المستشفى تدمر.. ممرضة بيروت تروي لـ"الوطن" لحظات إنقاذ الرضع الخمسة

المستشفى تدمر.. ممرضة بيروت تروي لـ"الوطن" لحظات إنقاذ الرضع الخمسة
- لبنان
- بيروت
- انفجار بيروت
- انفجار مرفأ لبنان
- ممرضة مستشفى الروم
- مستشفى الروم
- انفجار لبنان
- انفجار مرفأ بيروت
- \
- لبنان
- بيروت
- انفجار بيروت
- انفجار مرفأ لبنان
- ممرضة مستشفى الروم
- مستشفى الروم
- انفجار لبنان
- انفجار مرفأ بيروت
- \
غريزة الأمومة تنتعش داخلها مع كل مولود تحرسه في الحضّانة، توطنت بهم الرحمة في قلبها، والخوف عليهم محركها الأساسي، لم تفر واختارت الصغار، تهرول هنا وهناك بعد مشاهدتها لانفجار مرفأ بيروت، تعانق من تطوله يداها وتنقذ بروحها الآخرين، حتى تمكنت من إنقاذ أكثر من نصف المحجوزين من الأطفال، لتسجل الكاميرا لحظة من الرحمة والخوف تتجلى في احتضان الممرضة لثلاثة رضع بينما تجري مكالمة هاتفية تستنجد خلالها بمن تبقى حيا من المسؤولين، دون أن تدري أن ما فعلته تحول إلى "أيقونة" عالمية يشيد بها الصحف والبرامج التلفزيونية في مختلف الدول.
صوت انفجار مدوٍ وهزة شديدة تسببت في تحطم حائط وأسقف مستشفى القديس جاورجيوس أو كما يطلق عليها مستشفى الرومي، والتي تعمل بها الممرضة اللبنانية باميلا زينون، في حوالي الساعة السادسة، لتحاول الركض في أنحاء قسم الأطفال الذي تعمل به لإنقاذ الرضع وحمايتهم من التضرر.
5 رضع.. ذلك هو عدد الأطفال المتواجدين في قسم الحاضنات الاصطناعية الذي تعمل فيه "باميلا"، وحاولت إنقاذ أكبر قدر منهم خارج المستشفى المتضرر، "قدرت على حمل 3 أطفال، وساعدني الأطباء في المستشفى على حمل الطفلين الآخرين، والخروج بهم إلى مكان آمن".
صدمة كبيرة انهالت على الممرضة اللبنانية لدى رؤيتها حجم الدمار الذي لحق بقسم التوليد، فالجدران تضررت وتصدعت الأسقف، أبواب الطوارئ لا تفتح نتيجة الدمار، الطرقات أصبح السير فيها بصعوبة شديدة، حتي توجهنا خلال مكان أكثر أمنا بعيدا عن الأضرار، شاهدت خلالها العديد من الإصابات بين زملائها من الطاقم الطبي والعاملين في المستشفى.
عقب الوصول لمكان آمن حاولت "باميلا"، الاتصال بمديرة الدور الذي تعمل لتخبرها بالموقف وأن الأطفال معها في مكان آمن، كذلك فكرت في الاتصال بأسرتها لتخبرهم أنها بخير ولم تتعرض للأذى، "لكن الخطوط جميعا كانت مقطوعة لم أتمكن من إجراء أي مكالمة".
خرجت الفتاة العشرينية وهي تحمل الأطفال على ذراعيها رفقة أطباء آخرين، للبحث عن مستشفى آخر يمكنه استقبال الأطفال الذين يحتاجون إلى حضانات، فكانت وجهتهم الأولى لمستشفى "الجعيتاوي" التي تبعد 2 كيلو عن المكان الذي تعمل به لكن لم يتواجد بها حضانات خالية، "فقررنا الذهاب بهم إلى مستشفى أبو جودة، حيث وضعناهم في حاضنات وأنقذناهم، بعد مساعدات من المارة الذين كانوا يعطوننا ملابس لتغطية الأطفال من البرد".
أفكار عديدة دارت في رأس "باميلا"، خلال حملها للأطفال والسير بهم بحثا عن حضانات خالية في أحد المستشفيات، هؤلاء الأطفال أسرهم تنتظرهم، منهم من يكون ظل سنوات يدعو الله ليرزق بهذا الطفل، "طول الطريق كنت أحرص على الاطمئنان عليهم، هل هم بصحة جيدة؟، يتفاعلون معي أم لا، هل لونهم تغير أم لا، والحمد لله وصلوا جيمعا سالمين".
بداية عمل "باميلا" في التمريض بدأت قبل 6 سنوات، حين أنهت دراستها في مجال التمريض، وعملت في قسم الأطفال لعدة سنوات، ليكون يوم انفجار مرفأ بيروت هو الأصعب في حياتها، "لم أعش في حياتي يوما كهذا، ولم أكن أتخيل أن أتعرض لمثل هذا الموقف".