ترامب أم بايدن؟.. العالم في انتظار لاعب دولي لصراعات معقدة

كتب: حسن رمضان

ترامب أم بايدن؟.. العالم في انتظار لاعب دولي لصراعات معقدة

ترامب أم بايدن؟.. العالم في انتظار لاعب دولي لصراعات معقدة

أشهر قليلة تفصل الساحة السياسية الدولية على حدث مهم يحدث كل 4 سنوات لاختيار رئيس أقوى دولة في العالم، الولايات المتحدة، ويتنافس في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لهذا العام الرئيس الحالي دونالد ترامب عن الحزب الجمهوري ومنافسه جو بايدن عن الحزب الديمقراطي.

وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، أنه عندما تجرى الانتخابات الرئاسية الأمريكية كل أربع سنوات، نرى الكثير من الاهتمام العالمي بالنتيجة.

ويعد نظام الانتخاب في الولايات المتحدة الأمريكية نظاماً فريداً من نوعه، بخلاف ما يعتقده كثيرون بأن الناخبين الأمريكيين يقومون بانتخاب رئيسهم مباشرة، فإن كلمة الحسم ترجع للمجمع الانتخابي الذي يتكون من 538 مندوباً.

وذكرت إذاعة صوت المانيا "دويتشه فيله"، أنه حين يتوجه الناخبون الأمريكية للتصويت في الانتخابات المقررة في نوفمبر المقبل، فإنه عملياً لا يختار رئيسه مباشرة، بل يمنح صوته لأحد المندوبين في الولاية التي يصوت فيها، وذلك لأن نظام انتخابات الرئاسة الأمريكية يعتمد على ما يدعى بالمجمع الانتخابي البالغ عدد أعضاءه 538 مندوباً.

270 صوتاً في المجمع الانتخابي يحتاجها مرشحا الرئاسة للفوز بالانتخابات

ولدخول البيت الأبيض يحتاج المرشحان للرئاسة الأمريكية إلى 270 صوتاً أي النصف زائد واحد على الأقل من مجمل أصوات أعضاء المجمع، أي ما يوازي عدد أعضاء مجلسي النواب والشيوخ الأمريكي. ولكل ولاية أمريكية عدد معين من الأصوات داخل هذا المجمع بحسب عدد سكانها وعدد النواب الذين يمثلونها في الكونجرس الأمريكي. وولاية كاليفورنيا، أكبر الولايات الأمريكية من حيث عدد السكان، لها 55 صوتاً في المجمع، بينما تملك ولاية داكوتا الشمالية 3 أصوات فقط.

وترامب ومنافسه بايدن في السبعينيات من العمر، وسيكون ترامب قد بلغ من العمر 74 عاماً في بداية ولايته الثانية إذا فاز في الانتخابات، بينما سيكون بايدن في الـ 78 من العمر وسيكون أكبر رئيس في تاريخ البلاد. وأمس الجمعة، أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قبوله ترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة المقررة في نوفمبر المقبل.

وقال ترامب أمام حشد في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض، إنه واثق بشدة من إمكانية تولي المنصب 4  سنوات أخرى، منتقدا منافسه بايدن، وقال إن الديمقراطيين سيدمرون الحلم الأمريكي وسيجلبون الفوضى العنيفة.

ووعد ترامب، بإعادة بناء الاقتصاد، وأكد أن تطوير لقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" سيتم قبل نهاية العام. وكان ترامب، قل في وقت سابق، إنه في حال فوز بايدن في الانتخابات، فإن أسواق المال ستنهار.

وفي 19 أغسطس الجاري ، رشح الحزب الديمقراطي رسميا خلال مؤتمره العام، جو بايدن  نائب الرئيس السابق، باراك أوباما لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية، وحصل بايدن على أكبر عدد من أصوات الوفود الحزبية من ولايات وأقاليم البلاد خلال مؤتمر الحزب العام الذي انعقد بشكل افتراضي بسبب كورونا المستجد. 

وقال بايدن، في وقت سابق، إنه سيخوض حربا من أجل ملايين الأمريكيين، إذا أصبح رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، وفقا لما ذكرته وكالة "سبوتنيك" الروسية للأنباء.

وكان ترامب قدم مزاعم، بلا أدلة، عن أن الانتخابات ستتعرض للتزوير ورفض قول ما إذا كان سيقبل النتائج الرسمية إذا خسر. وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن التصويت عبر البريد سيؤدي إلى إجراء أكثر انتخابات فاسدة ومزورة في تاريخ الولايات المتحدة، وفقا لما ذكرته شبكة "سكاي نيوز" الإخبارية،.

فيما أشار بايدن في حملته الانتخابية إلى دور للجيش، وقال في يونيو الماضي، إنه يخشى أن يحاول ترامب سرقة انتخابات نوفمبر، لكنه واثق من أن الجنود سيقتادونه إلى خارج البيت الأبيض إذا خسر ورفض الاعتراف بالنتيجة.

وأظهرت وثيقة نشرت، أمس الجمعة أن رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال مارك ميلي، أبلغ أعضاء بالكونجرس أنه لا يتوقع دورا للجيش في العملية الانتخابية أو تسوية نزاعات قد تنشأ خلال انتخابات الرئاسة المقررة في نوفمبر المقبل.

 إحباط حلفاء تاريخيين من سياسة ترامب الخارجية

دوليا، أحبطت السياسة الخارجية التي تبناها ترامب والتي تقوم على مبدأ "أمريكا أولا" حلفاء تاريخيين مثل فرنسا التي تتابع من كثب السباق الرئاسي الأمريكي هذا العام بين ترامب وبايدن، وأخرج الرئيس الأمريكي، بلاده من العديد من الاتفاقيات الدولية، بما فيها اتفاقية باريس لتغير المناخ لعام 2015 والاتفاق النووي الإيراني.

وطالب ترامب، الأوروبيين بدفع مزيد من الأموال للدفاع عنهم، واشتبك مع فرنسا بشأن الضرائب، كما شهدت العلاقة بين ترامب ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، توترا في العلاقات الودية بين الزعيمين على نحو متزايد.

وأعرب ماكرون عن أمله، أمس، أن يصبح الفائز في انتخابات نوفمبر بالولايات المتحدة أيا كان، "لاعبا عالميا". وذكرت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، أنه وفق لبروتوكول دبلوماسي تقليدي، لن يقول ماكرون من يفضله في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في 3 نوفمبر المقبل، بيد أنه تعهد بالعمل بشكل جيد مع من سيفوز.

وأوضح ماكرون للصحفيين، أمس الجمعة "الأمر المهم في السياق الدولي هو أن لدينا الولايات المتحدة التي يمكنها أن تلعب دورها كعضو دائم في مجلس الأمن الدولي وعضو منخرط بشكل كامل في القضايا المتعددة الأطراف الكبرى."

وأضاف الرئيس الفرنسي، "نحن بحاجة إلى الولايات المتحدة لحل أكثر الصراعات تعقيدا، ونحن بحاجة إلى الولايات المتحدة التي تكون شريكا في الأمن الجماعي".

ويشهد المجتمع الدولي، عدة قضايا على قدر كبير من الأهمية، وتلعب الولايات المتحدة دورا فيها مثل قضية السد الإثيوبي، والأزمة السورية وتداعياتهاعلى المنطقة، كما تلعب الولايات المتحدة دورا في الأزمة الليبية كذلك العلاقات المتوترة بين الولايات المتحدة والصين في عدد من الجوانب ومن أهمها فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" والاتهامات المتبادلة بين الجانبين وقضية هونج كونج بالإضافة إلى قضية بحر الصين الجنوبي والعلاقات التجارية المتوترة بين واشنطن وبكين.


مواضيع متعلقة