سلامة قلبك.. مارسيل خليفة فنان اختار الموسيقى "حُبّا وطواعية"

كتب: هبة أمين

سلامة قلبك.. مارسيل خليفة فنان اختار الموسيقى "حُبّا وطواعية"

سلامة قلبك.. مارسيل خليفة فنان اختار الموسيقى "حُبّا وطواعية"

"إني اخترتك يا وطني، حُبّا وطواعية، إني اخترتك يا وطني، سِرًا وعلانية"، من كلمات الشاعر علي فودة، والتي تغنى بها الفنان اللبناني مارسيل خليفة، والذي يرقد حاليًا بإحدى المستشفيات بأستراليا لإجراءه عملية جراحية بالقلب.

ولد مارسيل خليفة، يوم 10 يونيو من عام 1950 في إحدى قرى لبنان، ذاق اليتم مبكرًا بعد رحيل والدته متأثرة بمرض السرطان، وهو مازال مراهقًا في سن الـ 16 عامًا، "أحن إلى خبز أمي، وقهوة أمي، ولمسة أمي"، غناها "مارسيل" متأثرًا بكلمات الشاعر محمود درويش "فقدت الوقوف بدون صلاة نهارك، هرمت، فردي نجوم الطفولة، حتى أشارك صغار العصافير دربالرجوع لعش انتظارك".

عشق مارسيل خليفة الموسيقى منذ نعومة أظافره، وقرر الدراسة في معهد بيروت الوطني للموسيقى، واختار معشوقته "آلة العود"، للتقرب إلى هذا العالم الساحر، الذي أتقنه حتى أصبح مدرسًا وأستاذًا بالمعهد.

قبل اندلاع الحرب الأهلية في لبنان عام 1975، شكّل مارسيل خليفة، فرقته الموسيقية المحلية في بدايتها لإحياء تراث لبنان، حتى ذاع صيته عندما انطلق بفرقته "الميادين" إلى جميع أنحاء العالم لإحياء العديد من الجولات الفنية.

مارسيل خليفة، كان مؤمنًا بالدفاع عن قضايا وطنه من خلال الأغاني، وقدم عدد من الألبومات في السبعينات منها "وعود من العاصفة"عام 1976، و"أغاني المطر" عام 1977، و"أعراس"عام 1979، و"ع الحدود" عام 1979.

تعاون فنيًا مثمرًا بين مارسيل خليفة والشاعر محمود درويش، والتي تشكلت صداقتهما في الثمانينات، وفي حواره لـ "الوطن" منذ عدة أعوام، تحدث "مارسيل" عن "درويش"، قائلًا: "أمس كنت مرتبطًا بشخصيته وفكره، واليوم أصبحت علاقتي مقتصرة على شعره، وأتمنى أن يكون درويش راضيًا عن كل ما أقدمه من أشعاره بعد رحيله، وأن يكون الجمهور متذكراً كيف اجتهد درويش من أجل تقديم تلك القصائد".

وتحدث مارسيل، " خلال فترة مراهقتي وقبل انطلاق الحرب ببلدي لبنان، كنت شابًا مولعًا بالموسيقى، حيث كنت قد تخرجت من معهد الكونسرفتوار، وطيلة تلك الفترة كنت أجمع الدواوين الشعرية، واحتفظ بها في منزلي، وبعد أن انطلقت الحرب، انعزلت في منزلي الصغير، وبدأت أقرأ في مجموعة الدواوين التي كنت احتفظ بها، فوجدت أن معظم تلك الدواوين كانت لمحمود درويش".

أضاف "من هنا بدأت رحلتي معه، حيث صرت ألحن تلك القصائد مع نفسي، وظللت لسنوات أفعل ذلك، وهنا انفجرت داخلي، وبسبب تلك القصائد، هموم القضية الفلسطينية، وأصبحت متعاطفًا وبشدة معها، وتكونت ميولي اليسارية معها، ومن هنا قررت أن ابتعد عن قريتي ومدينتي، وأن أصدر أول أسطوانة خاصة بي".

"وبعد سنوات عديدة من طرح الأسطوانة في الأسواق، تقابلت بالصدفة مع محمود درويش، وبدأت صداقتنا الحميمة، وظللنا لما يقرب من 10 سنوات لا نفترق، وعشنا معًا في مدينة باريس، وقدمنا خلال تلك الفترة أحلى وأجمل القصائد التي عشقها الناس."

واختتم مارسيل حديثه عن الصعوبات التي كان يواجهها في تلحين قصائد درويش، فقال : "أسهل وأمتع القصائد التي لحنتها بحياتي الفنية، فأنا أرى أن الله أوجدني في هذه الحياة من أجل أن ألحن قصائده، فنحن كنا نكمل بعضنا البعض، فرغم اختلاف أفكار ورؤى محمود في قصائده، لكنني دائمًا كنت أعرف التعامل معها، وسأظل أتعامل معها حتى بعد أن فارق حياتنا".

"عززنا الشرايين التي تضخ حبًا وفرحًا ودمًا للقلب"، بهذه الكلمات طمأن مارسيل خليفة، جمهوره ومحبيه بعد وعكته الصحية الأخيرة.


مواضيع متعلقة