شيخ المؤرخين: تأميم قناة السويس قضى على البطالة وعمالنا أداروها بكفاءة

كتب: ماريان سعيد

شيخ المؤرخين: تأميم قناة السويس قضى على البطالة وعمالنا أداروها بكفاءة

شيخ المؤرخين: تأميم قناة السويس قضى على البطالة وعمالنا أداروها بكفاءة

في حدث محوري وواحد من أكثر القرارات الاستثنائية في تاريخ مصر، "قرار رئيس الجمهورية بتأميم الشركة العالمية لقناة السويس، شركة مساهمة مصرية"، كانت الكلمات التي أثارت أسماع المصريين فصفقوا تهليلًا وهم يسمعون كلمة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في ميدان المنشية في الإسكندرية، يوم 26 يوليو 1956، معلنًا تأميم شركة قناة السويس.

وبدأت القصة بـ3 وفود رسمية لمحافظات القناة، الإسماعيلية وبورسعيد والسويس، وكانت المهمة الأكبر على عاتق الضابط محمود يونس الذي اتجه للإسماعيلية التي بها مبنى إدارة قناة السويس، وحين دخل الضابط العسكري العامل في البترول إلى المبنى، بدأ إخراج الموجودين سرًا لتبدأ عملية التأميم، وسط حالة إنكار من الأجانب الذين لم يصدقوا ما يحدث، حسب ما قال حسين الشريف شيخ مؤرخي الإسماعيلية.

وأضاف: "عبدالناصر كرر كلمة ديليسبس - كلمة السر المتفق عليها - أكثر من 20 مرة للتأكيد، وبالفعل الوفود دخلوا مبنى القناة الإدارية في المحافظات الثلاث في ذات التوقيت تقريبًا".

أول رئيس لقناة السويس رفضته الشركة الفرنسية عاملا قبل التأميم

رغم مرور 64 عامًا، لا تزال الذكرى تحمل الكثير في قلوب من عايشوها أو عايشوا تباعتها: "بنقول التاريخ لولادنا في كلمتين قناة السويس كانت مع الشركة الأجنبية نشتغل فيها عمال وناخد منها ملاليم، لكن بعد التأمين بقينا ملاك وخدنا حقوقنا"، هكذا قال شيخ مؤرخي الإسماعيلية، في حديثه لـ"الوطن".

يحكي الشريف موقفًا يدعم تبدل الأحوال بتأميم القناة، يقول: "تقدم محمد عزت عادل أول رئيس مصري لهيئة قناة السويس، قبل التأميم بطلب للهيئة للعمل مهندسًا بالقناة، والشركة الفرنسية من جانبها رفضته بعد فشله في الاختبار لعدم إجادته اللغة الفرنسية، لكن شاء القدر بعد التأميم أن يُعين رئيسا للهيئة العامة لقناة السويس".

وتابع: "بعد التأميم كان الباب مفتوحًا للجميع فكانت تحتاج لموظفين وعمال ومهندسين وبحارة وقباطين ومراقبين في كل المهن"، مضيفا: "مكانش في عاطل واحد في مناطق السويس الإسماعيلية وبورسعيد بعد التأميم".

وبقدر ما روى عن قصص تأميم قناة السويس لا تزال هناك حكايات عدة، ربما أبطالها لم يتصدروا المشهد التاريخي، لكنهم أثروا بها بشكل واضح به، ولعل أبرز الأدوار كانت للقباطنة المصريين في أنحاء العالم والذين تركوا أعمالهم وعادوا إلى مصر للدفاع عن القناة ضد العدوان الثلاثي، يقول "الشريف"، مسلطًا الضوء على أبرز الأسماء التي عمل معهم في أواخر فترات خدمتهم.

المصريون أدوا دورا بطوليا مع تأميم القناة

"كان للقباطين دور بطولي".. هكذا يصف دورهم الشريف، شارحا أنّ الفرنسيين ظنوا آنذاك، أنّهم لم يستطيعوا إدارة البحر لكن حينها ساند البحارة القباطين اليونان المقيمين في مصر، وكان الجالية اليونانية هي الجالية الأكبر في الإسماعيلية ولم يسافر أبنائها بعد الحرب مع باقي الجاليات، أما القباطنة المصريين فجاءوا من دول العالم للتصدي للعدوان الثلاثي وأبرزهم الغدوري وجمال حمزة وصلاح نصر.

أول شهداء هيئة قناة السويس دفن في رأس العش

قصة أخرى يعتز بها الشريف، وهي لأول شهداء هيئة قناة السويس، شوقي خلاف، الضابط المنتدب في الهيئة في بورسعيد، والذي تلقى أوامر إغراق السفن لعدم دخول الأسطول الفرنسي، وجمع الوثائق المهمة، وبالفعل جمع الأوراق الرسمية في حقيبة، وخرج مع زميل له حتى وصلوا رأس العش، وبالفعل بدأ الفرنسيين مطاردته على الطريق ويطلقون النار عليهم حتى استشهد، ودفن في رأس العش.

على مدار عمل الشريف لنحو 37 عامًا من العمل في هيئة قناة السويس والتعامل المباشر مع رواد التأمين في أواخر فترات عملهم سمع الكثير من القصص التي لم تحضر في ذاكرته للحديث عنها في الوقت الحالي، لكنه لا ينسى في أحد المرات وقت عمله مع الفريق أحمد علي فاضل، الذي اخبره أنّه بدأ عمل بالقناة في العام 1953 وهو عام ميلاد الشريف، ما جعل واحدا من أهم المراجع الذي كان يذهب للحديث معهم ومعرفة التاريخ منهم.


مواضيع متعلقة