سباق الخيول في "مصر القديمة".. الجري للجميع والبيع للأسرع

سباق الخيول في "مصر القديمة".. الجري للجميع والبيع للأسرع
يصل صهيل الخيول وصوت عربات الكارو إلى عنان السماء، ما يقرب من 500 من أصحاب العربات الكارو، يشدون لجام خيولهم مستعرضين قوتها، يأخذون الطريق ذهابًا وإيابًا، عربة يليها عربة، وعلى جانب الطريق يصطف العديد من متابعي السباق وراغبي الشراء، يشاهدون ويستمتعون بالمشهد، وأسرع خيل يمر بين العربات، يصفق له الجميع وتعلق به الأعين، ويزداد الطلب على شرائه.
مهرجان سباق الخيل فى مصر القديمة، حافظ على وجوده بين تجار وهواة الخيل منذ عشرات السنين، توقف خلال فترة الحظر، وعاد بقوة ليقام مرتين في الأسبوع، الجمعة والأحد، وحسب إبراهيم عاشور، أحد المشاركين فى السباق ويعمل على عربة كارو، فهو يهوى الخيل منذ صغره، ويحافظ على وجوده رفقة خيله فى السباق، حتى فى وقت الحظر لم يتوقف، واتفق مع بعض أصدقائه لإقامة السباق بينهم: "أيام الحظر الحركة كانت واقفة، كنا بنعملها بينا وبين بعضينا، بنتصل على بعض ونتفق، بنتقابل وبنقعد نص ساعة ونمشي".
إذا رأى "عاشور" خيلًا أسرع من خيله، يفكر بجدية فى شرائه، أو مقايضة خيله بالخيل السريع، حيث تظهر قوة الخيل عندما يشد العربة بمن فوقها.
ويعتبر سامح فاروق، خيله أحد أسرع وأشهر الخيول في السباق، موضحًا أنه يحافظ على المشاركة باستمرار، رافضًا بيعه: "باجي أشارك في السباق واستعرض قوة حصاني وبامشي، مش بابيعه حتى لو حد طلب، كفاية إني أركب عليه والناس تصقف لي، باهتم بيه وباصرف عليه، عشان كده هو قوي".
وحسب "سامح"، أُقيم السباق 6 مرات بعد انتهاء الحظر، فهم لا يتركون أسبوعًا دون إقامته، ولو حالت ظروف بين إقامته في شارع السبق، يقيمونه في مكان آخر بالاتفاق بينهم.
يضع وائل حماد، الجنازير على قدم الخيل، ويقوم بتدريبه على الحركة تدريجيًا، ويطعمه كثيرًا، ويحافظ على صحته، ليصبح الخيل "رهوان"، ويزداد سعره والطلب عليه في السباق: "الناس اللي بتهتم بالحصان بتاعها بيبقى رهوان وسريع، في ناس بتهمله وبتشتغل عليه وبتكسب من وراه وخلاص، أنا بعت عدد كبير من الخيول عشان بهتم بيها، وإحنا في السباق ده كلنا متلزمين بالأدب، كل اللي بيجري لازم ياخد باله وميزنقش على حد".
حب "حماد" للخيول وصل لدرجة أنه من الممكن أن يقوم بتفريغ غرفة فى بيته، ليضع فيها الخيل: "أنا معايا حصانين، الحصان ده أكل عيشنا وحياتنا، بننقل عليه خضار وفاكهة، بنأجر مكان مخصوص له عشان يقعد فيه".
يقف عتريس جمعة على عربة صغيرة لبيع ملابس الخيل المختلفة، بعد أن باع كل ما لديه من الخيل: "باجي أبيع في وقت المهرجان، والخيول دي رزق عيالي، بابيع وباشتري في الخيول وفي لبسهم، بابيع نضارة الخيل اللي بتتركب علي راسه من قدام، والقالب اللي بيتركب على صدر الحصان".
يرى "عتريس" أن عملية البيع والشراء في الخيل تشبه ما يحدث في كرة القدم، كل ما كان الخيل أسرع، يصبح سعره أعلى: "أداء الحصان هو اللي بيفرق في البيع، في خيول سعرها بيعدي 100 ألف جنيه، لو أنا مش عاوز أبيع الحصان بتاعي وحد تاني عاوزه، ممكن يعلي في السعر كأنه مزاد".