صور.. إعادة إحياء عواصم القاهرة التاريخية بمجرى العيون

كتب: رضوى هاشم

صور.. إعادة إحياء عواصم القاهرة التاريخية بمجرى العيون

صور.. إعادة إحياء عواصم القاهرة التاريخية بمجرى العيون

بعد عشرات السنين من الإهمال الذي حول واحدة من أهم مناطق مصر الأثرية، والتي تضم أول منشأة من نوعها لرفع ونقل المياه، إلى واحدة من ضمن مناطق مصر العشوائية غير الآمنة، تعود منطقة مجرى العيون إلى ما كانت عليه بمشروع تنموي ضخم يتعاون في إنجازه وزارات الإسكان والآثار، ومحافظة القاهرة وجهاز التنسيق الحضاري على مساحة 92 فدانا على مرحلتين.

وتستغرق المرحلة الأولى من المشروع، مدة عامين، فيما تستغرق المرحلة الثانية خمسة أعوام، بهدف تحويل المنطقة إلى مركز ثقافي حضاري سياحي مع حماية الهوية التاريخية من خلال التكامل مع النسيج العمراني التاريخي للمنطقة، وخلق بيئة عمرانية ملهمة وتنطوي على الخيال والرؤية لمقصد سياحي ذي شخصية متميزة.

"الوطن"، حصلت على صور المخطط النهائي للمنطقة والذي سيعيد إحياء المنطقة التاريخية، ويربط بين عواصم مصر الإسلامية، الفسطاط والعسكر والقطائع والقاهرة الفاطمية، والحفاظ على هويتها التراثية التي هُددت طوال سنوات من الزحف العمراني العشوائي عليها.

وطبقا للمخطط، ستتحول المنطقة لأكبر متحف مفتوح في العالم يضم 313 أثراً مسجّلاً بنطاق القاهرة التاريخية بين مجمع مسجد عمرو بالفسطاط، حتى باب الفتوح شمالا، ومن سور مجرى العيون حتى مسجد عمرو بن العاص ومجمع الأديان، مع إحياء التراث التاريخى لمدينتى الفسطاط والعسكر، اللتين كان يشغلهما الموقعان من خلال مبان يتم استغلالها كفنادق صغيرة ومطاعم ومراكز ثقافية بذات التصميم المعماري التاريخي.

كما يتضمن المخطط العام، منطقة الثقافة والفن، والتى ستتيح مساحات تستخدم كمسرح مفتوح، ومسارح وسينمات، بالإضافة إلى متحف ومعارض للفنون التشكيلية، ومكتبة عامة، وقاعة للندوات والمؤتمرات، إلى جانب أماكن مخصصة للعروض الفلكلورية، ومركزا للفنون الحركية، فضلاً عن إقامة منطقة للخدمات الترفيهية والسياحية تشتمل على عدد من المطاعم وفراغات وساحات مفتوحة، مع التركيز على جذب نوعية المطاعم التقليدية المصرية والسلاسل العالمية والمطابخ المختلفة، بخلاف قصبة ضخمة تحوي الحرف التقليدية من صدف وخيامية ونحاس وسجاد وأرابيسك وتمتد من مجرى العيون وحتى شارع المعز، لتكون أكبر منطقة للحرف التراثية حيث يعتمد الدعم دمج عدة أنشطة تجارية وحرفية وسياحية وثقافية على طول هذا المحور، لتأكيد الاستمرارية التاريخية للقاهرة التاريخية.

ويقوم المخطط على إعادة الاستخدام للمناطق الفضاء وإعادة التهيئة والتأهيل والتوظيف والإحلال للمناطق ذات الاستعمالات غير المناسبة داخل الكتلة العمرانية، مثل العشوائيات ذات الخطورة من الدرجتين الأولى والثانية، التي تم إزالتها ومنها عشوائيات عين الصيرة 1.8 فدان، 174 وحدة، وعين الحياة 3.2 فدان، 88 وحدة، وعزبة أبوقرن، 57 فدانا، 2525 وحدة، وأبوالسعود 5.5 فدان، 480 وحدة، والمواردى 3.67 فدان، 376 وحدة، وتل العقارب 7.5 فدان، 530 وحدة، وقلعة الكبش 3.6 فدان، 225 وحدة، والحطابة 13.29 فدان، 1199 وحدة، وعرب يسار 11.85 فدان، 1353 وحدة، ومنطقة المدابغ 83.5 فدان، 2450 وحدة.

ويهدف المشروع إلى تعزيز الربط بين الموقع وبين المناطق التاريخية المحيطة به، من خلال نظم نقل عام نظيفة ومتنوعة ومتكاملة تتيح انتقالا أكثر استدامة، مثل الأتوبيسات الكهربائية البانورامية والتليفريك وحركة المشاة والدراجات وتقليل الحاجة إلى استخدام السيارات الخاصة في الانتقال والضغط على طابع المنطقة التاريخية وحركة الطريق.يذكر أن سور مجرى العيون، والمعروف باسم قناطر المياه، أنشأه السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبى، ثم جدده السلطان الناصر محمد بن قلاوون، تجديدا كاملا سنة 712 هـ - 1312م، وأقام لها السلطان الغوري خلال حكمه مأخذا للمياه به ست سواقي بالقرب من مسجد السيدة عائشة.

ولم يبق من القناطر العتيقة التي أنشأها صلاح الدين، شيئا غير بقايا قليلة في بداية المجرى من ناحية القلعة مواجهة لمسجد السيدة عائشة، وكان قد أعاد السلطان الناصر محمد بن قلاوون بناءها كاملة على مرحلتين، وقد أنشأ خلالهما أربع سواق على النيل بفم الخليج لرفع الماء من خليج صغير عند حائط الرصد الذي يعرف اليوم باسم اسطبل عنتر تجاه مسجد أثر النبى، وتتكون عمارة هذه القناطر من سور ضخم يمتد من فم الخليج حتى ميدان السيدة عائشة بعدما كان قديما حتى القلعة.

وقد بنى السور من الحجر النحيت، وتجرى مجراه فوق مجموعة ضخمة من القناطر (العقود) المدببة كانت تنتهي بصب مياه في مجموعة من الآبار الضخمة داخل القلعة، وفي عصر السلطان الغوري، أقيم لهذه القناطر مأخذ مياه آخر به ست سواقي بالقرب من السيدة نفسية لتقوية تيار المياه الواصلة منها إلى آبار القلعة.


مواضيع متعلقة