حكم استخدام خاتم التسبيح والسبحة عند ذكر الله

كتب: رحاب عبدالراضي

حكم استخدام خاتم التسبيح والسبحة عند ذكر الله

حكم استخدام خاتم التسبيح والسبحة عند ذكر الله

يستخدمه الكثيرين في معظم أوقاتهم، ويسعون إلى شراء "السبح" المختلفة لذكر الله عن طريقها، كما لجأ البعض إلى "خاتم التسبيح" الذي انتشر كثيرا خلال الفترة الماضية، وذهب البعض إلى استخدامه بعيدا عن "السبحة" التقليدية، وذلك لسهولته في حساب الذكر والتسبيح طوال اليوم.

 الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، علق على استخدام "السبحة"، موضحا في إجابته عن سؤال: «هل التسبيح بالسبحة بدعة؟»، أن السبحة من ضمن البدع التي حدثت فكانت بديعة، ولم تكن خطيئة، مستدلًا بما روى في الحديث أن السيدة صفية كانت تعد بالحصى، فسألها النبي -صلى الله عليه وسلم- عما تفعل؟، فأجابته بأنها سبحت بالحصى أربعة آلاف وحمدت الله مثلهم وهكذا ، فقال لها: كان من الممكن أن تقولي شيئًا آخر. 

وتابع: إذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - تكلم في المضمون ولم ينهها عن العد بالحصى، وإنما أعطاها من فضل الله، فقال: قولي الحمد لله زنة عرشه، رضاء نفسه، مداد كلماته، عدد خلقه، فيكون أجرك أكثر.

وأشار جمعة، إلى أن الذاكرين فهموا من هذا الحديث، أن الكلام يؤثر، فجعلوا صيغ الذكر هكذا، ففي كنوز الأسرار وغيرها من المؤلفات، الصلوات على النبي - صلى الله عليه وسلم، مثل اللهم إني أسألك بعدد أوراق الشجر وأنفاس خلقك أن تُصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم، منوهًا بأن السبحة بدعة ولكنها تساعد، فليست على غرار البدع التي نهى الشرع عنها.

حكم استخدام خاتم التسبيح

وبعدما أصبح "خاتم التسبيح" أساسيا لمعظم الأشخاص ومصاحبا لهم في طرقهم المختلفة، كان هناك تحذير آخر للدكتور علي جمعة من استخدامه مما أثار استغراب البعض الذين لا يعلمون الفارق بين أدوات التسبيح.

وكتب مفتي الجمهورية السابق عبر صفحته الشخصية على فيسبوك، إن المشايخ استحسنوا أن يذكر الذاكر الذكر مع الكون؛ لأن عقيدة المسلم أن ذلك الكون الذي حولنا يذكر ربنا ذكر حال، وأهل الله قد سمعوا الأشياء تُسبّح، سمعوها ويُميّزون تسبيح الخشب عن تسبيح الرخام عن تسبيح السجاد عن تسبيح الحديد، ويدعون الله سبحانه وتعالى أن يغلق عنهم هذا، لأن تداخل ذلك التسبيح يتعبهم ويشغلهم.

وأضاف: "الآن نرى بعضهم يأتي بالعداد الأوتوماتيكي ويجلس وكأنه في مباراة الكرة يذكر الله، في الصورة لا بأس، أما في المعنى فقد ضيّع على نفسه أن يتسق مع الكون في ذكره لله، فهذه السُبحة تذكر الله معه".

وعلق الداعية أحمد ربيع السيد، على هذا الأمر قائلا إن السنة أن يعقد المسلم التسبيح والتهليل بأنامله لما رواه أحمد وأبو داود عَنْ حُمَيْضَةَ بِنْتِ يَاسِرٍ عَنْ يُسَيْرَةَ أَخْبَرَتْهَا: "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَهُنَّ أَنْ يُرَاعِينَ بِالتَّكْبِيرِ وَالتَّقْدِيسِ وَالتَّهْلِيلِ وَأَنْ يَعْقِدْنَ بِالْأَنَامِلِ فَإِنَّهُنَّ مَسْئُولَاتٌ مُسْتَنْطَقَاتٌ (يعني أنهن يشهدن بذلك).

وقال ربيع لـ"الوطن"، إنه لا بأس أن يسبح الشخص ويذكر الله تعالى بأي وسيلة مباحة، كالسبحة ومثلها خاتم التسبيح، لاندراجها تحت قاعدة الوسائل التي يراد بها ذكر الله، وقد رأى النبي أم المؤمنين تسبح بالحصى وأقرها على ذلك، ولكن الأفضل استخدام الأيدي.


مواضيع متعلقة