"مهنا": سر الهجرة النبوية يكمن في تأسيس دولة الإسلام

كتب: عبد الوهاب عيسي

"مهنا": سر الهجرة النبوية يكمن في تأسيس دولة الإسلام

"مهنا": سر الهجرة النبوية يكمن في تأسيس دولة الإسلام

عرض الدكتور محمد مهنا الأستاذ بجامعة الأزهر، ومستشار شيخ الأزهر السابق ورئيس مجلس أمناء البيت المحمدي، لواقع ما تعيشه الأمة الإسلامية في ذكرى احتفالها بالعام الهجري الجديد، واضعا الحلول للعودة إلى مسارها الطبيعي.

وأوضح "مهنا"، أن أكثر المسلمين لا يكادون يذكرون التاريخ الهجري، ولا يدرون أي أعوامه يعيشون، وباتت الأمة تعيش منذ قرون، وهي تتنفس هواء الآخرين، وتنظر بعيون الآخرين، وتسمع بآذان الآخرين، وتتكلم بلسان الآخرين، وتفكر بعقول الآخرين، وتحيا بقلوب الآخرين، ويالها من غربة.

وأكد مستشار شيخ الأزهر السابق، أن سر الهجرة النبوية يكمن في تأسيس دولة الإسلام، وحضارة الإسلام وأمة الإسلام، لقد بدأ التاريخ الإسلامي سيره، يوم أن دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، ليقيم أول دولة من نوعها في التاريخ.

وأضاف مهنا، عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، أنه لم يكن أساس البناء في هذه الدولة الجديدة، شيئًا آخر غير الإنسان، والفرد المؤمن الصالح المؤثر لآخرته على دنياه، المستعلي بروحه على سلطان المادة وبريق الفناء، المؤمن بأن الدنيا خلقت له، ولم يُخلق هو إلا لله، وإنها سُخرت له ولم يستعبد هو لغير مولاه.

وأوضح مهنا، أننا أصبحنا أمام مجتمعات لا يؤمن أفرادها إلا بالمادة والقوة، ولا يعنون إلا بإرضاء الذات والغرائز والشهوات، ولا يرون إلا الحياة الدنيا غاية وهدف، لقد أصبح الفرد في عصورنا الحديثة، مصدرًا لشقاء المجتمع.

ولفت إلى أنه إذا كان تاجرًا فهو التاجر المحتكر النهم، المطفف الذي لا أمانة له، ولا ذمة، بضاعته الخيانة والغش والتدليس والاحتكار، وإذا كان فقيرًا، فهو الفقير الحسود الحقود الثائر الطماع، وإن كان غنيًا فهو الغني الشحيح الحريص المستغل القاسي، وإن كان عاملاً فهو العامل الخامل المراوغ المرائي المتسلق، وإن كان مسئولاً فهو الغاش الناهب للأموال المستغل لسلطانه ومكانه، وإن كان خادمًا أو أجيرًا فهو الضعيف الخائن، وإن كان خازنًا فهو السارق المختلس.

ووضع مهنا الحلول موضحا: تلك هي المعاني التى تراءت فى مناسبة العام الهجري الجديد، من أجل ذلك، فلا خلاص إلا بالعودة إلى الروحانية الإسلامية  "كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ"، 

وتلك هي دعوة العشيرة المحمدية، دعوة البيت المحمدي، دعوة التصوف الراشد، ولا بد أن تكون قضية كل فرد فى هذه الأمة دون استثناء.


مواضيع متعلقة