ليس سوق ووهان.. مفاجأة حول المكان الذي نشأ فيه فيروس كورونا

11:01 ص | الأحد 16 أغسطس 2020

توصل علماء إلى أن هناك احتمالية تشير إلى أن فيروس كورونا التاجي المستجد الذي يجتاح العالم ربما نشأ في منجم صيني عام 2012، وليس في سوق رطب في ووهان.

ويعتقد العلماء أن الفيروس المدمر، الذي أودى بحياة أكثر من 760 ألف شخص في جميع أنحاء العالم، بدأ فعليًا على بعد 1000 ميل من سوق ووهان، بحسب صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية.

قبل 8 سنوات، أصيب 6 عمال في منجم "موجيانغ" الموجود في مقاطعة "يوننان" بجنوب غرب الصين بمرض يشبه الالتهاب الرئوي بعد قضاء 14 يومًا في إزالة براز الخفافيش، وبشكل مأساوي، توفي 3 منهم بسبب المرض.

وأكد الطبيب لي شو، الذي عالج عمال المناجم، كيف عانى المرضى من ارتفاع في درجة الحرارة، وسعال جاف، وألم في الأطراف، وفي بعض الحالات صداع، وجميع الأعراض المرتبطة الآن بـ كوفيد-19.

وحلل عالم الفيروسات جوناثان لاثام وعالمة الأحياء الجزيئية أليسون ويلسون، اللذان يعملان في مشروع موارد العلوم البيولوجية غير الربحي في "إيثاكا"، الأطروحة التي كتبها الطبيب الصيني الذي عالج عمال المناجم.

وكتب لاثام وويلسون في مقال له: "دفعنا الدليل الذي يحتويه ما قال الطبيب لي شو إلى إعادة النظر في كل شيء اعتقدنا أننا نعرفه عن أصول جائحة كوفيد-19".

وأشار لاثام، في حوار لصحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية، إلى أن فيروس كورونا هرب بشكل شبه مؤكد من مختبر في ووهان، مضيفا "قادنا الدليل إلى إعادة النظر في كل ما اعتقدنا أننا نعرفه عن أصول جائحة كوفيد-19".

وعولج عمال المناجم وقتها بطريقة مماثلة لمرضى كوفيد-19، من خلال التهوية ومخففات الدم والمنشطات والمضادات الحيوية، وبعدها خضعوا لاختبارات التهاب الكبد وحمى الضنك وفيروس نقص المناعة البشرية، تحت إشراف عالم الفيروسات تشونج نانشان، البطل الذي أدار تفشي مرض السارس في عام 2003.

أرسل الطبيب عينة من الأنسجة من عمال المناجم المصابين إلى مختبر ووهان، حيث اعتقد الكثيرون أن الفيروس تسرب منه، ثم وجد العلماء في المختبر أن مصدر العدوى هو فيروس كورونا شبيه بالسارس من خفاش "حدوة حصان" صيني، ويعتقد لاثام وويلسون أن الفيروس تطور داخل عمال المناجم، مما يعني أنه كان شديد التكيف مع البشر.

لا يزال المسؤولون الصينيون يعتقدون أن كوفيد-19 بدأ في السوق الرطب في ووهان في ديسمبر 2019، لكن العديد من العلماء ما زالوا يشككون في أصوله بعد أن تم تنظيف السوق المعني وإغلاقه بمجرد أن بدأ الفيروس في الانتشار.