المدبح "على غير العادة": اللحمة رخيصة ومفيش إقبال

المدبح "على غير العادة": اللحمة رخيصة ومفيش إقبال
طقوس غائبة وأجواء احتفالية انطفأت على غير العادة، فرق كبير بين حال سوق مذبح السيدة زينب، هذا العام، مقارنة بالمواسم السابقة، فرغم اقتراب عيد الأضحى، الشوارع شبه خاوية بسبب الظروف المادية التي ترتبت على جائحة كوفيد 19، كما أن البيع اقتصر على أصحاب المحلات فقط، ولا مجال للبائعين المتجولين في السوق، نظراً للإجراءات الوقائية التي جرى تطبيقها.
يستيقظ الجزارون مع نسمات الصباح الأولى على أمل أن يعوضوا خسارة الأيام السابقة، والتربح في موسمهم الذي ينتظرونه من العام للعام: "بصحى من الساعة 5 الفجر وآجي أفتح لحد 10 بالليل، ومفيش لا بيع ولا شرا إلا بسيط"، حسب زينهم عبدالمنعم، أحد جزاري المذبح، مؤكدًا أن هذه الظاهرة يشهدها المذبح للمرة الأولى منذ سنوات وذلك بسبب سوء الظروف المادية للمواطنين وليس خوفًا من الإصابة بالفيروس.
يحكي أنه كان جالسًا في محله وفجأة أتى له زبونًا يريد كيلو لحمة لابنته مريضة الكبد وما كان عليه إلا أن قطع له أفضل قطعة لحمة إكرامًا لفتاته المريضة، لكنه فوجئ بأن الرجل ليس معه في جيبه سوى 25 جنيهاً فقط: "قالى خد تمن كيلو اللحمة، ببص فى الفلوس لقيتهم 25 جنيه، أخدتهم ومارضتش أكسفه قلت له خد الله يسهلك، عشان صعب عليا وبان عليه إن ظروفه صعبة".
يشتكي من قلة البيع والشراء هذا العام وانقطاع الزبائن عن السوق: "اللى بيجى مامعهوش فلوس خالص رغم إننا خفضنا سعر اللحمة"، يبيبع كيلو اللحمة بـ100 جنيه للضاني بدل 200 جنيه واللحم البقري بنفس السعر بدلًا من 120 جنيه، ومع ذلك ليس هناك حركة مقارنة بالسنوات الماضية، لافتًا إلى أن الزبون الذي كان يأتي لشراء 5 كيلو لحمة أصبح يكتفى بـ2 كيلو فقط.
"كنا بنبيع فى رمضان أكتر رغم الحظر والقفل الساعة 5 المغرب"، يقولها إبراهيم محمد، جزار فى المذبح، مؤكدًا أن امتناع الناس عن الحضور ليس بسبب الفيروس ولكن بسبب ظروفهم المادية الصعبة: "مُقبلين على الفشة والكرشة والممبار ورغم إن اللحمة برخص التراب إلا أن مفيش حد بيشتريها"، لافتًا إلى أن الإقبال هذا العام انخفض بنسبة 50% رغم مد فترة الفتح للثانية عشر منتصف الليل، موضحًا أن الناس أصبحت تقترض لتوفير قوت يومهم وتلبيه احتاجات أبنائهم من مصاريف مدارس بالإضافة لدفع إيجار وكهرباء وغاز وغيرها من متطلبات الحياة اليومية.