الحكومة تحذر من «انتكاسة كورونا»: الإجراءات «القاسية» ستعود

كتب: محمد مجدى

الحكومة تحذر من «انتكاسة كورونا»: الإجراءات «القاسية» ستعود

الحكومة تحذر من «انتكاسة كورونا»: الإجراءات «القاسية» ستعود

حذر الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، المواطنين من التهاون فى اتخاذ الإجراءات الاحترازية فى مواجهة فيروس كورونا المستجد، مشيراً إلى أن الدول التى تهاونت فى اتخاذ الإجراءات عادت الإصابات لديها فى الارتفاع مرة أخرى، واستهترت بالفيروس حدث لديها «انتكاسة».

وقال رئيس الوزراء، اليوم، على هامش الاجتماع الأسبوعى لمجلس الوزراء، إن «المجلس راجع الموقف الراهن لكورونا، وبفضل وكرم كبير من ربنا ووعى المواطنين أخذ منحنى الإصابات فى الانخفاض والتناقص، وكذلك الوفيات، وبجهود من كل أجهزة الدولة».

وأوصى «مدبولى» المواطنين بالتباعد قدر الإمكان، ولبس الكمامات فى كل أماكن التجمعات، موضحاً أن نسب الإصابات تراجعت للأسبوع الخامس على التوالى.

وقال إن بعض الدول عقب تناقص الإصابات لديها، لم يتبع شعبها الإجراءات الاحترازية لتشهد ارتفاع الإصابات مرة أخرى، وهى دول متقدمة ولها إمكانيات، ما دفعنا لاتخاذ إجراءات مشابهة لعيد الفطر المبارك، مثل غلق الشواطئ والحدائق والمتنزهات، لكن سمحنا بعمل أنشطة اقتصادية بإجراءات احترازية.

وشدد على أن الحكومة ستستمر فى المتابعة والتأكد من استمرار الإصابات والوفيات فى التناقص، موضحاً أنه حال وجود تزايد فى أعداد الإصابات مرة أخرى سيجبر هذا الأمر الحكومة على العودة للإجراءات المشددة والقاسية التى كنا نعانى منها جميعاً.

وقال إننا نرغب جميعاً فى اتجاه الأمور لـ«الانفراج والانفتاح»، ولكننا نناشد المواطنين أهمية استمرار الإجراءات الاحترازية والوقاية، للحفاظ على معدلات التناقص التى نعيشها اليوم.

وأوضح أن الدكتور محمد معيط، وزير المالية، استعرض اليوم نتائج العام المالى الذى انتهى فى 30 يونيو، مضيفاً: «صحيح ماحققناش المستهدفات اللى عايزينها بسبب فيروس كورونا، لكن المؤشرات كلها تقول إن الاقتصاد المصرى ما زال فى تحسن، من فائض أولى، وعجز كلى، ونسبة الدين من الناتج المحلى أفضل من العام الماضى».

وشدد على أن هذا الأمر رسالة ثقة فى تحقيق التوازن، واستمرار عجلة الاقتصاد المصرى فى النمو، والتحسن من الأرقام، ما يستدعى استمرار الإجراءات الاحترازية، مضيفاً: «لو الأرقام عادت فى الاتجاه السلبى، سيكون هناك عودة لغلق العديد من الأنشطة، مما سيؤثر على فرص عملنا، والاقتصاد، ومستهدفاتنا».

ولفت إلى وجود توجيه من الرئيس عبدالفتاح السيسى، بتطوير منظومة المرافق والنقل الجماعى وعلى رأسها السكة الحديد، وهى الخطة التى استعرضها مجلس الوزراء اليوم، موضحاً أن حجم الاستثمارات التى ستنفق على القطاع الذى أهمل لفترة طويلة، ولمس المواطنين معاناة كبيرة فيه، لإعادته على ما كان عليه؛ فإننا نتحدث عن استثمارات تقارب تريليون جنيه، وهو تحد ضخم ليصبح المرفق بمستوى عالمى، يحقق الرضا التام للمواطن عن الخدمة التى يتلقاها.

وأشار إلى أن الدور الأصيل للدولة هو توفير المرافق الأساسية مثل السكة الحديد، والمترو، والكهرباء، والمياه، والغاز، وضخ استثمارات لخلق هذه المرافق، وهو دور أصيل للدولة، ولكن بمجرد دخول الخدمة حيز التشغيل، لا بد من تلبية الإيرادات لحد كبير من تكاليف التشغيل والصيانة لنضمن استمرار تلك الخدمة.

وتابع: «كل ما بنطور أداء الخدمات ونحسنها ونجودها.. لازم فى المقابل الإيرادات تضمن أن المصاريف تغطيها عشان نحافظ على مستوى الجودة اللى وصلنا له».

وأشار إلى أن ما حدث فى الماضى من تداعيات أحدث تهاوياً وانحداراً فى مستوى الخدمات الأساسية المسئولة عنه، يتكلف عشرات أضعاف تكاليف الصيانة والتشغيل لو كنا شغّلنا وحافظنا على المرافق.

ووصف الأمر بـ«مسئولية تضامنية»، بحيث ستتحمل الدولة المصاريف الاستثمارية، وجزءاً من تكلفة التشغيل، والصيانة، والعمرة الجسيمة.

من جهته، قال المهندس كامل الوزير، وزير النقل، إن الدولة تستثمر حالياً 142 مليار جنيه فى مجال السكك الحديدية وحدها، ومخطط الانتهاء من التطوير فى 2024، من قطارات وجرارات وعربات سكة حديد.

وأضاف أن السكة الحديد يسير عليها 900 قطار يومياً، ولم يتم الصرف عليها لفترات طوية، ولم تنفذ العمرات الجسيمة للقطارات بما قلل من مستوى الخدمة، موضحاً أن تكاليف التشغيل والصيانة وحدها 7.5 مليار جنيه، فى مقابل إيرادات لا ترقى لـ50% من تلك التكلفة، حيث تبلغ تكلفة التذاكر 2 مليار جنيه، وتكلفة الإعلانات وغيرها من مصادر الدخل مليار جنيه.

الحكومة ترفع تعريفة ركوب "القطارات الجديدة".. و"الوزير": "السكة الحديد مش عارفة تجيب المرتبات"

وأشار إلى اتخاذ قرار برفع تسعيرة الركوب، أى تذاكر القطارات والعربات الجديدة سواء القادمة من الخارج، أو الخارجة من العمرة الجسمية، وعددها 38 قطاراً اعتباراً من اليوم، موضحاً أنه كلما يدخل قطار سواء عربات روسية جديدة، أو عربات تم رفع كفاءتها مثل سيماف، أو ورش كوم أبوراضى بالسكة الحديد، موضحاً أن تلك الزيادة لا تسرى على القطارات العادية التى تم تركيب أبواب، وشبابيك، ودورات مياه مقبولة لها، وكراسى.

وأوضح أن القطارات الجديدة ستعمل على خطوط القاهرة - الإسكندرية، والقاهرة - أسيوط، والقاهرة - سوهاج، و«العربات الإسبانى» بإجمالى 8 قطارات على الخطوط الواصلة لأسوان، والمنصورة، والإسماعيلية، وبورسعيد، والقطارات السياحية مثل الذاهبة لمنوف، وطنطا، وبلبيس، والزقازيق، والمنصورة، والمناشى، وإيتاى البارود، وكفر الشيخ، مضيفاً: «الـ38 قطاراً سيتم تسييرها من باكر بالتسعيرة الجديدة».

وشدد الوزير على أن التعريفة الجديدة «مازادتش كتير»، موضحاً أن سعرها أقل من الأوتوبيس أو الميكروباص الذى يسير نفس المسافة، أو حتى عن «السوق السوداء»، مشيراً إلى أن تلك الوسائل لا يكون فيها تكييف مثل القطارات، ولا تخرج فى ميعاد محدد، ومن الممكن ألا تصل فى ميعاد محدد، بالإضافة لعوامل أمان كبيرة جداً بالسكة الحديد.

وأشار إلى أن قطار «القاهرة - الإسكندرية» على سبيل المثال ستزيد تذكرة الدرجة الأولى الفاخرة فيه من 100 إلى 125 جنيهاً، والدرجة الثانية ستصبح 100 جنيه بعدما كانت 70 جنيهاً بزيادة 40%.

وشدد «الوزير»، على أنه لو تم رفع التذاكر للقطارات الـ900 كلها، بنفس نسبة الزيادة؛ فلن نصل لتغطية تكاليف التشغيل، مشيراً إلى أنه كلما ستدخل عربات جديدة للخدمة، (ستصل عربات جديدة بمعدل 33 عربة كل شهر)، تكوِّن قرابة 4 قطارات، سيتم تطبيق التسعيرة عليها.

وأوضح أن السكة الحديد مديونة بـ111 مليار جنيه، منها 35 ملياراً للبنك المركزى نتيجة السحب على المكشوف لتسديد المرتبات، لأن «السكة مش قادرة تجيب مرتباتها»، وكذلك 35 ملياراً لبنك الاستثمار، ووزارة البترول، ووزارة المالية، مضيفاً: «وإن شاء الله سنسدد جزءاً من ديوننا».

وأوضح أننا فى 2024 سنصل إلى سكة حديد لديها 900 قطار على مستوى جودة عالٍ أو أكثر، بما قد نقول عليه: «سكة حديد جديدة».

وأشار إلى أن الدولة ستعمل لزيادة نقل البضائع عبر السكة الحديد للمحافظة على الطرق، وتوفير دخل يعوض جزءاً من الخسائر ومصاريف التشغيل للركاب، مشيراً إلى استهداف زيادة الركاب من 700 ألف راكب حالياً يومياً، إلى 2 مليون راكب فى 2030.

"توفيق": نحرر 2500 محضر يومياً

وأوضح أن القطارات القديمة ستظل بنفس التسعيرة الحالية. وخلال اجتماع مجلس الوزراء، وجه «مدبولى» كلاً من وزيرى النقل والداخلية بضرورة تطبيق القرارات الصادرة عن اللجنة العليا لمواجهة فيروس كورونا، وقال محمود توفيق، وزير الداخلية، إنه يتم تحرير محاضر فورية لمن يخالف ارتداء الكمامات فى وسائل النقل الجماعى بمعدل متوسط يصل لـ2500 مخالفة يومياً، مضيفاً أنه ستتم متابعة المتنزهات العامة، والشواطئ، وأماكن التجمعات فى الفترة المقبلة؛ بهدف تطبيق الإجراءات الاحترازية التى سبق إصدارها من اللجنة العليا لإدارة أزمة فيروس «كورونا».

من جهتها، قالت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، إن معدل الإصابة الأسبوعى مستمر فى التراجع للأسبوع الخامس على التوالى، موضحة أن مصر هى الأقل فى معدل الإصابة بفيروس «كورونا» المستجد فى منطقة الشرق الأوسط، حسب منظمة الصحة العالمية.

"معيط": مصر من الدول المحدودة جداً التى استطاعت تحقيق معدل نمو حقيقى موجب خلال 2020 بمعدل هو الأعلى على مستوى العالم

واستعرض الدكتور محمد معيط، وزير المالية، خلال الاجتماع، نتائج العام المالى المنتهية مطلع الشهر الجارى، وقال إن مصر من الدول المحدودة جداً التى استطاعت تحقيق معدل نمو حقيقى موجب خلال عام 2020 بمعدل هو الأعلى على مستوى العالم، مشيراً لانخفاض العجز الكلى إلى 7.8% من الناتج المحلى مقارنة بـ8.2% من الناتج المحلى فى العام السابق رغم جائحة «كورونا».

%7.8 نسبة العجز الكلي من الناتج المحلي مقارنة بـ8.2% من الناتج المحلي فى العام السابق

وأضاف «معيط»: تمكنا من تحقيق فائض أولى 1.8% من الناتج المحلى وهى نتيجة جيدة جداً فى ظل الظروف الاستثنائية لجائحة «كورونا»، كما تمكنا من انخفاض نسبة دين أجهزة الموازنة إلى 86.2% من الناتج فى يونيو 2020 مقارنة بـ90.4% فى يونيو 2019 وهذا إنجاز للحكومة المصرية، مضيفاً: «التعامل الجيد والمتوازن مع تداعيات أزمة كورونا دعا المستثمرين الأجانب للعودة مرة أخرى بشكل قوى من منتصف يونيو».

ونعى مجلس الوزراء، خلال اجتماعه الدكتور محمد مشالى، المعروف باسم «طبيب الغلابة»، الذى وافته المنية أمس، وقال رئيس الوزراء إنه سيظل «حاضراً رغم المغيب، فقد كان نسيجاً وحده فى الإنسانية والإيثار».


مواضيع متعلقة