رسائل سياسية فى بطاقات الاقتراع: «مش هشترك فى المسرحية دى»
![رسائل سياسية فى بطاقات الاقتراع: «مش هشترك فى المسرحية دى»](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/237720_Large_20140529081502_11.jpg)
وقفوا تحت لهيب الشمس الحارقة فى طوابير طويلة ينتظرون دورهم للإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات الرئاسية، لا يميلون إلى هذا المرشح أو يتعاطفون مع ذاك، وإنما جاءوا لتوصيل رسالة للرئيس القادم أياً من كان وكأنهم يخاطبونه وجهاً لوجه.
«الحق هيبان فى يوم من الأيام.. قتلتوا فينا الشباب يا دولة العواجيز.. المجد للشهداء.. مش هشترك فى المسرحية دى.. لا لفرعون جديد.. عايز أديك بس مش قادر»، هى نبذ من الرسائل السياسية التى أصر أصحاب الأصوات الباطلة على تدوينها بالبطاقات، متخلين عن الطرق التقليدية فى إبطال الصوت ومنها الرسومات والعبارات الساخرة.
الشعب المصرى سطّر دروساً فى الديمقراطية، وعلى الرئيس المنتخب ألا يدير ظهره للشعب، وأن يأخذ كل الملاحظات التى قالها ودوّنها الشباب، الذين قالوا نعم له والذين قالوا لا، بجدية شديدة، سواء فى البطاقات الانتخابية أو فى مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» و«تويتر»، وفقاً لرأى سعيد اللاوندى، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الأمر الذى يتطلب الاستعانة بمستشارين على دراية تامة بالملفات المطروحة على الساحة، ويتابعون أنشطة وتعليقات الشباب على مواقع التواصل الاجتماعى، بشرط أن تكون فى خدمة الشعب وليست لأغراض شخصية.
«عبث وهزل»، هو توصيف الحالة وفقاً لرأى نبيل زكى، المتحدث باسم حزب التجمع، موضحاً أن البطاقات الانتخابية ليست مكاناً لإبداء الرأى، وإنما على من أراد إبداءه فى وسائل الإعلام والقنوات الشرعية حتى يؤخذ على محمل الجد.
يفسر «زكى» كبَر عدد الأصوات الباطلة بأن أنصار جماعة الإخوان المسلمين انقسموا لفريقين، أحدهما قاطع الانتخابات والآخر حاول إفسادها ودوّن بعض البطاقات الباطلة، ولا يجب هنا الوقوف عند تلك النقطة، بل علينا أن نتطلع للمستقبل بمنظور إيجابى، حيث إن مقياس نجاح أى ثورة ليس فقط هدم الماضى وإنما بناء المستقبل.
الدكتور عبدالرؤوف الضبع، أستاذ علم الاجتماع بجامعة جنوب الوادى، كان له رأى مختلف، حيث أكد ضرورة رصد تعليقات الشباب وعمل تحليل مضمون لها بشكل علمى، ليس بالنظر إليها باعتبارها أصواتاً باطلة، وإنما هى أصوات لا تُحسب لصالح المنافسين، دون أن نصدر عليها أحكاماً أخلاقية قاسية فى حال وجود بعض التجاوز اللفظى.
الشباب المصرى رائع وقادر على الابتكار والإبداع، حسب «الضبع»، ومصر الآن تمر بمرحلة تحول شديدة، كجزء من تبعات الثورة، لذا لا بد من استيعاب الشباب واحتوائه.
خاصة أن حاجز الخوف بداخلهم تلاشى، والهيبة الزائفة للدولة لم يعد لها مكان فى قلبه، ولا نقصد هنا هيبة الدولة الحقيقية، لذا يجب أخذ تعليقاته وآرائه السياسية على محمل الجد.