بعد "كورونا" وإغلاق السناتر: الدروس الخصوصية "أون لاين".. مفيش حل تانى

بعد "كورونا" وإغلاق السناتر: الدروس الخصوصية "أون لاين".. مفيش حل تانى
- فيروس كورونا
- كورونا
- كوفيد 19
- الدروس الخصوصية
- التربية والتعليم
- سناتر تعليمية
- فيروس كورونا
- كورونا
- كوفيد 19
- الدروس الخصوصية
- التربية والتعليم
- سناتر تعليمية
أمور كثيرة فرضتها أزمة تفشى فيروس كورونا، على مدار الشهور الماضية، لا سيما فى ما يخص العملية التعليمية، الأمر الذى انتشرت معه الدروس الخصوصية عن طريق الإنترنت والتى يطلق عليها «دروس الأون لاين»، اعتمد عليها الطالب والمعلم كحل وحيد لا بديل لكل منهما عنه، فكانت تجربة يرى فيها الطالب والمعلم أنها تستحق التجربة، كما أنه لم يخف عن أى منهما سلبياتها التى ربما يتم تلافيها بتكرار الأمر فى أعوام قادمة.
فى البداية تقول ميسون على، الطالبة بالصف الثالث الثانوى، إنها لجأت إلى دروس الـ «أون لاين» فى نهاية العام الماضى بعد تفشى الفيروس، بعد أن كانت تعتمد فى دروسها على مراكز الدروس الخصوصية بصورة أساسية، وهو الأمر الذى لم يمكن مناسباً وقتها: «السناتر حتى قبل ما تتقفل الأعداد فيها كانت كبيرة جداً وكانت بتوصل لـ600 طالب فى بعض الأحيان، فلو كنت حضرت فى حاجة زى دى أكيد كان ممكن يجيلى كورونا، ولما فكرت إنى آخد درس فى البيت أو أعمل مجموعة أنا وزمايلى لقيت إنى هتعرض لنفس المشكلة لأن المدرس بيطلع من عندى بيروح عند حد تانى وهكذا، وقتها فكرت إنى آخد دروسى أون لاين خوفاً على صحتى وعلى صحة أهلى كمان».
"ميسون": "هختار الدروس الأون لاين لأن الوقت فيها مرن أكتر"
خاضت «ميسون» التجربة مجبرة، فانطلقت فى دروسها عن طريق الإنترنت فى أغلب موادها من العام الماضى، الأمر الذى رأت فيه شيئاً مختلفاً عن الدروس بالطريقة التقليدية، معبرة عن ذلك بقولها: «كنت باخد دروس تقريباً فى كل المواد، وأكتر حاجة كنت مركزة فيها كانت الفيزيا، كنت متابعة فيها مع أكتر من مدرس عشان أعرف المهم، والموضوع كان حلو جداً بالنسبة لى لأنى مش مرتبطة بميعاد معين، وكنا بناخد الدرس على أى برنامج سواء زووم أو غيره، وبنتابع مع المدرس فى الأوقات اللى إحنا عايزينها، ومفيش بقى تضييع وقت فى اللبس أو إن أنا أركب مواصلات، بالعكس الدنيا كانت سهلة جداً، هو يادوب الدرس ساعتين مش أكتر من كده وبخلصهم وأبدأ مذاكرة بعدها على طول»، مشيرة إلى أن هذه الطريقة من الدروس جعلتها تستغنى بصورة كبيرة عن النزول من المنزل، بعيداً عن أزمة كورونا: «فيه مدرسين بيوفروا كل حاجة أون لاين، مابنكونش محتاجين ننزل خالص لا نشترى ملزمة أو غيره، كله بيكون متوفر، وفى نفس الوقت كان فيه مدرسين تانيين ممكن يخلونا ننزل نشترى مذكرة أو حاجة».
رغم حب «ميسون» لهذه الطريقة، فإنها ترى فيها بعض المشكلات أو بعض السلبيات عن غيرها من الدروس الخصوصية بالطريقة التقليدية، وهو ما عبرت عنه قائلة: «كان فيه مشكلة فى فكرة المتابعة، يعنى ساعات كنت بهمل المذاكرة شوية، مش زى لما كنت بروح السنتر، اللى كان لازم أذاكر عشان فيه امتحانات بشكل دايم ولو ما التزمتش كانوا ممكن يتصلوا بولىّ الأمر، بعكس الأون لاين هو مش عارف أساساً أنا عملت إيه وماعملتش إيه، لكن فى نفس الوقت أنا لو هختار بعد كده هختار الدروس الأون لاين لأن الوقت فيها مرن أكتر، وطبعاً هحاول أتجنب الغلطات اللى عملتها قبل كده، لأنها بالنسبة لى كانت تجربة جديدة ليّ».
ويقول أحمد عباس، مدرس لغة عربية، إن الفترة الماضية وما عشناه فيها من أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، جعلت الاعتماد على التكنولوجيا أمراً لا بد منه، ما جعل «دروس الأون لاين» تسيطر على المشهد لا سيما مع طلاب الصف الثالث الثانوى: «كان أكتر حاجة بنستخدمها برنامج زووم، كنت بقدر أورّى الطلاب من خلاله اللى أنا عايزه وبشكل أفضل وأسرع، وده كان التطبيق الوحيد اللى ليه فعالية، وكان أكتر تطبيق معتمدين عليه»، مشيراً إلى أنها الطريقة نفسها التى كان يتم التواصل بها مع الطلاب فى المدرسة ولكن عن طريق برنامج آخر لكل من الطالب والمدرس به حساب شخصى يمكنهم التواصل مع بعضهم البعض من خلاله.
«سنة أولى تكنولوجيا» هكذا وصف «أحمد» العام الدراسى الماضى، وما فرضته الأزمة الراهنة فيه، سواء على الطالب والمعلم: «الطالب والمعلم كانوا فى تجربة جديدة عليهم، لكن الموضوع كان على الطالب أكتر، كان فيه حاجات بتبقى واقعة منهم جداً، وتركيزه أقل من لو قاعد قدامك، لأنه لو قدامك بيكون تفاعله أكتر، لكن أنت دلوقتى هو قاعد ورا الشاشة، وليه الحرية لو عايز يفتح فيديو أو لأ، مش هقدر أجبره فممكن أتعامل معاه بالصوت»، مشيراً إلى أن «دروس الأون لاين» وإن كانت جيدة، إلا أنها، من وجهة نظره، لا تغنى عن التواصل المباشر الضرورى بين المعلم وتلميذه: «الطالب ينزل المدرسة، ومش هينفع إنه يفضل طول الوقت يعتمد على الإنترنت، طلابنا لازم يكون عندهم جزء تكنولوجيا وجزء تانى عادى».
خبير تربوى: المعلم الخصوصى ما هو إلا بقايا نظام قديم سواء كان هذا المعلم على الإنترنت أو وجهاً لوجه
ويقول الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوى، أستاذ المناهج بجامعة عين شمس، إن بناء النظام التعليمى الجديد الآن يتناقض ويتعارض بصورة كاملة مع فكرة الدروس الخصوصية بأشكالها المختلفة، لأن التعليم وفق النظام التعليمى الجديد يقوم على التفاعل بين المعلم والمتعلم عبر المنصات التفاعلية المختلفة طوال العام الدراسى، وبالتالى لن يكون هناك فائدة من الدروس الخصوصية بين المعلم والمتعلم، لأن العلاقة بين المعلم والمتعلم أصبحت مباشرة وتفاعلية عن طريق المنصة التعليمية الخاصة بالمدرسة أو المعلم، وكذلك عن طريق استخدام الموبايل بتطبيقاته المختلفة مع المعلمين، ولا وجود للمدرس الخصوصى فى هذا الإطار.
ويضيف «شحاتة»: الثانوية العامة فى النظام الجديد ستكون سنة نقل عادية، والنجاح فيها فقط لا يؤهل لدخول الجامعة، لأن الجامعة وفق هذا النظام تحتاج إلى اختبارات أخرى فى الميول والقدرات فى مختلف القطاعات، وبالتالى فإن الثانوية العامة شرط أساسى لدخول الجامعة ولكنها فى الوقت نفسه ليست كافية لذلك.
ويتابع «شحاتة»: المعلم الخصوصى ما هو إلا بقايا نظام تعليمى قديم، سواء كان هذا المعلم على الإنترنت أو بالمقابلة وجهاً لوجه فى مركز دروس خصوصية أو فى المنزل، وهو النظام الذى انتهى عصره ولن يساعد المتعلم فى الامتحان ولا فى التفاعل اليومى مع المعلم.