هل النظافة الشخصية الزائدة تؤثر على المناعة.. طبيب يجيب

05:54 م | الخميس 10 سبتمبر 2020

غسل الأيدي باستمرار باستخدام الماء والصابون أو فركها بالكحول، عامل أساسي ورئيسي ضمن الإجراءات الوقائية والاحترازية، التي وضعتها منظمة الصحة العالمية للقضاء على فيروس كورونا المستجد " كوفيد 19"، لكن يبقى السؤال هل الإفراط في غسل الأيدي أو المبالغة في النظافة الشخصية، يؤثر بالسلب على مناعة الأجسام وبالتالي يأتي بتأثير عكسي على الأفراد؟.

الدكتورة مها جعفر، أستاذ الباثولوجيا الإكلينيكية والكيميائية بطب قصر العيني، ترى أهمية غسل الأيدي جيداً بالماء والصابون في حال لمس أشياء غير نظيفة أو التعامل مع أشياء يمكن أن تكون ملوثة أو تنتقل بين الأفراد مثل النقود الورقية، لكنها في الوقت ذاته ترى أن الإفراط في غسل الأيدي قد يؤثر على الأشخاص بشكل عكسي.

وأوضحت "جعفر"، لـ "الوطن"، بأن جلد الانسان كما يحتوى على بكتيريا ضارة فإنه يحتوى أيضاً على بكتيريا نافعة وتكون بمثابة حائط صد للعديد من الأمراض، مؤكدة أن النظافة الشخصية سواء باستخدام الماء والصابون أو المطهرات مثل الكحول الإيثلي، فإنه قد يقضى على البكتيريا الضارة وبالتالي يقلل من مناعة الجسم في مواجهة الأمراض.

وأشارت استاذ الباثولوجيا الإكلينكية والكيمائية، إلى أن البكتيريا يوجد منها أنواع وسلالات وعائلات متنوعة منها الضار ومنها النافع، وأنه يجب الحرص على عدم القضاء على البكتيريا النافعة وخاصة المتواجدة على جلد الإنسان.

وبسؤالها عن أيهما أفضل في تطهير الأيدي الصابون العادي أم المطهر الكحولي، نصحت "جعفر" باستخدام الصابون العادي وتنظيف الأيدي تحت المياه الجارية، وأن فعاليته كبيرة ومضمونة أما الكحول الإيثلي والمطهرات الأخرى يمكن استخدامها خارج المنزل في حال عدم وجود مصدر للماء والصابون .

وشددت "جعفر"، على ضرورة تطهير الأيدي ولكن بشكل معقول ودون الإفراط في استخدامها، مشيرة إلى أن الصابون "القلوي" يؤثر على طبيعة فيروس كورونا المستجد سواء البروتين أو الغشاء المحيط بالفيروس وبالتالي يحدث خللا في طبيعته وبالتالي تأثيره، لافتة إلى أنه ليست كل الفيروسات تتأثر بالبيئة القلوية.

كما نصحت "جعفر"، أيضاً بضرورة التقليل من استخدام المضادات الحيوية أيضاً، لأنها تؤثر بشكل مباشر على مناعة الجسم ضد الأمراض، ويعد خطأ شائعا يقع فيه عدد كبير من المواطنين، لافتة إلى أن المضادات الحيوية تختلف ما بين مضادات متخصصة للبكتيريا وأخرى للفطريات.

وأكدت أن المضادات الحيوية لاتؤثر على العدوى الفيروسية والتي يعد فيروس كورونا المستجد أحدها، مشيرة إلى أن المضادات الحيوية تقضي على بعض أنواع البكتيريا النافعة والتي تصبح حائط صد طبيعيا ضد عدد كبير من الأمراض.