«مرصد الإفتاء»: تعامل الجماعات مع الدين باعتباره أيديولوجية سياسية «خيانة»
![«مرصد الإفتاء»: تعامل الجماعات مع الدين باعتباره أيديولوجية سياسية «خيانة»](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/239313_Large_20140603084643_11.jpg)
قال مرصد دار الإفتاء للفتاوى التكفيرية إن الفتاوى الضالة ودعوات القتل والخطف والتدمير من قبَل جماعات إسلامية متطرفة تضعنا أمام مسئولية تاريخية، وهو ما يتطلب منا ممارسات ومبادرات حقيقية على أرض الواقع تهدف إلى الدخول فى حوار مباشر مع أصحاب الرأى والفكر والإعلام فى العالم الغربى.
وأضاف فى تقريره الثالث حول «أثر الفتاوى المتطرفة على صورة الإسلام فى الغرب» أن من أهم أسباب ظهور الفتاوى التكفيرية هو تعامل بعض الجماعات والفرق مع الدين على أنه أيديولوجية سياسية، وهو أكبر خيانة تُمارس بحق الدين، لأنه فى هذه الحالة يختزل الإسلام فى مجموعة من المبادئ السطحية ويضيق مساحته الرحبة ويميل بشكل دائم إلى العنف. وأشار التقرير إلى أن عنف هذه الجماعات المتطرّفة يحظى بتغطية إعلامية واسعة، خاصة فى الغرب، تحجب أصوات الغالبية العظمى من المسلمين التى ترفض ممارسة هذا العنف مطلقاً، وأحياناً تتعمد بعض الأطراف إبراز هذه الجماعات المتطرفة ودفعها إلى الواجهة بنيّات أو غايات سيئة ترمى إلى تشويه صورة الإسلام الصحيح. واعتبر تقرير مرصد دار الإفتاء أن تصدّر غير المؤهلين للحديث عن الشريعة من الأسباب الأساسية لتشويه صورة الإسلام، وشدد التقرير على أن وسائل الإعلام الغربية يجب أن تتحمل مسئولية أخلاقية بإتاحة الفرصة لعلماء الأمة الراسخين لتوضيح حقائق الإسلام للعالمين، بدلاً من استضافة أشخاص يتحدثون باسم الإسلام ولا يعرفون عن الإسلام إلا قشوراً لا تسمن ولا تغنى من جوع فيضلون ويضلون. وأوصى التقرير بضرورة الاهتمام بالتواصل والحوار مع العالمين، تواصلاً يهدف إلى البيان والتوضيح وليس الدفاع أو الهجوم، وهو ما حث عليه الشرع الشريف، والدليل على ذلك أن القرآن الكريم حاور اليهود والنصارى، وحاور منكرى البعث، ومنكرى الرسالات السماوية، وحاور الجميع بمنطق العقل والحجة، فالحوار مفيد لنا باستمرار؛ لأنه يعرض منطق الإسلام وحججه الواضحة.
كما أوصى بضرورة تنسيق الجهود الإسلامية فى مجال رصد الفتاوى المسيئة للإسلام والمسلمين والتعامل معها بشكل علمى وفقهى يقدم معالجة وافية وكافية لها، ويرد كل ما يثار من شبهات حول صورة الإسلام والمسلمين، كما أننا بحاجة إلى أن نخاطب الغرب بلغة يفهمها ويتواصل بها، كما أنها لا بد أن تكون عبر سبل وآليات تصل بالرسالة الإسلامية إلى عقر دار المجتمع الأوروبى والأمريكى لإزالة اللبس وسوء الفهم عن الإسلام والمسلمين. بالإضافة إلى إعداد دراسات معمقة لأسباب ظواهر التكفير والتطرف والتى تغذى الحركات الإرهابية حول العالم، وتدفع الكثيرين إلى اللجوء إلى العنف وحمل السلاح والصدام مع العالم.
واستعرض التقرير نماذج من فتاوى القتل والعنف والخطف التى شهدها العالم فى الماضى والحاضر وأثرها على صورة الإسلام فى العالم والتى كان من أشهرها فتوى إهدار دم سلمان رشدى، الكاتب البريطانى ذى الأصول الهندية، وصاحب رواية «آيات شيطانية»، والتى أصدرها الخومينى فى أواخر الثمانينات، وهو الأمر الذى تناولته وسائل الإعلام الغربية بنوع من التحيز الشديد والتعميم بأن الإسلام يدعو إلى قتل روائى بسبب كتابته. كما عرض تقرير مرصد دار الإفتاء لما تقوم به حركة «بوكو حرام» من انتهاك للحرمات واستباحة الدماء، وهو ما اعتبرته الدار استخداماً صارخاً من قبَل الجماعات المتطرفة لسلاح الفتاوى لتبرير عملياتها الإجرامية فى حق الأبرياء.
وذكر التقرير أن حركة «بوكو حرام» منذ إنشائها وهى تقوم باجتزاء النصوص الدينية من سياقها وتنزل الأحكام والفتاوى فى غير موضعها، وبدأت المجموعة بمهاجمة الكنائس والمدارس ومراكز الشرطة والجيش والدوائر الحكومية وخطف السياح واغتيال المسلمين الذين يوجهون نقداً للمجموعة.