كورونا والبطالة والعنصرية تشعل الانتخابات الأمريكية
- د. محمد بسيونى
- الانتخابات الرئاسية الأمريكية
- أمريكا
- جو بايدن
- ترامب
- د. محمد بسيونى
- الانتخابات الرئاسية الأمريكية
- أمريكا
- جو بايدن
- ترامب
تزايدت حدة الخطاب الدعائى مؤخراً بين الجمهوريين والديمقراطيين قبل شهرين من الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة فى الثالث من نوفمبر القادم. حسم الحزب الديمقراطى موقفه ورشح جو بايدن للمنافسة على منصب الرئيس وكامالا هاريس نائباً للرئيس، ورشح الحزب الجمهورى دونالد ترامب للاستمرار فى موقع الرئيس ومايك بنيس فى موقع نائب الرئيس. وتصاعدت المناكفة السياسية الشديدة على ثلاث قضايا اجتماعية سيطرت على الرأى العام الأمريكى، أولها الرعب من ارتفاع معدلات الإصابة بمرض كورونا، حيث ما زالت أمريكا تتصدر قائمة الدول المصابة عالمياً.. والأمريكيون يلقون بالمسئولية على تأخر إجراءات الوقاية، وغالبيتهم يحمل الرئيس ترامب المسئولية. ويركز الديمقراطيون فى هجومهم اليومى على ترامب على هذه القضية بتفاصيلها المسيطرة على عقل ووجدان الناخبين. ويأتى ارتفاع معدلات البطالة فى المرتبة الثانية من اهتمامات الناخبين، حيث فاقت أعداد العاطلين الثلاثين مليوناً، وتوقفت آلاف الشركات الكبرى عن العمل دون حلول واضحة للمشكلة. والخطير فى الأمر أن ترامب والجمهوريين قرروا وقف الإعانة الفيدرالية للعاطلين المتضررين من كورونا (حوالى 1200 دولار شهرياً) ليدفعوا العاطلين للبحث عن عمل، وهو ما استغله الديمقراطيون بسرعة للنيل من شعبية الرئيس ترامب. أما القضية الثالثة، التى تصاحب كل انتخابات رئاسية لكنها هذه المرة أكثر حدة ومرارة، فهى قضية العنصرية بين البيض والعناصر الأخرى من السود والصفر واللاتينيين وغيرهم. وقد ركزت قضية موت جورج فلويد -الأسود- إثر مقاومته الاعتقال من الشرطة أنظار الناخبين على قضايا العنصرية البغيضة التى أصبحت محور اهتمام الناخبين نتيجة قرارات الرئيس ترامب لتعظيم حقوق البيض على حساب الآخرين وعدائه للمهاجرين من كل الأجناس، وأصبحنا نرى حملات دعائية صارخة للديمقراطيين تلعب على الصراع العنصرى وتهاجم ترامب والحزب الجمهورى بضراوة. أما الدور الأمريكى الدولى بكل قضاياه فهو يشكل نسباً قليلة من اهتمام الناخب الأمريكى وفق نتائج كل استطلاعات الرأى العام التى أجريت الشهر الجارى. وقد أكدت الاستطلاعات أن الناخب الأمريكى مستغرق فى مشكلاته الداخلية ومتابع تصريحات وقرارات الرئيس ترامب القوية والصادمة ومواقف جو بايدن المنافس الصامت الذى يحقق زيادة مطردة فى نقاط شعبيته، اعتماداً على أخطاء واندفاع منافسه ترامب، وما زال الصخب الدعائى متغلباً على مضامين البرامج الانتخابية للحزبين.