معلّمة فى المدبح ينتهى بها الحال على «فرشة كبدة»: «نحمده» على كل حال

معلّمة فى المدبح ينتهى بها الحال على «فرشة كبدة»: «نحمده» على كل حال
- السيدة زينب
- حادث سير
- وفاة زوجها
- معلمة
- المدبح
- بيع الكبدة
- الممبار
- الكبدة
- السيدة زينب
- حادث سير
- وفاة زوجها
- معلمة
- المدبح
- بيع الكبدة
- الممبار
- الكبدة
جسد نحيل، وملابس تعبر عن عمل شاق، ووجه يشكو من تبدل حال المعلمة نحمده زكى، لتجلس على كرسى متهالك يكاد يسقط بها أرضاً، داخل مذبح السيدة زينب، تروج لبضاعتها من «كبدة وكلاوى وممبار»، وتتحسر على ميزانها، الذى لا يتحرك معظم اليوم من قلة الزبائن.
تتذكر «نحمده» حين كانت بكامل صحتها، تقف وتذبح وتبيع وتزن وتنافس داخل السوق كأى جزار محترف، قبل أن تسقط ضحية حادث سير، أفقدها جزءاً من تركيزها: «كان بيقف لى فى السوق رجالة بشنبات»، لتتحول الخيمة التى كانت تنصبها إلى فرشة صغيرة، والعجول والخرفان التى كانت تذبحها للقليل من «الحلويات»، لكسب قوت يومها.
تحكى السيدة الستينية أنها تمر عليها أيام ولا تبيع كيلو، نظراً لقلة الإقبال بشكل ملحوظ، وعدم قدرتها على المنافسة والذبح: «كنت جزارة ليها اسمها فى السوق، بس مفيش حاجة بتفضل على حالها»، تعلمت فنون الجزارة على يد والدها فى عمر السادسة، وازدادت خبرتها بمرور السنين، حتى حلت مكانه.
يساعد «نحمده» فى العمل بالسوق شقيقتها الصغرى وبناتها وأحفادها الصغار: «قاعدين حواليّا، واليوم بيعدى ماببيعش كيلو»، حيث تذهب للمذبح مع طلوع الشمس، وتحصل على ما يكفيها من بضاعة، ثم تتجه إلى السوق لتبيعها بأقل من سعرها لجذب الزبائن: «بجيب الكبدة بـ80 جنيه وببيعها بـ70 وبرده محدش بيشترى».
تكافح «نحمده» حتى النفس الأخير لشراء دوائها وتوفير قوت يومها، حتى لا تمد يدها للغير، خاصة بعد وفاة زوجها وانشغال أولادها بحياتهم، ولا تتنازل عن المهنة والخبرة التى اكتسبتها على مدار سنوات طويلة، وتصر على الوجود فى السوق ولو بفرشة صغيرة: «أحسن من مفيش».