"النيل الغاضب" يحول السودان لـ"منطقة كوارث" تستهدف مساعدات دولية

"النيل الغاضب" يحول السودان لـ"منطقة كوارث" تستهدف مساعدات دولية
- السودان
- فيضانات السودان
- نهر النيل
- كوارث طبيعية
- حمدوك
- سيول السودان
- أثيوبيا
- مساعدات دولية
- السودان
- فيضانات السودان
- نهر النيل
- كوارث طبيعية
- حمدوك
- سيول السودان
- أثيوبيا
- مساعدات دولية
بعد فيضانات قوية استمرت لشهور، أعلن مجلس الأمن والدفاع السودانى اعتبار البلاد "منطقة كوارث طبيعية"، حالة الطوارئ في أرجاء البلاد كافة لمدة 3 أشهر، بسبب السيول والفيضانات التي ضربت البلاد، وتشكيل لجنة عليا لدرء ومعالجة آثارها.
كان رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، أكد الأحد الماضي، أن "مناسيب النيل وروافده هذا العام وبحسب وزارة الري والموارد المائية غير مسبوقة منذ 1912، مشيرا إلى أن فيضان هذا العام أدى لخسائر مفجعة وموجعة في الأرواح والممتلكات في السودان.
آثار تدميرية للفيضانات
وبلغ عدد ضحايا السيول وفيضان النيل، منذ بداية فصل الخريف لعام 2020، إلى 94 وفاة، و46 مصابا، فيما انهار 20 ألفا و975 منزلا بشكل كلي، و37 ألفا و516 منزلا بشكل جزئي، في 16 ولاية، بحسب آخر تقرير للمجلس القومي للدفاع المدني بالسودان.
وتجاوزت معدلات الفيضانات والأمطار لهذا العام الارقام القياسية التي رصدت خلال الفترة ما بين 1946 وحتى 1988 مع توقعات باستمرار مؤشرات الارتفاع.
تفاصيل الفيضانات
مع نهاية الخريف الماضي، شهدت السودان موجة أمطار غزيرة للغاية في الهضبة الإثيوبية والتي أدت لفيضانات كبيرة وانزلاقات أرضية بدأت بآخر يوليو 2020، ليخرج النيل الأزرق عند ولاية سنار عن السيطرة ويزيل قرى بالكامل، ويغمر أحياء واسعة من مدينة سنجة، التي تبعد نحو 250 كيلومترا عن الحدود السودانية الإثيوبية.
وانعكس أيضا على مناطق أخرى كالجزيرة والخرطوم التي سجل فيها المنسوب صباح الخميس الماضي، 17.58 مترا الذي يعتبر أعلى مستوى على الإطلاق، ليصبح الوضع "حرجا للغاية" في ظل استقرار مناسيب نهر النيل عند أعلى مستوى منذ أكثر من 100 عام، وفقا لتصريح سابق لمدير إدارة المياه بوزارة الري السودانية عبدالرحمن صغيرون.
وقال إن فيضانات هذا العام الاستثنائية تؤكد ضرورة الإصرار على وجود اتفاقية تنسيق ملزمة بشأن سد النهضة الإثيوبي؛ لضمان تبادل البيانات التشغيلية اللازمة لسلامة تصرفات خزان الروصيرص السوداني القريب من الحدود الإثيوبية، حيث إن آلاف الأسر أصبحت بلا مأوى، وأن الأمر "أصبح أكبر بكثير من قدرة السلطات المحلية".
وقبل ساعات، وصلت إلى الخرطوم، شحنة من الدعم الإنسانى لمتضرري السيول والفيضانات، مُقدمة من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تشمل نحو 100 طن من مواد الإيواء والخيام والأغطية.
فيما نفذه الجهات الحكومية بالسودان جهودا مكثفة لدعم وإيواء المتضررين وتقديم المساعدات اللازمة لتجاوز الأزمة، وسط شح كبير في الإمكانات وتدهور واسع في الطرق والبنيات التحتية والخدمات الصحية ونقص كبير في الخبز وغاز الطبخ والوقود، وفقا لموقع "سكاي نيوز".
بينما برزت حاليا مخاوف كبيرة بالبلاد من احتمالية انتشار بعض الأمراض والأوبئة مثل الملاريا والكوليرا والإسهالات المائية، بسبب تراكم المياه في العديد من المناطق بما في ذلك بعض الأحياء الراقية في وسط الخرطوم.
هل الفيضانات متكررة بالسودان؟
تعتبر أزمة الفيضانات بالسودان حدثا متكررا في ذلك الوقت من كل عام، ولكن ليس بالدرجة نفسها والخطورة الحالية، وذلك يرجع للأمطار الموسمية التي تهطل على القسم الجنوبي من منطقة حوض نهر النيل، وتحديدا على مناطق ولاية الخرطوم وحتى مناطق منابع الحوض والهضبة الإثيوبية.
وعلى سبيل المثال، فإنها بالعام الماضي، شهدت السودان أمطار غزيرة منذ يونيو والتي أدت لسيول في أغسطس وسبتمبر، حيث بلغت أضرت بـ195 ألف شخص في 15 ولاية من أصل 18، وأن ولاية كسلا تضرر فيها حوالي 47 ألفاً و500 شخص، وتضرر 24 ألفاً بولاية غرب كردفان، وأضرت بحوالي 24 ألفاً في ولاية القضارف، ونحو 33 ألف طالب في 95 مدرسة بجميع أنحاء البلاد، وفقا لبيان مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة بالسودان، الصادر في أكتوبر 2019.
القوصي: إعلان السودان "منطقة كوارث" طلبا للمساعدة الدولية.. ومصر لن تتأثر
فيما فسّر الدكتور ضياء القوصي، مستشار وزير الري الأسبق، سبب تلك الفيضانات الضخمة الحالية بالسودان إلى أنها ترجع لهطول أمطار غزيرة بالشهور الأخيرة على السودان وأثيوبيا ما رفع مياه نهر النيل الأزرق التي تركزت في الخرطوم، وبالوقت نفسه امتلئت مياه النهر الأبيض والمعروف ببحر الغزال في السودان.
والتقي مياه النهران في مدينة المقرن السودانية، ليسجلوا ارتفاعا كبيرا لم تتمكن معه سدود الخرطوم الـ17 من المقاومة، وانكسر أحدهم، وفقا لحديث القوصي لـ"الوطن"، مضيفا أن ذلك أدى إلى غرق المدن والأفراد الذين بات أغلبهم يتجولون حاليا بالمراكب الخشبية في البلاد.
وتابع أن تفاقم الوضع كان من بين أسبابه أيضا ضعف البنية التحتية والمنازل بالسودان، موضحا أنه لذلك أعلنت الحكومة البلاد كمنطقة كوارث طبيعية، لعدم قدرتها الكاملة على احتواء الوضع، ولطلب المساعدات والمعونات من الجهات العالمية والدول لتخطي الأزمة.
وشدد القوصي على أن تلك الأوضاع التي تشهدها السودان لن تؤثر على منسوب نهر النيل في مصر، حيث تتأثر البلاد بالقادم من إثيوبيا، والذي يصل منسوبه حاليا لمستوى فوق المتوسط.
عبدالمنعم: ضعف البنية التحتية وغياب الإجراءات الاحترازية فاقم الأوضاع بالسودان
وشاركه في الرأي نفسه، الدكتور نورالدين عبدالمنعم، خبير المياه، بأن إعلان السودان كمنطقة كوارث طبيعية يعني طلب المساعدة الخارجية في عدة سبل لتخطي الأزمة الحالية بعد خروجها عن السيطرة، مثلما تم إعلان لبنان منطقة منكوبة ولكن باختلاف السبب.
وأضاف عبدالمنعم أن الكوارث الطبيعية، تعني تدخل بالأحوال البيئية المعتدلة من خلال عدة أوجه سواء رياح أو حرارة أو أمطار أو أعاصير أو سيول، تدمر البيئة مثل تسونامي في اندونيسيا 2010.
أما ظاهرة السودان، أوضح أنها ناتجة عن زيادة الأمطار بشدة في مثلث الخرطوم، وساعد في تفاقم الوضع عدم وجود بنية تحتية واحتياطات لازمة وإجراءات احترازية لمعالجة الكوارث، وهو ما يتكرر بها سنويا ولكن بنسبة أقل، وتشهده أيضا دولا أفريقية أخري مثل تنزانيا.