مهلة ماكرون.. أين وصلت مشاورات مصطفى أديب لتشكيل حكومة لبنانية؟

كتب: محمد علي حسن

مهلة ماكرون.. أين وصلت مشاورات مصطفى أديب لتشكيل حكومة لبنانية؟

مهلة ماكرون.. أين وصلت مشاورات مصطفى أديب لتشكيل حكومة لبنانية؟

وسط استمرار الأجواء عن تباين بشأن تشكيل الحكومة اللبنانية بين رئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب، ‏ورئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، حول شكل الحكومة وحجمها، وبعدما فُهم أنّ أديب يصر على أن تكون مصغرة لا ‏تتعدى 14 وزيرا غالبيتهم من جيل الشباب، في حين أنّ عون لا يزال يفضل حكومة تكنوسياسية من 24 وزيرا.

وطرحت صحيفة "الأنباء" اللبنانية، أنّ السؤال هو إن كان أديب من إعادة أجواء التفهم والتفاهم، كما أُعلن عنها بعد الاستشارات التي أجراها في عين ‏التينة، وهل تكون زيارته إلى القصر الجمهوري يوم غدٍ الأربعاء لتسليم عون مسودة تشكيلة الحكومة العتيدة، أم قرارا ‏بالاعتذار‎.‎

وفي الثاني من سبتمبر الحالي، بدأ رئيس الحكومة اللبنانية المكلف مصطفى أديب مشاوراته مع الكتل البرلمانية لتشكيل حكومة جديدة، غداة إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون انتزاعه تعهدا من القوى السياسية بإتمام المهمة خلال مدة قياسية أقصاها أسبوعين.

وفي تغريدة له على حسابه بـ"تويتر" في اليوم ذاته وجهها للبنانيين، قال ماكرون: "في لحظة مغادرتي بيروت، أود القول مجددا وبقناعة: لن أتخلى عنكم".

وعادة ما يستغرق تشكيل الحكومة أسابيع أو حتى أشهر، إلا أنّ الضغط الفرنسي بدا واضحا خصوصا مع تعهد ماكرون بالعودة لبيروت في نهاية العام ودعوته الأطراف السياسية لاجتماع في باريس الشهر المقبل يعقد بموازاة مؤتمر دعم دولي جديد.

وكٌلف أديب، الاثنين الماضي قبل ساعات من وصول ماكرون بتشكيل الحكومة، وهو شخصية غير معروفة إجمالا من اللبنانيين، ,جاءت تسميته بعد نيله دعم أبرز القوى السياسية المتخاصمة، على رأسها تيار المستقبل برئاسة سعد الحريري وحزب الله ورئيس الجمهورية ميشال عون.

ومارس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في بيروت ضغطا كبيرا على القوى السياسية، في ما اعتبره "فرصة أخيرة" لإنقاذ النظام السياسي والاقتصادي المتداعي، معلنا في مؤتمر صحفي بعد لقائه مساء الثلاثاء الماضي 9 ممثلين عن أبرز القوى السياسية، أنّ الأطراف السياسية كافة من دون استثناء التزمت، بألا يستغرق تشكيل الحكومة أكثر من 15 يوما، حسب وكالة "فرانس برس".

وفي افتتاحية جريدة "الجمهورية" اللبنانية، أمس الاثنين، حيث مضى الأسبوع الأول من الأسبوعين المحددين لتأليف الحكومة الجديدة، لينطلق كل الزخم والرهان على الاندفاعة الفرنسية هذا الأسبوع، على أمل ان يشهد في نهايته الولادة الحكومية الموعودة.

وأضافت الصحيفة اللبنانية في افتتاحيتها: "هناك مكابشة بين الزخم الفرنسي المحدّد بأسبوعين لاستيلاد الحكومة، وبين اللعبة الداخلية وقدرتها على التعطيل أو فرض قواعد العمل الخاصة بها، وبالتالي، فإن هذا الاسبوع سيثبت من سيربح في نزاع الأجندات: فرنسا الراغبة في إدخال متحول في عملية تشكيل الحكومات، أم الطبقة السياسية في الداخل التي سلّمت على مضض بالقواعد الفرنسية، والآن ستظهر مدى قدرتها على الالتفاف عليها؟ وبالتالي، فحكومة مصطفى أديب إما تولد في نهاية هذا الأسبوع أو تنطلق عملية الجرجرة وبدء نزيف الصدقية الفرنسية، وهذا الأمر له علاقة بموقف النائب جبران باسيل والتيار الوطني الحر وموقف الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل وموقف الثنائي الشيعي".

وعلمت "الجمهورية"، أنّ الاتصالات الجارية في شأن التأليف ما زالت في إطار العناوين العريضة للتشكيلة الوزارية، من حيث الحجم وتوزيع الحقائب، ولم تدخل بعد في التفاصيل المتعلقة بالأسماء، ومن المرجح أن يرسو الحجم على 20 الى 24 وزيرا.

ويبدو أنّ صمت الرئيس المكلف مرده إلى أنّ الرجل اختار آلية خاصة به في التأليف لم يعتمدها أحد من قبل، فهو لم يطلب إلى اليوم من أي طرف أي اسم بعد، حسب وسائل الإعلام اللبنانية.

وتداولت أنباء وأوضحت المصادر، أنّ بيت الوسط لم يتدخل إلى اليوم مع الرئيس المكلف، أما الحديث عن لقاءات يجريها في بيت الوسط هو من خيال البعض بما يدور من حوله، سعيا إلى تسويق سيناريوهات وهمية لا أساس لها من الصحة.

كما توجد غرفة عمليات قائمة في منزل رئيس الوزراء المكلف في محلة كليمنصو في بيروت، لترميم ما ألحقه انفجار المرفأ بها من أضرار، وهو يقطن الآن في شقة مفروشة ولن يتمكن من العودة إلى منزله قبل نهاية الأسبوع المقبل أو مطلع الذي يليه.


مواضيع متعلقة