً مقداماً حازماً خضعت له ملوك الأطراف وكان من أشد الناس غيرة على نساء الرعية وأجود الملوك معاملة وأرفقهم بالعامة".
تولى الأمير كربوقا أمير الموصل تربية عماد الدين زنكى وتعهده بالعناية والرعاية وتعليمه فنون الفروسية والقيادة والقتال، وترقى في سلك الجندية حتى صار مقدم عساكر مدينة واسط ثم ظهرت كفاءته القتالية سنة 517هـ في قتاله مع الخليفة العباسي المسترشد بالله ضد دبيس بن صدقة مما جعل السلطان السلجوقى محمود يرقيه ليصبح قائد شحنة بغداد سنة 521هـ ويعطيه لقب الأتابك أى مربى الأمير، ذلك لأنه توسم فيه الخير والصلاح والنجابة، فعهد إليه بتربية ولديه ألب أرسلان وفروخ شاه.
بعد أن أصبح عماد الدين زنكى قائداً، حدث تغير كبير في مجرى الأحداث في منطقة الشام الملتهبة حيث توفى أمير الموصل عز الدين مسعود، وحاول بعض المنتفعين توليه ولده الصغير مكانه، ولكن قاضى الموصل بهاء الدين الشهرزورى ذهب إلى السلطان محمود وطلب منه تعيين أمير قوى وكفء للموصل التي على حدود الشام حيث الوجود الصليبى الكثيف في سواحل الشام منذ ثلاثين سنة والذي أسفر عن قيام أربع ممالك صليبية "أنطاكية ـ الرها ـ طرابلس ـ بيت المقدس في الشام" هذا غير سيطرة الصليبين علي أغلب بلاد الشام، وقرر السلطان محمود أن يسند ولاية الموصل وأعمالها إلى عماد الدين زنكى، سنة 521 هجرية.