الشائعات أداة "الإخوان الكاذبون" للتحريض على الدولة.. آخرها رغيف الخبز

الشائعات أداة "الإخوان الكاذبون" للتحريض على الدولة.. آخرها رغيف الخبز
إطلاق الشائعات هو أحد أهم أسلحة جماعة الإخوان الإرهابية، وهي عملية مستمرة بشكل لحظي، عبر آلاف الحسابات المزورة على وسائل التواصل، وتستخدم في ذلك تكتيكات وأليات عمل يعرفها المتابعون للجماعة الإرهابية، في محاولة للتحريض، وآخرها واقعة وزن رغيف الخبز.
وروجت حسابات الإخوان، وقناة الجزيرة القطرية، صورا مزيفة لشكل رغيف الخبز الجديد، فضلا عن تصريحات غير دقيقة لمسئولين بالحكومة، لإشعال الغضب، برغم من تأكيد الحكومة على استمرار دعم رغيف الخبز وتثبيت سعره.
وعن حرب الشائعات قال الدكتور سامي الشريف، رئيس لجنة الإعلام بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية وعميد كلية الإعلام بالجامعة الحديثة، في ندوة للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، بعنوان "خطورة الشائعات"، أن الشائعات ليست ظاهرة جديدة، فمن أبرز وسائل أهلِ الباطل في صراعهم مع أهل الحق صناعة الشائعات، وترويجها بين الناس، موضحا أن الشائعة أنواع، إما أن تكون خبرًا مختلقًا لا أساس له وهو أضعف أنواع الشائعة، وهو الكذب البواح، وإما أن تكون الشائعة إثارة لخبر فيه جانب من الصحة، أو إضافة معلومة كاذبة لخبر معظمه صحيح، أو تفسيرًا خاطئًا لخبر صادق، فالشائعة يصنعها الخبثاء، ويصدقها الأغبياء، ويستفيد منها الأذكياء فيخضعونها للدراسة والبحث.
وتابع، أن الشائعات في عصرنا أخذت ثوبًا آخر مع تطور وسائل الإعلام وتكنولوجيا الاتصال، كوسائل التواصل الاجتماعي، فأصبحت صناعة الشائعات مصدرًا للتكسب المقيت يشرف عليه أناس ومنظمات وهيئات أو دول تهدف إلى تحقيق أهداف خبيثة، مؤكدًا أن الشائعات غالبا تنتشر في أوقات الأزمات، فحينما توجد الحوادث وتغيب الحقائق تظهر الشائعات ويكون المجتمع مؤهلا لقبول تلك الشائعات، أما إذا ظهرت الحقائق وقت الحدث تبددت تلك الشائعات.
وأشار الخبير الإعلامي، إلى أن هناك مشكلة بالنسبة لمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، فهناك نقل ومشاركة للأخبار دون تروّ أو التثبت من صحة الخبر، فقط لمجرد النقل والشير ومسابقة الغير في سرعة نشره، وهذا أمر ممقوت لأنه يكون سببًا في الإضرار بالآخرين دون أن يدري، ومن ثم فيجب التثبت من الأخبار قبل نشرها أو مشاركتها.
وقال سامح عيد، خبير جماعات الإسلام السياسي، إن جماعة الإخوان متمرسة في صناعة الشائعات منذ الأيام الأولي لنشأتها، فهذا من أهم أسلحتها ضد مخالفيها، وقد اكتشفت الجماعة هذا الأمر مبكرا وبدأ التنظيم الإرهابي اللعب بعنصر الشائعات منذ القدم، ففي يوم 29 يونيو 1947، استعرض الإخوان للجوالة وتعمدوا المرور أمام قسم شرطة الخليفة، فأمر مأمور القسم الإخوان بإنهاء تلك المظاهر فورا، فأطلق الإخوان أولى شائعاتهم بأن المأمور مزق مصحفا كان بيد أحد الشباب، وانتشرت الإشاعة بشكل واسع ما أغرى الإخوان لاستغلال ذلك السلاح الجديد ضد كل من يخالفهم.
وأضاف "عيد"، تنتظر الجماعة أي لحظة غضب وضيق من قرار أو مسئول لنشر شائعاتها، فهذه اللحظات تمثل بيئة خصبة لانتشار الشائعات وإثارة البلبلة، ومنها على سبيل المثال الشائعات وقت أي تحريك أسعار لأي سلعة، مثل البترول أو الكهرباء، فتجد وسائل التواصل غارقة بصور إيصالات كهرباء مكذوبة بمبالغ طائلة ويدعون أن السبب هو تحريك الأسعار، ومثلها مهاجمة شيخ الأزهر لوزير الأوقاف في وقت الكل يعلم بالخلاف بين الجانبين، وكل هذه المهاجمات معروف أنها مكذوبة، وآخر هذه الشائعات صور رغيف الخبز الصغير الأقل من حجم الكف والذي يحمله شخص مدعيا أنه شكل وحجم الرغيف بعد تقليل حجمه، وهو أمر مكذوب كليا بلا شك، وقد وجدت الجماعة أرضا خصبة لنشر الشائعة لأسباب كثيرة منها ما هو متعلق بالمتلقي أو المواطن، وأخرى بالمعلومة وعدم معالجة الشائعة بسرعة.
وقال إبراهيم ربيع، قيادي سابق بالجماعة الإرهابية، إن لجان الإخوان تقسم نفسها لعدة مجموعات، منها من يصيغ الشائعات ونكون بصيغة شبابية وعامية، وتناقش الشائعة الجوانب السلبية من الأمور العامة والهجوم على الحكومات والرؤساء والمسؤولين.
وأضاف، أن هناك مجموعة أخرى تهتم بتوجيه خطاب لمناصري ومنتسبي الجماعة، لإقناعهم بسلوكيات الجماعة الشاذة وتحفيزهم على استمرار العمل الإرهابي بأشكاله المختلفة، فهي بمثابة عملية شحن مستمرة.