"سلمى" تحدت إعاقتها وأرجعت ممشى المدرسة: سعيدة لكل طفل قعيد

كتب: ماريان سعيد

"سلمى" تحدت إعاقتها وأرجعت ممشى المدرسة: سعيدة لكل طفل قعيد

"سلمى" تحدت إعاقتها وأرجعت ممشى المدرسة: سعيدة لكل طفل قعيد

أحلام بسيطة في الحقيقة هي حق أصبح مطلبا وأمنية لطفلة صغيرة، تدرس بفصل في الدور الأرضي وتتحرك على ممشى للكانتين لتفاجأ الطفلة سلمى عصام التي تعاني من إعاقة حركية حرمتها من كافة الأنشطة الأخرى في المدرسة كالمعامل وحجرة الحاسب الآلى وغيرها من الغرف في الأدوار العلوية، بأن الممشى الذي يتيح لها الحركة اختفى وأصبح بدلا منه سلالم رخامية.

رغم مرور عدة أشهر على الموقف إلا أن الطفلة سلمى التي ناضلت لتصحيح الأمور سعدت جدًا حين رأت زميلها مهند عماد من أصحاب الهمم وبطل الجمهورية في السباحة، يحكي عما تعرضت له كواحد من المواقف الصعبة التي يعيشها متحدو الإعاقة، اللقاء الذي تحدث فيه زميلها أمام كاميرا برنامج "من مصر" المذاع عبر فضائية "cbc" جعلها تقول لوالدتها إنها سعيدة لحل المشكلة أمام أي طفل قعيد يدخل المدرسة في المستقبل.

سلمى عصام، الطفلة التي تبلغ من العمر 10 سنوات، وتدرس بإحدى المدارس الخاصة، ويعرفها زملاؤها بالثقة في النفس والذكاء، تعاملت منذ ولادتها مع حالة Spina bifida المرض الذي جعلها حبيسة كرسي متحرك نتيجة مشاكل في حركة أسفل جسدها، لكنها دائما ما تحدت الظروف رغم عدم التجهيز الكامل للمدرسة والمرفقات التي تمر عليها، حتى ذهبت للمدرسة ذات يوم لتجد "الراوند" الذي تستخدمه وقت الراحة مهدودا، وبدلا منه سلالم رخامية.

"محدش عمل حسابي.. هما ناسيين أن أنا موجودة" كانت شكوى سلمى لوالدتها هبة الله محمد، بمجرد عودتها من المدرسة، ما دفع الأم لفعل كل ما بوسعها لحل الأمر، وحينها اكتشفت أن السبب وراء هدم الممشى هو سقوط إحدى المدرسات بسببه فقررت الإدارة فورا استبداله بسلالم رخامية ما أوجد عائقا في طريقة تعايش سلمى في المدرسة، بحسب هبة الله لـ"الوطن".

3 أشهر عمر المحاولات المستمرة من أجل عودة المدرسة لشكلها الطبيعي، ما أوقع الأم في العديد من المواقف أولها كان حين حاولت نقلها من المدرسة لأخرى، ورغم تفوقها وأنشطتها المتعددة لكنهم اشترطوا عليها إمضاء تعهد بعد نزول الطفلة في الراحة ومسؤولية الأم الكاملة عن كافة تحركاتها، وكلما حاولت حل المشكلة في مدرستها الأساسية وجدت حلولا مثل توصية أحد العاملات في المدرسة بشراء الحلوى للطفلة حتى لا تضطر للتحرك وغيرها من الحلول التي تعمق من وضع الإعاقات في طريق الطفلة.

مع استمرار تعنت مدرستها في عدم عودة الأوضاع، كان أصدقاء سلمى لا يتركونها وكانت الطفلة تتابع الإجراءات وتثق في قدرة ذويها على اقتناص حقها، وأخيرا وصلت الأم إلى الإدارة ومالك المدرسة الذي كشف عن أنه لم يكن على علم بكل ذلك وقرر إعادة بناء الممشى فورًا لتعود قدرة سلمى على التحرك في المدرسة في منتصف شهر فبراير الماضي بعد 3 أشهر من المطالب.

"كانت في منتهى السعادة"، تقول "هبة الله" التي تعلم أنه لا يزال هناك الكثير أمام ذوي الهمم ليستطيعوا العيش بشكل طبيعي في المجتمع قائلة: رغم توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي المستمرة لتطويع كافة المرفقات لذوي الهمم إلا أنه لا يزال هناك الكثير من العمل لمساعدة الأطفال على عيش حياتهم بشكل طبيعي دون وضع الإعاقات أمامهم.


مواضيع متعلقة