اكتشاف معدن مصري معتمد دوليا.. "بحريات" قد يكشف تاريخ طبقة الأوزون

اكتشاف معدن مصري معتمد دوليا.. "بحريات" قد يكشف تاريخ طبقة الأوزون
حجر استثنائي لفت انتباه الدكتور حسن حلمي أستاذ الجيولوجيا بجامعة المنيا، بلونه الأسود اللامع المليء بالزركشات في إحدى رحلات دراسة الصخور بالواحات البحرية فأخذ عينة منه وهو على يقين بتفرده ولم يكتفِ بدراسته في المعامل المصرية فأخذه منه في منحته لألمانيا لتحليله ومعرفة خصائصه ليكشف عن معدن جديد كليا تعترف به الجمعية الدولية لعلم المعادن تحت اسم "بحريات".
فوائد عدة أكاديمية واقتصادية قد تعود من اكتشاف المعدن المركب من "بيرمنغنات البوتاسيوم"، حيث إنها مادة عالية التكلفة وتصنع معدنيا، بالتالي إيجاد نظير لها طبيعي من شأنه إدرار عائد اقتصاد ضخم وخصوصا أن الحجر ليس حجرا ثمينا وإنما طبقة صخرية تحتاج لبعض لدراسات لمعرفة مساحتها ولكنها متوفرة بكثرة، بحسب "حلمى" لـ"الوطن".
القيمة الأكاديمية للمعدن لا تكمن فقط في كونه أول معدن يتم اكتشافه من قبل شخص عربي منذ إنشاء المؤسسة أو لندرة الحدث إنما أيضا ظروف تكونه قد يؤدي البحث فيها من علماء المناخ وعلماء الجيولوجيا إلى معرفة الكثير عن تكون طبقة الأوزون حول الأرض، فالحجر الذي يعود لـ94 مليون سنة تكون في نسبة عالية جدا من الأكسجين وقد يكون من الأوزون نفسه، ودراسته قد تكشف أسرارا جديدة عن طبق الأوزون وتكونها حول الأرض عبر ملايين السنين.
رحلة بدأت بحجر لفت نظر "حلمي" في أثناء دراسة صخور الواحات البحرية دفعته لأخذ عينة معه، وحين حصل على جائزة جورج فورستر الألمانية لكبار الباحثين والتي تتيح الدراسة في أحد المعامل الألمانية لمدة عام كامل، أخذ معه عينة وزنها 5 جرامات استطاع إجراء كافة أبحاثه عليهم، سواء لخصائص بصرية أو معملية، طوال عام 2018 ليبدأ في الفترة من فبراير 2020 وحتى أغسطس الماضي، إقرار المعدن بعد الخضوع على عملية تصويت من لجنة لـ20 عالما يصوتون على 3 مرات.
"موافقة الأغلبية" حصل عليها العالم المصري، بإقرار الحجر بعد خضوعه للعديد من الاختبارات ومعرفة بصمته البلورية المنفردة ما جعل 18 عضوا من الجميعة الدولية لعلم المعادن بالتصويت بناء على المعلومات المقدمة بموافقة 18 عالما وتحفظ أحد العلماء الذي اعترض على أن يكون الحجر طبيعيا وليس مصنعا وأخير امتنع عن التصويت على المقترح، خلال ثلاث مراحل التصويت.
ويتابع "حلمي" أن الجهات المسؤولة في الدولة بدأت التحرك للتنقيب والبحث عن المعدن بالفعل، ولكن لا تزال في البداية موضحا أن تسمية المعدن جاءت نسبة لمكان اكتشاف في الواحات البحرية حيث إنه أفضل تسمية لتخليد اسم مكان اكتشافه الذي سيظل مرتبطا به لسنين قادم.