جدل قبطي حول مناولة الكنيسة لـ"بباوي".. و"زاخر": قرار الإبعاد باطل

كتب: مصطفى رحومة:

جدل قبطي حول مناولة الكنيسة لـ"بباوي".. و"زاخر": قرار الإبعاد باطل

جدل قبطي حول مناولة الكنيسة لـ"بباوي".. و"زاخر": قرار الإبعاد باطل

تواصل الجدل القبطي على مواقع التواصل الاجتماعي، حول قرار البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، بإعادة الدكتور جورج حبيب بباوي، المدرس السابق بالكلية الإكليريكية، إلى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وإلغاء الحرمان الكنسي الصادر ضده منذ 13 عامًا بقرار المجمع المقدس للكنيسة، بفرز وعزل "بباوي"، بسبب ما قيل عن انحرافاته اللاهوتية والعقائدية والطقسية.

ودافع عدد من المؤيدين للقرار بأنَّ "بباوي" لم تتمّ محاكمته كنسيًا حتى يتمّ حرمانه من الكنيسة، وقال كمال زاخر، مؤسس التيار العلماني القبطي، في بيان له، "إنَّه بات من الضروري صدور بيان كنسي رسمي يكشف ملابسات قرار رد الاعتبار الذي يؤكّد توجه الكنيسة لفتح باب المصالحات بما يتسق مع رسالة الكنيسة"، مشيرًا إلى بطلان قرار قطع وإبعاد جورج بباوي، الصادر في 2007، لتغاضيه عن توفر أركان قانونية أساسية فيه بحسب ما نشره البابا شنودة نفسه حين كان اسقفاً للتعليم في مجلة الكرازة في اصدارها الأول (66 -68) تحت عنوان "كيف يحاكم الأسقف خاطئاً" وما أورده الأسقف وقتها "البابا شنودة فيما بعد".

وأضاف "زاخر": "نحن إزاء أستاذ لاهوت وليس من أحاد الناس، كان أبرز ما أورده أسقف التعليم، ولم يتوفر هنا، هو حق المتهم في الدفاع عن نفسه بشخصه أو بمن ينيبه للدفاع عنه، ولم يرد في القرار المعيب الحيثيات التي بني عليها والقوانين الكنسية التي استند إليها، ولا سير جلسات المحاكمة، ولا المداولات التي جرت قبل صدوره، فضلاً عن ما قيل عن جمع التوقيعات عليه بطريقة التمرير، واستخدام الضغط الأدبي للبابا لجمع هذه التوقيعات، بحسب ما نسب لبعض الموقعين عليه وقتها".

وتابع "زاخر": "أقام الدكتور بباوي دعوى بطلان بحق هذا القرار أمام القضاء الإداري حصل بمقتضاها على حكم يقضي بالبطلان، لم تلتفت إليه الادارة الكنسية وقتها، لذا فظني أن قرار رد الاعتبار للدكتور جورج حبيب بباوي جاء لتصحيح خطأ الإدارة التي أصدَرته في حق قامة علمية لاهوتية تقر كل المؤسسات العلمية اللاهوتية الأرثوذكسية في العالم بقيمته وصحة تعليمه وأرثوذكسيته، مع تأكّيدي احترام كل القامات الكنسية بامتداد تاريخها، وإيماني الراسخ بأنّ الكنيسة قبل الأشخاص وفوقهم، وسلامها وسلامة إيمانها وراء القصد".

بينما تمسك الرافضون للقرار، بما ساقه البابا الراحل شنودة الثالث، وبعده الأنبا بيشوي مطران كفر الشيخ ودمياط الراحل، من اتهامات لـ"بباوي" بأنَّه يؤدي تعاليم مخالفة للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وأن قرار مناولته باطل.

وكان عدد من الأقباط، تداول على مواقع التواصل الاجتماعي، أنباءً عن تكليف البابا للأنبا سيرافيم، أسقف أوهايو وميتشجان وأنديانا، للأقباط الأرثوذكس، بالولايات المتحدة الأمريكية، بالذهاب إلى منزل جورج حبيب بباوي ومناولته وإيصال تحيات البابا له وإعلامه بقبوله في الشركة الكنسية مرة أخرى.

وقال الأقباط إنَّ ذلك القرار جاء في ضوء أن بباوي بلغ من العمر 80 عامًا وطريح الفراش، فيما لم تصدر الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أي بيان رسمي يؤكّد أو ينفي صحة الأمر، وكشف مصدر كنسي، لـ"الوطن"، أنَّه لم يصدر قرار من البابا تواضروس بعودة بباوي، ولكن بدافع إنساني وافق البابا للأنبا سارافيم، أسقف أوهايو وميتشجان وأنديانا، بالذهاب إلى منزل بباوي ومناولته، نظرا للوضع الصحي المتردي له.

و"التناول" هو أحد أسرار الكنيسة السبع، وهو تذكير بالعشاء الذي تناوله المسيح بصحبة تلاميذه عشيّة آلامه، ويُحتفل بها عقب القداس يكون بصيغة تناول قطعة صغيرة ورقيقة من الخبز (تعرف بالـبرشان) التي تمثل جسد المسيح وأحياناً تذوق أو غمس قطعة الخبز في القليل من الخمر الذي يمثل دم المسيح.

و"بباوي" الذي دخل في خلافات مع البابا الراحل شنودة الثالث، والأنبا بيشوي، مطران كفر الشيخ ودمياط والبراري الراحل، خلال العقود الماضية، سبق ونشر الأنبا بيشوي تسجيلات صوتية لـ"بباوي" من محاضرات له، تحمل انحرافاته، حسب قوله، محذرًا من أفكاره ومقالاته.

وردًا على اتهامات الأنبا بيشوي وقتها، أكّد "بباوي" أنَّه "مسيحي قبل أي شيء آخر"، قائلًا: "أعيش مسيحيًا وسوف أموت مسيحيًا، وما يقال عني لا قيمة له بالمرة، طالما لا يمس الإيمان"، مشيرا إلى أنَّ الاتهامات التي نشرها الأنبا بيشوي مضحكة لأنَّها بلا دليل وبعيدة تمامًا عن الأرثوذكسية، وأنَّه لا يريد أن يتواجه مع الأنبا بيشوي في ساحة القضاء المصري بخصوص شرائط الكاسيت الخاصة بالكلية الإكليريكية – فرع طنطا، والتي تمّ نشرها على الموقع متهما الأنبا بيشوي بتزويرها، قائلًا إنَّها مواجهة لا تشرفه.

وأضاف "بباوي" في خطاب وجه للأنبا بيشوي في 2015: "لقد تعذَّر عليك محاكمتي، وصدر قرار حرماني في غيابي، وأنت أول من يعلم أن كل الاتهامات التي وجهت لي من اختراعك أنت والأنبا شنودة، وأنَّها لا أصول لها، الاتهام الذي تقبله الكنيسة هو اتهام موثَّق بما نُشِرَ من وقائع ومقاطع كاملة غير مبتورة وليست كالتي قمتم أنت والراهبة شريكتك في تزويرها، تلك الراهبة التي لا تنام ولا تعرف الراحة، ولن تعرفها لأنها تعرف أنها شريكتك في هذه الخطايا، وأشير عليك بأحد ثلاثة أمور من أجل حياتك الأبدية: إمَّا أن تعود إلى الدير راهبا، فإن كان ذلك مستحيلًا فعليك أن تكون مسيحيًا وأبًا كريمًا، وأن تتمسك بنعمة الأسقفية خادما كمسيحي لا يحمل الأحقاد ولا يصنع المشاكل، أو أن تعترف بكل ما فعلت للأب الروحي للكل، البابا تواضروس وأن تعمل كل ما في وسعك لأن تخدم معه لا لكي تؤلب الأتباع وتنفق أموال الأيتام والفقراء على مشروعات العداوة".

كما أكّد "بباوي"، عبر موقعه على الإنترنت، أنَّه منذ أن أُبعِدَ عن الكنيسة القبطية، لم ينضم إلى أي كنيسة أخرى، مؤكّدًا أنَّ ماكس ميشيل (الأنبا مكسيموس) لم يرسمه شماساً قط، وأنَّه لا يتبع كنيسته بالمرة، وما يُقال أو يُنشر غير ذلك ليس صحيحا على الإطلاق.

وكان المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، قرر في يونيو 2015، منع توزيع بعض كتب "بباوي" فى مكتبات الكنائس والأديرة، وقالت الكنيسة، في بيان لاحق، إنَّ سبب منعها أنَّها تنسب بطريقة مباشرة أو غير مباشرة إلى البابا الراحل كيرلس السادس ما يستحيل أن يقوله أو يوافق عليه، وحذّر المجمع من مثل هذه الكتابات دون ذكر اسم "بباوى" صراحة، إلا أن الأخير أصدر بياناً قال فيه إن الكنيسة منعت كتابيه "البابا كيرلس المعلم الكنسى"، و"رسائل الأب فليمون المقارى"، وسبق للأرثوذكسية أن أصدرت قرارًا بعزل "بباوى" من الكنيسة فى اجتماع طارئ للمجمع المقدس عام 2007 برئاسة البابا شنودة حضره 66 أسقفًا من أعضاء المجمع، واستمر مدة 4 ساعات بسبب كتاباته والأخطاء اللاهوتية المنسوبة إليه، ووقع عليه من ضمن هؤلاء الأساقفة وقتها البابا تواضروس وقت أن كان الأنبا تواضروس أسقف عام البحيرة.

و"بباوي" مُنِع من التدريس فى الكلية الإكليريكية بسبب "تعليمه الخاطئ" من سنة 1983، واتهمته الكنيسة بأنه فصل نفسه عنها بانضمامه إلى كنائس أخرى باعترافه سنة 1984.


مواضيع متعلقة