أستاذ العمارة بجامعة القاهرة: 500 مبنى تراثي في وسط البلد.. ونحتاج تشكيل مجلس أمناء

09:05 م | الأحد 06 سبتمبر 2020

قالت الدكتورة سهير حواس، أستاذ العمارة والتصميم المعمارى بجامعة القاهرة، إن منطقة القاهرة الخديوية تضم 500 مبنى تراثى، فى حين يوجد 6 آلاف مبنى على مستوى مصر، وللحفاظ على هذه القيمة التراثية نحتاج مجلس أمناء للحفاظ عليها.. وإلى نص الحوار:

كيف تنظرين إلى منطقة وسط البلد وتحديداً القاهرة الخديوية؟

- منطقة وسط البلد تعتبر متحفاً مفتوحاً، وبعض العقارات بها تدخل ضمن المقتنيات المتحفية، فلكل مبنى تاريخه وجماله وعراقته، والقاهرة الخديوية تعد أبرز خزائن مصر النفيسة فى العمارة، وأذكر أن الدكتور عبدالعظيم وزير، محافظ القاهرة الأسبق، أنشأ مجلس أمناء للقاهرة الخديوية ومجلس أمناء آخر للقاهرة التاريخية، وكانت هذه المجالس تضم خبراء للحفاظ على التراث وعدداً من ذوى الشأن ومثقفين مثل جمال الغيطانى.

كيف يتم الحفاظ على التراث؟

- الحفاظ على التراث له خطوات وأسس لا بد من اتباعها، ونحن لا نخترع العجلة، لأنه توجد مواثيق دولية وعلم يرشدنا إلى كيفية التعامل مع التراث، والأمر يتطلب تمويلاً وخبراء وتفعيل القوانين.

هل إدارة المحليات للمبانى التراثية خطأ؟

- أرفض خضوع التراث للمحليات، فرئيس الحى يتعامل مع ملفات متعددة، مثل الباعة والصرف الصحى ورغيف الخبز وخلافه، وفى نفس الوقت يتعامل مع مبنى عريق له احتياجاته من صيانة، هناك تفاوت كبير فى المسئوليات، والتراث لا بد من التعامل معه كمقتنيات متحفية ومعاملة المناطق التراثية كمتاحف مفتوحة.

محافظة القاهرة أعلنت عن خطة لتطوير القاهرة الخديوية، فكيف تنظرين لها؟

- تطوير التراث ليس إصلاح الواجهات وترميمها فقط، فهذا ليس كافياً، الأمر يتطلب الاهتمام بالبنية الأساسية والصيانة وأعمال السباكة والكهرباء والصرف.

أقترح إطلاق مسابقة بين ملاك العقارات التراثية وشاغليها ومن يحافظ عليها يعفى من الضريبة

وما المطلوب لتحقيق ذلك؟

- لا بد من تشجيع ملاك العقارات التراثية على تطوير المبانى وعدم السماح بأى أنشطة تجارية داخلها مثل الورش والمخازن والعدد الثقيلة، ولا بد أن يكون لكل مبنى بطاقة صحية تشمل الصيانة، وأقترح إطلاق مسابقة بين ملاك العقارات التراثية وشاغليها، بحيث من يحافظ على المبنى يعفى من الضريبة العقارية.

كم مبنى تراثياً وسط البلد؟

- لدينا 500 عقار تراثى فى وسط البلد، وفى مصر كلها 6 آلاف عقار تراثى.

محافظة القاهرة بدأت مع الجهات الأخرى أعمال تطوير القاهرة الخديوية.. ما المطلوب حالياً؟

- أعمال تطوير القاهرة الخديوية بدأت من 13 نوفمبر 2014 وليس الآن، وتم إطلاق مشروع تطوير القاهرة الخديوية بمناسبة مرور 150 عاماً على إنشائها لإعادة الوجه الحضارى للعاصمة، وبدأ المشروع بتحويل شارع الألفى وميدان عرابى وشارع الشواربى للمشاة، ومعالجة الواجهات وشبكة صرف الأمطار وتوسعة الأرصفة بوسط البلد للاهتمام بالمنشأة مع إزالة الإعلانات أعلى الواجهات والأسطح.

وأذكر أن مجمع التحرير تم إنفاق 8 ملايين جنيه عليه لإعادة واجهاته لأصلها كما كانت فى عام 1951 وإزالة التشوهات التى طالت المبنى عقب ثورة يناير، وأيضاً كوبرى قصر النيل أنفق عليه 8 ملايين لتطويره، وحالياً الأعمدة شابها التشويه وتعرضت للكسر والتهشم، وهنا نسال أين الصيانة والمتابعة، لأنه لا يجوز إنفاق ملايين على المشروعات ثم لا تتم متابعة أو صيانة لها، ولا بد من حماية التراث من التخريب.

د. سهير حواس لـ"الوطن": تطوير القاهرة الخديوية يحتاج 500 مليون جنيه.. وأرفض إدارتها من قبل المحليات

هل تطوير القاهرة الخديوية يحتاج إلى مبالغ طائلة؟

- تطوير القاهرة الخديوية مكلف ويحتاج 500 مليون جنيه على الأقل، لأن تطوير واجهات المبنى الواحد يتكلف من مليون إلى 2 مليون، أما أعمال التطوير والصيانة من الداخل للعقار فتحتاج من 2 لـ2.5 مليون جنيه.

ما طبيعة الحالة الإنشائية للعقارات التراثية؟

- العقارات التراثية قوية وقائمة على حوائط حاملة وقاومت كل التغيرات والهزات الأرضية لأكثر من 100 عام، وبالتالى مسألة انهيار عقار تراثى فى وسط البلد أمر شبه مستحيل.

تعرض المبانى للإهمال

وسط البلد منطقة عمرها 150 عاماً من عهد الخديو إسماعيل وحدثت بها نقلة نوعية عمرانية، حيث تم إضفاء نكهة أوروبية غربية على المبانى مع تمصيرها، وحدث إهمال لهذه الحقبة وظلم وطمس وتعد صارخ ربما بدوافع سياسية، والتاريخ لا يمحى بالسياسة، ومنطقة وسط البلد تأثرت بأنظمة تحديد الملكية والإدارة الحكومية دون إعطاء المبانى حقها فى الصيانة، وتم تحويل عدد من المبانى التراثية إلى دواوين لبعض الوزارات دون صيانة ما أثر بالسلب عليها، وقوانين الإيجار ظلمت التراث، فالعقارات الفخمة عالية القيمة إيرادها ملاليم، وبالتالى لم تجد ما تحتاجه من أموال للصيانة.