"رضا".. محفظ قرآن وبطل رياضي وبيحلم بتعيين: نفسي أشتغل في الأزهر

كتب: دينا عبدالخالق

"رضا".. محفظ قرآن وبطل رياضي وبيحلم بتعيين: نفسي أشتغل في الأزهر

"رضا".. محفظ قرآن وبطل رياضي وبيحلم بتعيين: نفسي أشتغل في الأزهر

لم تعينه قدماه على السير والحركة، فهما أيضا يديه للمرور عبر بوابة العلم، استعان بهما للكتابة والنجاح في المراحل التعليمية المختلفة تارة، وأخرى لممارسة الرياضة، ومن خلالهما تنقل بين المنازل لأعوام لتحفيظ الأطفال القرآن، فهما سبيله للحياة، منذ ولادته دون ذارعين قبل 37 عاما.

رضا حمد، ولدّ دون ذراعين، ولا توجد أسباب علمية لذلك، رغم عدم وجود صلة قرابة بين أبويه وسلامة أشقائه، ليكون لوالده الدور الأكبر بحياته والداعم الأساسي له، وساعدته أسرته البسيطة على ممارسة الأنشطة الحياتية بشكل طبيعي مستعينا بقدميه وفمه، ليجدا سويا في تلك المحنة حكمة إلهية وتيسير من الله في خطواته المختلفة.

اعتمد "رضا" على قدميه في دراسته بالمراحل المختلفة، للتنقل بين المدارس من مركز فوه بمحافظة كفر الشيخ، ليحصل على ليسانس الدراسات الإسلامية من جامعة الأزهر عام 2005، قبل زواجه وإنجابه 5 أبناء، وتخلى عن هوايته المفضلة في ممارسة كرة القدم من أجل العلم، وسعى جاهدا للتغلب على التحديات التي واجهته في مشواره.

 

"رضا" لم يجد فرصة عمل بالأزهر فاتجه لتحفيظ الأطفال القرآن بالمنازل

بعد التخرج من الأزهر ازدهرت الأحلام في ذهن الأب الثلاثيني، إذ تمنى العمل في المشيخة، ومنحه دعما كبيرا لمساعدته لتحسين مكانته الاجتماعية، ونقل تجربته لغيره من ذوي الاحتياجات الخاصة، ليصطدم بعدم تحقق أمانيه، أو حصوله على فرصة عمل حتى 2012.

غياب فرصة العمل، دفع الزوج وقتها للبحث عن سبيل جديد لكسب رزقه، ليجد أمامه "تحفيظ الأطفال للقرآن في المنازل"، الطريق المفتوح أمامه وقتها، فتنقل بين العديد من بيوت أبناء كفر الشيخ حاملا كتاب الله الكريم في ذهنه، رغم صعوبة حركته بين المواصلات، من أجل أبنائه وأسرته.

لم يترك "رضا" حلمه بالعمل في المشيخة، فسعى مرارا لتقديم أوراقه، حتى تمكن في 2012 من الحصول على وظيفة "محفظ قرآن كريم دون مؤهل" في أحد المعاهد المنضمة للأزهر من الدرجة المالية الخامسة، رغم حصوله على ليسانس من جامعة الأزهر، ليتقدم بطلب تسوية تم رفضه لاحقا، بدعوى أنّه حصل على المؤهل قبل الخدمة وليس أثنائها، بينما تمكن من التسوية زملاء آخرين معه.

 

محفظ القرآن يحصد جوائز في مسابقات "تنس الطاولة" مستخدما فمه

سخّر محفّظ القرآن وقته للعمل بجدية، فطور نفسه واعتمد على فمه وأسنانه من أجل الكتابة بـ"دفتر التحضير"، وعلى السبورة للطلاب بالمعهد، كما اتجه لممارسة رياضة "تنس الطاولة" معتمدا على فمه أيضا ليحصد فيها عدة نجاحات، آخرها العام الماضي، إذ حصل على المركز الثاني ببطولة الجمهورية، على غرار الأسطورة إبراهيم حمدتو.

منذ ذلك الوقت لم يتمكن الأب الثلاثيني من العمل بمكان آخر لظروفه الصحية، رغم أنّ راتبه لم يتجاوز 1800 جنيه: "مكانش بيكفي أسرته وولادي"، على حد قوله، ما أوقعه في عدة مشكلات مادية، ليلجأ لمواقع التواصل الاجتماعي لنشر قصته حتى يصل صوته لإمام الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب.

 

رضا: لو خيروني هختار أفضل بهيئتي.. وفي انتظار استجابة طلبي

تفاعل الآلاف مع منشور "رضا"، الذي يطلب فيه منحه حقه بالتعيين بمؤهله الدراسي، إذ يأمل في مساعدة الدولة له لإعانته وأسرته، وبالفعل تواصل معه صباح اليوم أحد المسؤولين بمشيخة الأزهر، قائلا: "لسه عندي طموحات لحاجات تانية أساعد بيها غيري وأقدم خير لبلدي".

"ربنا بيبعتلي مواقف كتيرة حلوة تقولي إني أفضل من غيري، عشان كده لو في إيدي اختيار أكون طبيعي هختار أفضل بالهيئة اللي عليها".. قال رضا، موضحا أنّه رغم العديد من الصعوبات والحديات التي مرّ بها رضا حمد، إلا أنّه شعر بلطف الله تعالى يرافقه بها دائما ليتغلب على الصعوبات والتحديات التي واجهها بحياته، على حد قوله، مرددا دائما "الحمد لله.. الحمد لله".


مواضيع متعلقة